بدأت موجة غليان شعبي في ثلاث محافظات يمنية قبيل ساعات من إعلان الحكومة الجديدة؛ وفقا لاتفاق الرياض الموقع بين الحكومة المعترف بها والمجلس الانتقالي الجنوبي. وشهدت مدينة تعز جنوبي، اليوم الأربعاء، تظاهرة شعبية حاشدة احتجاجا على انهيار العملة وتردي الأوضاع المعيشية. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإيقاف تدهور العملة المحلية، محملة الحكومة المعترف بها مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد. وطالب بيان صادرة عن التظاهرة الحكومة ومجلس النواب بإيجاد معالجات حقيقة ومستمرة لتحسين معيشة الموظفين والمواطنين بشكل عام بما في ذلك ضبط صرف العملة المحلية وإيقاف المصروفات العبثية وتفعيل الجانب الرقابي بشكل ملموس. وشدد البيان على ضرورة العمل على استثمار كل الموارد الطبيعية وتفعيل جميع الموانئ والمطارات والمنافذ الواقعة في نطاق سيطرة الشرعية وتحصيل الضرائب والجمارك. يأتي ذلك بعد يوم من إعلان أكبر قطاع تجاري في اليمن بدء الإضراب الشامل احتجاجاً على انهيار العملة في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها. وأعلن مدراء وموظفو الشركات والوكالات الدوائية بساحل حضرموت، أمس الثلاثاء، بدء سريان الإضراب الشامل احتجاجاً على انهيار أسعار صرف العملة المحلية مقابل النقد الأجنبي. و أكد مالكو الوكالات الدوائية في وقفة احتجاجية، أن ما يعانيه الريال اليمني ألقى بظلاله على مستوى أسعار الأدوية التي فاقت القدرة الشرائية للمواطنين، مُعلنين بدء حالة الإضراب تنفيذاً لقرار الجمعية العامة للمنشآت الدوائية، مُحمِّلين حكومة الشرعية مسؤولية تبِعات انهيار العملة. ودعوا في الوقفة الى سرعة إيجاد معالجات عاجلة، مُعبِّرين عن تضامنهم مع حركات الاحتجاج الشعبية في عموم المحافظات. وفي وقت سابق، شهدت محافظة لحج تظاهرات شعبية وحركة احتجاجات جراء استمرار انهيار العملة المحلية مقابل النقد الأجنبي، حيث تجاوز سعر صرف الدولار حاجز ال900 ريال خلال الأسبوع الماضي، قبل أن يتراجع إلى مستوى 850 ريالاً خلال أيام الاحتجاجات، وبالتزامن مع الانسحابات العسكرية في أبين وعدن، ما حدا بمراقبين إلى اتهام أطراف الصراع باستثمار الملف الاقتصادي لمصالحهم الخاصة.
