اسوء واخر وباء طحن اليمن كما هو مسجل في كتب التاريخ هو الطاعون الذي اجتاح اليمن من جنوبه حتى وصل صنعا بتاريخ 840 هجري.... الطاعون العظيم الذي اخلى المدن والقرى واودع اكثر الناس بطون الثرى ..ومن جملة الناس علماء وفضلاء ..بدءاً من تعز وحصد القرى قريه قرية حتى وصل صنعا ...وكان يخرج من صنعا كل يوم مائة جنازة وفي اخر يوم من رمضان من تلك السنة خرجت 1700 جنازة وكذلك ثاني العيد مثلها حتى اغلقت الدور والمساجد وتعطلت المعابد والمشاهد ..انظر( تاريخ الواسعي ص210) وسكان صنعا بحسب احصائية عام 1970 حوالي 40 الف نسمة ..فاذا رجعنا الى عام 840 هجري فيمكن تقديرهم مثلا بحدود 10 آلاف نسمة ..فاذا كان في اخر يوم في رمضان خرجت 1700 جنازة وكذلك 1700 ثاني العيد فيصبح العدد3400 جنازة ..وباحتساب ان الوباء ظل اقل تقدير شهر تكون عدد الجنازات 3000 الف مصافة الى 3400 الجملة 6400 جنازة وهو تقريبا 64% من سكان صنعا ..واذا اعتبرنا سكان صنعا 15 الف فيساوي 43% ..واذا افترضنا بعدد سكان صنعا عام 1970 فانه افنى 15% ..وحتى نستوعب هول الكارثة فان 15% من عدد سكان صنعا حاليا يمثل 600 الف شخص ....والطاعون في الكتب الاسلامية والتاريخية ليس مرض بذاته معين ..ولكنه يطلق على اي وباء ساري ( معدي) غير معروف في حينه لهم يفني الناس..قد يكون مكروب مثل الكوليرا او الملاريا او التيفود او كورونا ..الخ حتى ان طاعون 840 طحن الناس من الرعية حتى القادة ..فقد هلك به حكام اليمن في حينه الامام المنصور علي بن صلاح الدين والامام احمد بن يحيى المرتضي فما بالكم بالرعية .. حتى ورثت الدولة املاك كثير من الناس لفناء معظمهم لعدم بقاء من يرث من مات .. حتى قيل ان البساتين والمقاشم التي كانت بعضها عبارة عن احياء كانت مسكونة تحولت الى مساكن خالية.. وقد تعاقب هذا الطاعون في عصر الامام شرف الدين بعد الطاعون السابق .. حتى انه فقد ابنه ايضا ..وفي اثناء عوده من رحلة خارج صنعا تفاجئ بعدد القبور لاهل مدينة صنعاء والتي كادت تصل الى بوابة باب اليمن وهذا جعله من هول الصدمة يبكي .. وماحصل في صنعا يقاس على بقية القرى والمدن .. فهي قطب اليمن ورحاها ...وقيل في المثل اذا رمدت صنعا عميت اليمن.) ومنذ اواخر رمضان هذا العام 1441هجرية وطوال ايام عيدنا هذا عيد الحزن الكبير ، قوض فيروس كورونا واخوانه مضاجع اليمنوصنعاء مجددا ،خذوا حذركم من البينات وتفرقوا وتجبلوا ينجيككم الله.. ولا أولي الشأن بصنعاء نقول لاتظنوا انفسكم بمنأي عن الموت بالوباء ،فهو لايفرق . اصرفوا ثلاثة مرتبات لكل موظفي الدولة اللذين يقعوا تحت سلطتكم،ليتمكنوا من مواجهة الوباء ،وانفقوا من مال الله اللذي خزنتموه ،على اعداد مشافي مجهزة بكل مسلتزماتها العصرية. لاستقبال المصابين بالوباء ،كفى استهتار ولامبالاة وعبث بحياة الناس اغلقوا الاسواق المزدحمة والمساجد وكل اماكن الازدحامات .. والا فسيحيق المكر السيء بااهله ،الاهمال والاستهتار بحياة الناس سيعود عليكم بالويلات ،ستكونوا اول من يكتوي بالنار وستسقطوا ضحايا الفيروس فهو لايفرق ،وسيرتد كيدكم في نحوركم اذا استمريتكم بالعبث باارواح العباد..