لا يوجد تدخل صاف ولوجه الله مئة بالمئة، لكن صاحب الأرض هو من يعاكس ويرفض ويقاوم ويطلع وينزل.. لكن حفنة مسؤولينا ونخبنا ليسوا أهلا لذلك ولا يفكرون به ولا يشرفهم أصلا.. ثانيا.. ليس منطقيا أن أساعدك في تحرير بلدك وأزيد أروحك أرقدك فيها وأقلك انتبه عليها، صاحب الأرض ما ينتظر من أحد يروحه أو يطلب موافقة أحد بالعودة إلى بلده.. يقيني الذي يكبر كل يوم أن مسؤولي هذا البلد من عند أصغر واحد لا يريدون العودة إلى بلادهم ولو أرادوا الخروج لأعدوا له.. لكنهم قرروا أن يكونوا مع المخالفين لأسباب لا يجهلها أحد.. منذ سنوات ونحن نكرر عودوا إلى بلادكم وأرضكم واعملوا لكم حتى خيام أو بلك عند الشبك وأنتم داخل أرضكم إذا لم تسعكم كل هذه المحافظات المحررة والكبيرة دون جدوى. داؤنا فينا ومن كتم داءه قتله.. ومشكلتنا فينا في قادة الدولة ونخب البلد.. هؤلاء الرخاص هم من أرخصونا وأطالوا معاناة الناس وسمحوا بكل هذه الفوضى أن تتمدد وتنتشر. وإذا كان مجلس النواب كأهم السلطات البلد تهمه وحدة وسلامة الصين ولا يهتم لشأن بلده، فأي قارعة حلت بنا. وفي المقابل إذا كانت قيادات البلد العليا لا تمل ولا تكل من شكر الأشقاء في التحالف وتثمين جهودهم بسبب وغير سبب، في طريقة استجدائية وتملقية رثة ترخص أصحابها وترخص البلاد ككل. من الجيد والمهم أن تتعالى الأصوات باتجاه تشكيل مجلس حكم عسكري أو مجلس إنقاذ وطني، أو أي صيغة أخرى تخارج البلاد والعباد وتستكمل تحريرها شمالا وجنوبا، وبغير هذا لن نفارق هذه الانتكاسات والتردي والعبث. ومن واقع تجربة خمس سنوات يمكننا القول إنه حان الوقت لهندسة الشرعية وتشرحيها دستوريا ووظيفيا.. وإذا كان موقفها حتى الآن يقتصر على إدانة دخول الانتقالي إلى سقطرى ليعبث بها وتحميل التحالف مسؤولية ذلك، فمن أدخله ومن ساعده وماذا كان دورها لمنع سيطرته على الجزيرة..؟ من المؤسف والمؤكد معا أن الشرعية أصبحت مجرد محلل يحلل ضياع البلاد وتقسيمها بكل استمتاع وهي مغتربة في بهو مكيف.. وماذا نعمل بقادة دولة ليسوا مستعدين أن يكونوا مع أبطال الجيش في الصفوف الأولى.. ماذا نصنع بقادة غير فدائيين وليسوا مستعدين أن يجرحوا أن يكونوا على الأقل في بلادهم في هذا التوقيت العصيب؟! فالشرعية ليست قرآنا مقدسا وهيكلتها وتصريفها لصالح البلاد وحفظ سيادتها ودحر التمرد المدعوم إيرانيا والتمرد المدعوم إماراتيا مصلحة وطنية كبرى بعد أن أخلت بالقيام بواجباتها ومهامها.. بل على العكس من ذلك إن نقل السلطات والصلاحسات منها سيعجل بالحل ويقضي على المليشيات وبقاء الشرعية بهذه الصيغة والضعف والارتهان، هو ما يجعل البلاد تضيع فص في ملح. وبالنظر في بيان الحكومة الذي تخمض فولد بيانا هزيلا وفأرا وكان أقصى ما فعله هو تحميل السعودية قائدة التحالف مسؤولية ذلك، وهو بيان سافر بالمناسبة وأكثر من لفتني فيه شخصيا كأنه صادر عن جهة محايدة ومراقبة للوضع، فهو كرر الجهة الداعمة، والطرف الداعم لها، (لم يسم من تكون)، في حين أن مقربين من الجهة ووسائل إعلامها تحتفي وتسخر وتجاهر بما حدث أكثر من المرتزقة والانفصاليين ذاتهم. والمضحك هو بيان التحالف الذي جاء ردا على بيان الحكومة فيما يبدو بعد تحميل المسؤولية، بيان التحالف وصف سيطرة الانتقالي على سقطرى بأنه مجرد صراع على أسلحة ثقيلة وذخائر من سنوات بين أطرف داعيا إياها إلى وقف إطلاق النار وبهذا الاستخفاف والاستغفال يجعل التعجيل في خطوات عملية لانقاذ البلاد مهمة وقتية لا تنتظر التأجيل.