تحت العنوان أعلاه، كتب رونالد بيجاموف، في "إزفيستيا"، حول تأثير سياسة واشنطن الجديدة تجاه اليمن في العلاقة مع إيران. وجاء في المقال: ألقى الرئيس جو بايدن، في وزارة الخارجية الأمريكية، كلمة توجيهية حول السياسة الخارجية. وقال إن واشنطن تنهي دعمها للعمليات الهجومية للتحالف العربي في اليمن وتعتزم تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية سلمية في هذا البلد العربي. يتوافق هذا النهج تماما مع المفهوم الذي حدده فريق بايدن "لإعادة الدبلوماسية إلى مركز السياسة الخارجية الأمريكية". وهو مفيد من وجهة نظر تعزيز المكانة الأخلاقية لواشنطن التي أدانت "الكارثة الإنسانية والاستراتيجية" التي تشهدها اليمن. غير مطروحة الآن مسألة سحب القوة الأميركية المحدودة من اليمن. لكن بشكل عام، يمكن النظر إلى مسار تقليص الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط وتحسينه كإشارة محددة لطهران بأن الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديم تنازلات متبادلة. وهنا، يمكن أن يكون للتقدم في الاتجاه اليمني، على الرغم من هامشيته، تأثير محدود في تطور العلاقات الأمريكية مع إيران. وقد أظهرت تصريحات الإيرانيين اللاحقة أنهم، فيما يتعلق بقضية اليمن، يميلون أكثر إلى التعاون مع الأممالمتحدة، بل وعلى استعداد للحوار الإقليمي. أما بالنسبة للعلاقات مع الولاياتالمتحدة ككل، فهناك تصعيد في الخطاب الإيراني. يتم ذلك من أجل فرض عودة الأمريكيين إلى الاتفاق النووي بشروط طهران، دون السماح بربط هذه العودة بمسائل أخرى تقلق الولاياتالمتحدة وحلفاءها. وهي، بالأساس: برنامج إيران الصاروخي ونفوذها في العراق وسوريا والمواجهة مع إسرائيل وشركاء الولاياتالمتحدة في الخليج. إن تسوية الأزمة اليمنية تعتمد بشكل مباشر على تحقيق تقدم في حل كل هذه القضايا، وفي مقدمتها الانفراج في علاقات واشنطن مع طهران. لقد تم عمليا اتخاذ الخطوة الأولى. فإعلان بايدن حول اليمن ينقل البحث عن سبل لتحقيق السلام في هذا البلد إلى مستوى جديد نوعياً. الكرة، الآن، في ملعب طهران. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب