طالبت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان ومقرها هولندا، إلى سرعة إطلاق سراح كافة المختطفين والأسرى والسجناء المعسرين لتجنيبهم مخاطر وباء كورونا إثر عودته بشكل مفزع وأشد فتكاً من ذي قبل. ودعت المنظمة، في تقرير لها، كافة الأطراف في اليمن إلى ضمان حياة وسلامة كافة السجناء والمعتقلين والمختطفين في عموم السجون والمعتقلات ومواقع الاحتجاز المكتظة بالسجناء، في كافة المحافظات والتي لا تتوافر فيها الحدود الدنيا من الإجراءات الصحية والوقائية للحيلولة دون إصابة السجناء بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). وقال التقرير، إن القلق يتصاعد مع تزايد المخاوف من الانتشار غير المسبوق لوباء كورونا في عدد من المحافظاتاليمنية، من احتمالية أن يطال أعدادا كبيرة من السجناء الذين قد يفتك بحياتهم على مرأى ومسمع من الجميع، سيما وأنهم محرومون من أبسط الحقوق في الرعاية الصحية وغيرها. وأضافت إن مليشيا الحوثي تحتجز في معتقلاتها أكثر من ألف مدني من المختطفين والمخفيين قسراً، يتوزعون على أكثر من 203 سجون، 78 منها تقع في مقار أجهزة الأمن والشرطة الحكومية التي سيطرت عليها المليشيات في صنعاء، بالإضافة إلى 125 معتقلاً في المناطق الأخرى التي تقع تحت سيطرتها العسكرية. وأكد التقرير أن عدد الذين قتلوا جراء التعذيب في معتقلات مليشيا الحوثي بلغوا 169 ضحية، بينما فقَدَ أكثر من 55 آخرين حياتهم نتيجة الإهمال الصحي في سجون المليشيا التابعة لإيران، بعد تعرض أغلبهم لجلسات تعذيب ممنهج وتُرك بعضهم يواجه مصيره المحتوم داخل السجون دون أي تدخل إنساني لإنقاذ حياتهم، حيث تركوا لمواجهة الموت البطيء نتيجة المضاعفات الصحية. كما أكد التقرير أن أغلب السجون والمعتقلات، وربما كلها تفتقر للرعاية الطبية اللازمة، خصوصاً وأن القائمين على هذه السجون لا يراعون في الغالب إجراءات الوقاية الاحترازية لمواجهة الأوبئة بشكل عام ووباء كورونا بشكل خاص، وكل ما يتم تقديمه لنزلاء السجون والمعتقلات لا يتعدى بعض المهدئات، في ظل الافتقار للكوادر الطبية المؤهلة، وعدم توفر العيادات الطبية، وكذا انعدام مستلزمات النظافة العامة والشخصية، وكذا المياه النظيفة والغذاء الجيد. ودعت منظمة رايتس رادار كافة الأطراف لمراعاة الجانب الإنساني والتعاطي بمسؤولية أخلاقية مع ما يتهدد حياة السجناء والمعتقلين وإطلاق سراح أكبر عدد ممكن منهم، وفي مقدمتهم ذوو الأمراض المزمنة وكبار السن، مع ضمان توفير الأجواء الصحية اللازمة لسلامة بقية السجناء، سيما في السجون الأكثر اكتظاظاً والتي تفتقر لمعايير السلامة الصحية. وأشارت إلى أن الخطر في حال انتشر فيروس كورونا في أوساط السجناء فإنه قد يشكّل بؤرة خطيرة لانتشار الوباء ما يجعل الأمر مرشحاً للانفجار الوبائي لدرجة قد تخرج عن السيطرة ويصعب احتواءها طبيا. وطالبت رايتس رادار المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للضغط على أطراف الصراع في اليمن للإفراج عن جميع المحتجزين وفي مقدمتهم المعتقلون السياسيون، وتحريك مبادرات إنسانية عاجلة بهذا الشأن قبل فوات الأوان.
