قالت مصادر يمنية في أمريكا إن الفشل الذي حصدته المنظمات والجمعيات اليمنية الأمريكية قد شجع جاليات عربية على الإرتزاق والتكسب بإسم الجالية اليمنية, وأكدت المصادر ل"المشهد اليمني" أن نفس الجاليات العربية قد لعبت دوراً كبيراً في توسيع دائرة الخلاف والصراعات بين مكونات الجالية اليمنية في أمريكا وبما يخدم مصالحها. وتفيد الأنباء الواردة من أمريكا – ومن ولاية ميتشقن على وجه التحديد - أنه لا يمر شهر دون أن يشاع أن هذه الجمعية العربية أوتلك قد حصلت على امتيازات وهبات باسم الجالية اليمنية التي عجزت عن تشكيل كيان قوي يعمل على تحقيق مصالحها التي هي بأمس الحاجة للحصول عليها.
وفيما يعيش المهاجرون اليمنيون أوضاعاً صعبة وقاسية في أمريكا أكدت مصادر مختلفة ل"المشهد اليمني" أن الجالية اليمنية وجمعياتها المدنية تشهد صراع مصالح من العيار الكبير, وبحسب مطلعون فإن ثمة شخصيات وتكتلات اجتماعية يمنية كبيرة في متشقن تقوم بمحاولة بث السموم في أوساط الجالية وتمزيق اي مشروع قد يخدم قضاياها ويعمل على الارتقاء بمستوى أفرادها . وليس بخاف على أحد ما يعانيه المهاجر اليمني في أمريكا من تعسف غير قانوني وأحدثها سحب الجوازات.. يضاف إلى ذلك المعاملة الغير صحيحة من القنصلية الامريكية في طريقة التعامل والتأخير في الاجراءات مقارنة بالسفارات الاخرى لدول الجوار, ومن المعلوم أن معاناة اليمني تبدأ من المطار حيث يعامل معاملة لا تتوافق والقيم الأمريكية ولا تنتهي بمقر إقامته أو عمله, فالكثير من الصعوبات والمنغصات تواجه اليمني في أمريكيا أينما ذهب, لكن الجمعيات اليمنية الأمريكية لا ولم تحرك ساكناً إزاء هذا الأمر فمازالت حتى اليوم ظاهرة صوتية وليس أكثر.
ويرى أبناء الجالية اليمنية في أمريكيا وتحديداً في ولاية متشقن أن على الجمعيات والمؤسسات بمختلف مسمياتها أن تحيد بنفسها عن المكايدات السياسية والجهوية وأن تترفع عن البحث أو الجري وراء تحقيق المصالح الشخصية الضيقة , مطالبين تلك المؤسسات والجمعيات بالعمل الخالص لمنفعة وخدمة كل أبناء الجالية اليمنية دون تفريق أو تمييز..
ويكشف الحال المرتبك لكل الجمعيات والمنظمات اليمنية الأمريكية بلا استثناء بكل وضوح أن القائمين على إدارة تلك المنظمات لا يوجد لديهم اي مشروع واضح غير خدمة المصالح الفردية الهادفة لكسب المزيد من المصالح الشخصية و قد أضعف هذا التوجه اللاأخلاقي من فاعلية وقوة هذه المنظمات وأخرجها عن الهدف الذي أنشأت من أجله وهو خدمة أبناء الجالية اليمنية, ولذلك نجد أن هذه الجمعيات قد عجزت عن مد جسور التواصل مع المنظمات الأمريكية الداعمة وفشلت فشلاً ذريعاً في بناء علاقة قوية مع مثيلاتها من المنظمات الامريكية. ويرى مراقبون إن ما قدمته الجمعيات اليمنية الأمريكية منذ تأسيسها وحتى اليوم لا يتناسب مع عمر الجالية اليمنية الممتد لما يقارب القرن, على عكس المنظمات العربية العاملة في ذات المجال والتي حققت الكثير لأبنائها, وليس من العيب أن تستفيد المنظمات اليمنية من المنظمات العربية الاخرى لترتقي بأدائها وخدماتها وتحقيق أهدافها التنموية والثقافية وعلى وجه الخصوص الجانبين التعليمي والصحي وغيرها من مطالب أبناء الجالية الذين ينتظرون بل ويأملون أن يروا أحلامهم تتحقق على أرض الواقع رغم بساطتها.
وقد كشفت السنتين الماضيتين عن خلافات عميقة وكبيرة بين قيادات المنظمات اليمنية وبين الشخصيات الكبيرة والمؤثرة بل إن تلك الخلافات امتدت مؤخراً لتصل إلى ابناء الجالية اليمنية العاديين..وتتنوع تلك الخلافات وتتباين وفقاً للدوافع البواعث لكنها لا تخرج في غالب الأوقات عن الخلافات الشخصية أو الحزبية وربما المناطقية, لكن أسوأ تلك الخلافات والذي برز مؤخراً بقوة هو صراع الوظائف. وعلى الرغم من مضي أكثر من 10 سنوات على تأسيس وانشاء بعض المنظمات اليمنية في أمريكيا إلا هيئاتها الإدارية والتنفيذية لم تتبدل وظلت الوجوه نفسها رغم عجزها عن تحقيق إي منجز يذكر لأبناء الجالية.. وقد كشفت الأحداث والمواقف الأخيرة عن عدم معرفة تلك الإدارات التي شاخت بطبيعة العمل الذي الجميع يدعي النضال من اجله, والأدهى من ذلك أنهم حتى الآن لم يدركوا ان العمل في هذه المنظمات طوعي وإنساني بل ومجاني وأن هذه المنظمات لم تنشأ إلا لخدمة المجتمع ككل وليس لخدمة فرد أو جهة بعينها.
والمتعارف عليه أن هذه المنظمات لم تأت إلا للم شمل الأقليات والعمل على تأطيرهم في كيان موحد ومنظم قائم على العمل المؤسسي التكاملي وبروح الفريق الواحد.. يكون أفرادها متعاونيين على الخير والسلام والتفاهم فالجميع معنيين بتقديم العون والمساعدة بما يحقق المصلحة العامة للجميع، ولم تأتي هذه المنظمات لتوسيع الهوة بين الأفراد والجماعات وخلق المزيد من الخلافات والتصادمات كما هو حال الجمعيات والمنظمات اليمنية التي بات ضررها على أبناء الجالية أكثر من نفعها.
ويؤكد خبراء أن على أبناء الجالية اليمنية في ولاية متشقن وبقية الولاياتالأمريكية مراجعة أداء المنظمات التي تتحدث بإسمهم والتحرك سريعاً لاختيار قيادات مؤهلة تماماً لتحمل مسؤولية إدارة شؤون الجالية التي تحتاج الى العمل الجماعي للوصول بالجالية اليمنية إلى مستوى الجاليات الاخرى.. وما أحوج اليمنيين في متشقن اليوم إلى قيادات حكيمة وفعالة من اصحاب الكفاءات والخبرات تكون أنموذجاً للعمل الوطني الموحد ويعمل الجميع فيها بروح الفريق الواحد بعيداً عن المناطقية والحزبية والاسرية والافكار الضيقة. قيادات شابة ومتنورة قادرة على إدارة وتفعيل دور تلك المنظمات في الإسهام الإيجابي والمشاركة الفعالة في مساعدة المجتمع وحلحلة قضاياه الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية.. وغيرها من القضايا. ويبقى الأمل مشرعاً أبوابه بانتظار وجوه جديدة قيادات من الكوادر الإدارية المؤهلة لتحمل لواء التجديد والتغيير ليحقق أبناء اليمن في أمريكا غاياتهم كغيرهم من الجنسيات والأقليات الأخرى. يذكر أن الجالية اليمنية في ولاية ميشيقن بلا رئيس منذ ثلاث سنوات وحتى اعداد التقرير, وكلما اجتمعت الهئية الإدارية لانتخاب رئيس جديد انتهى الاجتماع بالفشل.