كشفت الكاتب والسياسي السعودي البارز، سليمان العقيلي، عن تداعيات وانعكاسات الحدث الأفغاني، خليجيًا وإقليميًا ودوليًا، وعن الأطراف الرابحة والخاسرة بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان. وقال العقيلي، وهوعضو مجلس ادارة الجمعية السعودية للعلوم السياسية، إن انعكاسات الحدث الأفغاني على المستوى الدولي، سيكون خسارة الولاياتالمتحدةالأمريكية ةأوروبا في آسيا الوسطى بعد الجلاء عن أفغانستان وتولي الحكم حركة طالبان المعادية لهم. وأكد في سلسلة تغريدات رصدها "المشهد اليمني"، أن روسيا والصين يكسبان بازاحة خصم دولي ثقيل كان متربصا بحدودهما وفضائهم الاستراتيجي، ويستتبع ذلك تقويض التواجد الامريكي في اوزباكستان وطاجكستان مستقبلا. مشيرًا إلى أن روسيا لن تتوقف مكاسبها عند تقويض وازاحة التواجد الامريكي في آسيا الوسطى بل ستساوم أوروبا على التفاهم المشترك تجاه افغانستان والحد من مشكلة اللاجئين مقابل اعادة تأهيلها اوربيآ والاقرار بالمصالح الروسية، بما في ذلك عدم معارضة خط (نورد ستريم 2 ) الروسي لنقل الطاقة الى المانيا. وعلى المستوى الإقليمي، قال السياسي السعودي العقيلي، إنّ باكستان أكبر الرابحين من انتصار طالبان وجلاء القوات الامريكية رغم عدم تظاهرها بذلك؛ لان علاقات اسلام اباد مع واشنطن باردة جدا منذ عقدين، ولأن افغانستان ستكون ساحة جديدة لتعزيز التحالف الباكستاني الصيني، كما ان خصم الطرفين وهي الهند سينكفئ دورها بتراجع الدور الامريكي. مؤكدًا أن إيران اقل الرابحين من سيطرة طالبان على أفغانستان، لأن طالبان خصم عقائدي، لكن سياسة طهران براغماتية فهي تغلب المصلحة على الايدلوجيا اذا تعارضا، وقد ترى بمجاورة خصم ضعيف مثل طالبان اسهل من جيرة خصم قوي مثل واشنطن. وأشار الكاتب السعودي، إلى أن الاستثمار الايراني في افغانستان يتوقف عكسيا على مدي قوة الحضور الباكستاني. وقال العقيلي، إن التأثير الخليجي في افغانستان الجديدة يتوقف على عاملين، أولهما الموقف من النظام الجديد وخاصة بعد اتضاح طبيعته ومدى مرونة طالبان. وأوضح أن العامل الثاني الذي سيحدد التأثير الخليجي في أفغانستان سيتعلق بمتانة التحالف والتنسيق مع باكستان، ربما يتطلع البعض لموقف خليجي متشدد من كابول (لتقليص التأثير السعودي في جنوب آسيا وآسيا الوسطى).
