بمناسبة مرور خمس سنوات من الانقلاب الحوثي على الدولة، واجتياح صنعاء، نظم مركز العاصمة الاعلامي اليوم السبت، ندوة سياسية في مدينة مأرب. وأكد وكيل وزارة الإعلام أحمد ربيع، في كلمته أن يوم 21 سبتمبر 2014، مّثل نكسة مكتملة الاركان على كل مستويات الحياة تسببت به مليشيات الحوثي التي اجتاحت العاصمة وقتلت وشردت الآلاف وأنهت كل فرص الحياة والسلام. ودعا ربيع أبناء اليمن إلى مواصلة كفاحهم ضد مشروع الإمامة وتحرير كافة تراب اليمن من هذه العصابة التي لن يستقر اليمن ولا زالت تلك العصابة تسيطر على عاصمته وثرواته. من جهته استعرض مدير مركز العاصمة الإعلامي عبدالباسط الشاجع ملخصاً لتقرير مركز العاصمة، الذي ارتكز على ثلاث نقاط رئيسة هي الفوضى الأمنية والرفض الشعبي وحيلة الحارس القضائي، متضمناً رصد ميداني يغطي المديريات العشر لأمانة العاصمة، منذ 1 يناير 2016 وحتى اغسطس 2019. وأوضح الشاجع أن معدلات الجريمة في صنعاء خلال فترة الرصد، ارتفعت الى أكثر من 80 الف حالة موثقة، تنوعت ما بين القتل وسرقة منازل ومحلات تجارية وسيارات وممتلكات أخرى، بالإضافة الى اختطاف نساء وأطفال، وتوثيق حالات اغتصاب، وانتحار. وفيما يخص فعاليات الرفض الشعبي، أكد الشاجع تنامي الرفض الشعبي للمليشيات، حيث وثقت وحدة الرصد بمركز العاصمة أكثر من 1350 فعالية نضالية شهدتها العاصمة صنعاء ضد مليشيات الحوثي، وتصدرت المرأة اليمنية واجهة الرفض لممارسات الحوثيين. وكشف التقرير عن استيلاء ميليشيا الحوثي على 400 مؤسسة وشركة ما بين تجارية وخيرية وتعليمية ورسمية، وأراضي وعقارات وغيرها، بالإضافة الى ممتلكات أكثر من 3000 الف شخصية. من جهته أبرز الصحفي محمد الجماعي، صحفي متخصص في الاقتصاد، في ورقته خسائر الاقتصاد اليمني جراء الانقلاب الحوثي منذ خمس سنوات، مضيفا أن ما تنهبه مليشيات الحوثي من الايرادات خلال العام الواحد يصل إلى أكثر من ترليون وثلاثمئة مليار ريال، (5 مليار دولا) بما فيها ايرادات الضرائب والجمارك والاتصالات بالإضافة الى ايرادات شركتي النفط والغاز. وأضاف الجماعي أن مليشيا الحوثي دمرت الاقتصاد اليمني بصورة مباشرة وغير مباشرة، وكذلك دمرت بنية الاقتصاد لتفسح الطريق أمام صاعدين جدد يتبعونها تأسيسا لمستقبل ينصاع لهم ولقوتهم في حال فشل الانقلاب واستعيدت مؤسسات الدولة. وأشار في ورقته إلى تراجع الاقتصاد وما سببه الانقلاب من تدهور فادح للعملة الوطنية والوضع الإنساني الذي وضع تصنف اليمن ضمن الدول الأسوأ في العالم، حسب تقارير أممية، بعد انفرادهم بأكثر من نصف إيرادات البلاد منذ 5 سنوات. من جانبه، أوضح الدكتور عمر ردمان في ورقة العمل التي قدمها بعنوان"21 سبتمبر.. عوامل النكبة، وتحولات الواقع السياسي" إن نكبة 21 سبتمبر تأتي كامتداد وثيق لتاريخ الإمامة والنكبات التي أحدثوها في حق اليمنيين. لافتاً الى أن انقلاب 21 سبتمبر ليس حدثاً عابراً وليد اللحظة بل هو محصلة جهد سنوات طويلة للمشروع الإمامي الذي ظل ينخر في جسد النظام الجمهوري منذ قيامه، والذي ظل يتوسع على هامش خلافات الصف الجمهوري.
