نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، اليوم الثلاثاء، عن مسؤولين من الأرمن في إقليم ناغورنو كاراباخ قولهم إن 17 جندياً آخر قُتلوا في الصراع مع أذربيجان، ليرتفع إجمالي عدد القتلى في صفوف العسكريين بالإقليم إلى 542 منذ نشوب القتال في 27 سبتمبر. ووصل الصراع بين الجانبين إلى أسوأ مستوياته منذ تسعينيات القرن الماضي عندما سقط نحو 30 ألف قتيل. واستمرّت المواجهات في الإقليم أمس الإثنين، بين الطرفين، في انتهاك لاتفاق الهدنة الإنسانية التي يفترض أنها سارية منذ السبت، وجرى التوصل إليها تحت إشراف روسيا، التي دعت إلى احترام "صارم" لوقف إطلاق النار. ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لدى استقباله نظيره الأرميني زوهراب مناتساكانيان إلى "احترام صارم من قبل الجانبين" للهدنة. ورغم استمرار المعارك، اعتبر أن "الجهود في محلها"، ودعا إلى إنشاء آلية للتحقق من تطبيق وقف إطلاق النار، في حين يتبادل الجانبان الاتهامات بخرقها. وقال الوزير الأرميني إن "مشاورات" جارية في هذا الخصوص، لا سيما مع الصليب الأحمر. وفشل الجانبان، حتى الآن، في تبادل الأسرى والجثث بموجب اتفاق الهدنة. من جهته، دعا وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، الإثنين، إلى انسحاب الانفصاليين الأرمن من ناغورنو كاراباخ في اتصال هاتفي مع وزير دفاع روسيا سيرغي شويغو. وشدد الوزير التركي على ضرورة قيام أرمينيا "التي هاجمت المناطق المدنية في انتهاك لوقف إطلاق النار، بوقف هجماتها وبالانسحاب من الأراضي التي تحتلها"، وفق بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية. وأضاف أكار أن "أذربيجان لا يمكن أن تنتظر 30 عاماً أخرى للتوصل إلى حل"، في إشارة إلى وقف إطلاق النار الأول الذي تم التوصل إليه في عام 1994، وأدى إلى تجميد النزاع بعد حرب خلفت نحو 30 ألف قتيل. ورغم فشل حوالي ثلاثة عقود من الوساطة، يريد الدبلوماسيون الروس والأميركيون والفرنسيون المكلفون بالملف، إقناع الأرمن والأذريين بالعودة إلى المفاوضات حول وضع ناغورنو كاراباخ ووقف المعارك الدائرة حالياً، وهي الأكثر دموية منذ 1994.