ربما كان الوقت مبكرا لمعرفة الحقيقة، لكن هناك تغييرا مؤكدا في الأولويات.. فهل يرى الجيش الروسي أن عليه تغيير مخططاته؟ وربما تقليل مستوى الطموحات الروسية في أوكرانيا؟. يقول أحد كبار القادة العسكريين الروس هو سيرغي رودسكوي، إن المرحلة الأولى لما يسميه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعملية العسكرية الخاصة لروسيا في أوكرانيا قد أنجزت تقريبا، وإن القوات الروسية ستركز الآن على التحرير الكامل لدونباس. وهذا يعني، على الأغلب، المزيد من التركيز على الجهود الرامية للتحرك لما وراء خط التماس الذي يفصل المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات الحكومة الأوكرانية شرقي أوكرانيا عن الانفصاليين المدعومين من روسيا في دونيتسك ولوهانسك. وبقيت وتيرة التقدم الروسي في مناطق أخرى بطيئة. وقد دحرت القوات الروسية من مناطق حول العاصمة كييف، ويقال إنها بدأت بإنشاء مواقع للهجوم لتجنب فقدان المزيد أو للتحضير لحالة من السكون. اقرأ أيضاً * الاستخبارات الأوكرانية تكشف هدف غير متوقع تسعى روسيا إلى تحقيقه * بعد وصف بايدن لبوتين ب"الجزار".. "ماكرون" يحذر من تصعيد جديد * ليست إيران: خبير عسكري مصري يكشف عن دولة أخرى تقف خلف الهجوم على أرامكو السعودية * زمن تغيّر الحسابات... من اليمن إلى أوكرانيا * روسيا تعلق على استهداف الحوثي للسعودية وتكشف موقفها من تلك الهجمات * صفعة جديدة..برلماني روسي يعلق على استهداف الحوثيين لأجمل مدن السعودية * بايدن من الحدود مع أوكرانيا يدعو العالم إلى مواجهة روسيا * الرئيس الأوكراني يوجه دعوة هامة إلى قطر * بايدن يتخذ خطوة هي الأولى من نوعها لتحرير أوروبا من تبعية روسيا * نجل "بايدن" يدخل على خط المواجهات في أوكرانياوموسكو توجه له اتهامات خطيرة * تطورات خطيرة في السعودية تهدد العالم.. فهل تقف خلفها روسيا وكيف عجزت أمريكا عن حماية أرامكو؟ * "أردوغان" يكشف عن إتفاق جديد بين "روسيا" و"أوكرانيا" من المحتمل أن يكون الاستنتاج بأن روسيا تخلت عن محاولة احتلال كييف سابقا لأوانه، لكن مسؤولين في الغرب يقولون إن روسيا تعاني انتكاسات متلاحقة. وقالوا إن روسيا فقدت جنرالا آخر الجمعة هو السابع الذي يحمل هذه الرتبة، وإن الحالة المعنوية في بعض الوحدات في الحضيض. ويعتقدون أن إعلان الجنرال رودسكوي يعكس إدراك روسيا أن استراتيجيتها التي كانت قائمة قبل الحرب قد فشلت. وقال مسؤول آخر إن "روسيا أدركت أن ليس بإمكانها مواصلة عملياتها على عدة محاور في نفس الوقت". ويقول مسؤولون إن ما لا يقل عن 10 كتائب روسية جديدة تتجه إلى دونباس. وكانت هناك مخاوف حتى قبل بدء الحرب من أن تقوم روسيا بجهود مكثفة من أجل محاصرة أفضل الوحدات المقاتلة الأوكرانية المرابطة على خطوط التماس. إلا أن الانسحاب قد لا يعني وضع حد للطموحات. وقد يعني الاندفاع الجديد للقوات الروسية إلى مناطق لم تستهدف حتى الآن في دونتسك ولوهانسك، ربما بهدف الالتحام مع القوات التي تتحرك جنوبا من خاركيف وإزيوم. وإذا نجحت روسيا في السيطرة على ميناء ماريوبول على بحر أزوف فإن قوات أخرى قد تتحرك شمالا وتكمل حصار قوات العمليات المشتركة. وتبدو بعض هذه الأهداف بعيدة المنال، فدفاعات ماريوبول ما زالت قوية وتحول دون تحقيق موسكو طموحاتها في بناء جسر أرضي بين شبه جزيرة القرم ودونباس. لكن لو أدركت موسكو أن من الأفضل التركيز على تحقيق هدف واحد في كل مرة، فإن هناك احتمالا لتركيز نيرانها، خاصة من الجو. وفي هذه الحالة ستحتاج القوات الأوكرانية إلى كل المساعدات التي تستطيع الحصول عليها لتحمل الضغط. وعبر مسؤول غربي عن أمله في أن تساهم الإمدادات الغربية بشكل كبير في إمداد الجيش الأوكراني باحتياجاته. وإذا شهدت الأيام القادمة تغييرا في التركيز الروسي باتجاه دونباس فإن ذلك لن يعني أن موسكو تخلت عن طموحاتها الأبعد. وقال مسؤول عسكري أمريكي "لا نرى إعادة تقييم لعملية الغزو ككل".