بطبيعة الحال هو الأكثر إهلا للنجاح، لكنه أيضا عرضة للسقوط المدوي، الإنسان المستقيم فرصة نجاحه ضئيلة جدا، لأن المعايير التي ينتهجها تجعل من الصعب التعامل معه إلا من الناس الذي يملكون المعايير ذاتها.. وبالتالي فإن تحقق النجاح للإنسان المستقيم فهو سيكون نجاح ذو صدى كبير، ولن يكون نجاح فردي له نفسه، بل سيشمل المجتمع المحيط به، والأشخاص المستقيمين الذين حوله، فالإنسان المستقيم في نجاحه وفي فشله، يسعى للتعامل مع الأشخاص ذوي الإستقامة والصدق، وبالتالي فهو بنجاحه يمنحهم فرصة للنجاح.. إن مجتمعاتنا للأسف الشديد تعاني من أزمة أخلاقية عويصة، فالمجتمع يعجب بالشخص المستقيم، ويبدي إحتراما للرجل الصدوق وذو النزاهة، لكنها تتحاشاه ولا تميل للتعامل معه، إذ أنها تتصور أن الإستقامة والصدق لا تمنح فائدة ولا تزجي ربحا، فالغالبية يعتقدون أن أكثر الصفقات ربحا وفائدة هي ماتتم في محيط من الذكاء والمكر.. فالجميع او الغالبية العظمى أصبح يؤمن أن النجاح لم يعد في سلوك الطريق المستقيم، بل في التماشي مع المنعطفات، ويؤمنون ايضا ان السير في الطرق المعوجة هو السبيل الأمثل للوصول الى الهدف.. فتراهم يتحدثون عن الرجل النزيه والمستقيم بما يشبه التزري، إن الرجل الصادق ذي الإستقامة والنزاهة ما هو إلا صورة إخرى للرجل الغبي الذي لا يتقن إنتهاز الفرص وإستغلال الأحداث بما يعود بالنفع عليه ولو ادى ذلك الى الإضرار بغيره.. إنه مجتمع يصنع الأوغاد، ويبني الإنذال، ليجعلهم قدوة للإبناء، ونمودج لما يجب أن يكون عليه النشء