يتمتع أبناء الجالية اليمنية في نيويورك بكثير من الحيوية؛ سواء على صعيد النشاط الاقتصادي أو الإبداعي؛ أحدهم مثًل الولاياتالمتحدةالأمريكية في أولمبيات بكين. وبالمقابل يعتقد منير الحكيم وهو رئيس جمعية الجالية اليمنية الأمريكية التي تم تأسيسها بعد أن شعرت شريحة واسعة من أبناء الجالية الذين يزيد عددهم في نيويورك وحدها عن 35 ألف نسمة أن القيادة السابقة للجالية جمدت أنشطتها تماما ولم يستفد أبناء الجالية منها طيلة 12 سنة حيث ظلت ممسكة بالجالية رافضة أن تقيم حتى انتخابات، وأقامتها مؤخرا على الطريقة اليمنية كما يقول منير الحكيم حيث تمت إجراءات الانتخابات بالطريقة التي تضمن فوز من تريده القيادة السابقة للجالية. وإثر الخلاف الذي نشب حول الانتخابات وتأسيس جمعية جديدة توترت الأجواء بين الجانبين وصلت حد العراك، ولا تزال القضية منظورة أمام المحكمة، يتحدث منير الحكيم رئيس الجمعية حالياً عن تلك الخلافات وعن نشاط الجمعية في الضغط السياسي والتأثير على الانتخابات، وحالة الحرج التي يشعر بها اليمني جراء نشاط القاعدة في اليمن:
- سمعنا عن خلافات بين أبناء الجالية اليمنية في نيويورك قبل انتخابكم لرئاسة الجمعية، ما حقيقة الأمر؟ • الخلافات كثيرة ومتعددة؛ منها خلافات حول حقوق لأبناء الجالية قبل الانتخابات بدأنا نطالب بها، وخلافات أخرى حصلت قريبا حيث شكل رئيس الجالية السابق عصابة مكونة من 25 شخص قاموا بالاعتداء علي شخصيا ومعي طالب القردعي الأمين العام للجالية وأديب المنصوري مسئول التوظيف والعمل، وتعرض أديب للاعتداء الجسدي والضرب المبرح نقل على إثرها إلى المستشفى، وتم إلقاء القبض على رئيس الجالية السابق وعدد من أفراد العصابة وما زالوا يبحثون عن الآخرين. وبالنسبة للحقوق نتابعها عبر المحكمة والقوانين الأمريكية.
- متى بدأت الخلافات ؟ • عقب الانتخابات. عندما أحس رئيس الجالية السابق بأن الهيئة الإدارية الجديدة بدأت تقدم خدمات للجالية لم يتم تقديمها منذ 12 عام شعر بأننا نكشف حالة الجمود التي كانت تمر بها الجالية.
أما خلافاتنا السابقة فهي حول تكوين لجنة تحضيرية تتكون من وجهاء الجالية الموثوق بهم ورفض ما انزله "رئيس الجالية السابق" في الشارع من شروط تجرد 75% من أبناء الجالية من يمنيتهم وتحرمهم من ممارسة حقوقهم الانتخابية، بادعاء أنه لا يحق أن ينتخب إلا شخص حاصل على الجواز الأمريكي أو الإقامة "جرين كارد" برغم وجود كثير من الطلاب إقامتهم رسمية ومن حقهم الاشتراك وشريحة أخرى أوراقهم قيد المعاملة ..
وفي ذات الوقت قام أيضا بإدخال أشخاص لا تنطبق عليهم الشروط في الهيئة الإدارية للجمعية التي أنشأها وهي جمعية خاصة به.
- يعني أن هناك جمعية أخرى ؟ • هناك جمعيتان، جمعية تخص أبناء الجالية ، وجمعية تخص رئيس الجالية السابق.
- كيف حصلتم على الترخيص لتكوين جمعية الجالية؟ • حصلنا عليه من بلدية نيويورك وأجرينا الانتخابات بناء على أمر من السفارة اليمنية في واشنطن.
- هل أجريتم انتخابات وفق معايير الشفافية والنزاهة؟ • أقمنا انتخابات نزيهة وشفافة شارك فيها أبناء الجالية، وشهد الجميع بشفافيتها ونزاهتها، والهيئة الإدارية الآن مشكلة من مختلف مناطق الجمهورية.
- ما الذي قدمتموه للمغترب اليمني؟ • قدمنا العديد من الأشياء، كلفنا شخص بمتابعة الخدمات الصحية لأبناء الجالية، وآخر يتابع قضاياهم مع البلدية وجميع المرافق الحكومية، ومحامي هجرة للتعاون معهم بتخفيض 50% لاستكمال الحصول على الأوراق القانونية، كما تعاقدنا مع محاسب قانوني بتخفيض 50% لمساعدة أبناء الجالية في المحاسبات الضريبية .. كما تمكن الزميل أديب المنصوري مسؤول التوظيف والعمل في الجمعية من توظيف أكثر من 200 شخص موثقين لدينا باستمارات رسمية، وأجرينا تفاهماً مع بلدية نيويورك لإيجاد فرص عمل لمن لديهم إعاقة أو من يسمون أصحاب الاحتياجات الخاصة من أبناء الجالية.
- هل تنسقون مع الجهات الحكومية الأمريكية لتقديم خدمات للمغتربين؟ • بالتأكيد.. وهناك تجاوب كبير مع مطالبنا، حصلنا على دعوات رسمية أثناء الانتخابات الأمريكية، وقمنا بدور فاعل في التوعية بضرورة مشاركة الجالية اليمنية في الانتخابات.
- كم تقدرون أعداد الجالية اليمنية في أمريكا حاليا؟ • لا توجد لدينا إحصائيات دقيقة.
- هل يتزايد أعداد المغتربين أم أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما لحقتها من أحداث أثرت على أحلام الاغتراب في أمريكا؟ • أعتقد أن المغتربين يزدادون من فترة إلى أخرى، الباب مفتوح فمن حصل على أوراق تثبيت يبدأ بطلب عائلته إلى هنا، ويستفيد أعداد من الأسرة من تلك الفرصة.
- هل يواجه اليمنيون صعوبات في ذلك؟ • القانون الأمريكي ثابت. ولا يفرق بين يمني وغير يمني، المعاملة بالتساوي لكافة الجنسيات.
- توجه انتقادات للجاليات العربية ومنها اليمنية بأنها منغلقة على نفسها ولا تنخرط في المجتمع الامريكي ومحاولة التأثير والتأثر به ما رأيك؟ • فعلا هذا حاصل ونحن نحاول أن نتخلص من هذه الإشكالية، حيث قمنا بإعلانات عبر الصحف التابعة للجالية أو صحف عربية تصدر هنا لإرشاد أبناء الجالية للمشاركة الفاعلة في المجتمع وأنشطته، والارتباط بعلاقة مباشرة مع بلدية نيويورك.
- لكن ما يزال اهتمام الناس بهذا الشيء ضعيفا.. • كان في الماضي مفقودا تماما، الآن بدأنا بالتوعية وشكلنا لجنة من أجل هذا الهدف واستطعنا أن نحقق شيئاً مميزاً في الانتخابات الماضية. خلال الفترة الماضية لم يكن هناك أي تواصل مع البلدية ولا حتى مع أبناء الجالية.
- من ساندتم في الانتخابات النصفية لأعضاء مجلس النواب في الانتخابات الأخيرة؟ • نحن اتخذنا قراراتنا بناء على المصالح التي سيقدمها المرشح للعرب والمسلمين .. كنا نتبع خطوات في نطاق الجمعية العربية من أجل البحث عمن سيقدم الأفضل للجالية العربية والإسلامية بشكل عام واليمنية بشكل خاص وقد تم مساندة مرشح جمهوري كونه كان الأنسب لنا ومدافع عن قضايا ومصالحنا كجالية.
- هل هناك تعاون وتنسيق مع الجالية العربية والإسلامية في الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ • قمنا بأعمال مشتركة مع الجمعيات العربية في الانتخابات الأمريكية، وقد رحبوا بهذا التواصل وأبدوا ارتياحهم للخدمات التي نقدمها، وكثير من أنشطتنا مشتركة لاسيما أثناء الانتخابات التي تخص الولاية التي نعيش فيها، سواء للبلدية أو مجلس النواب أو الانتخابات الرئاسية.
- كيف تؤثر عليكم عمليات القاعدة ضد أمريكا لاسيما الطرود الأخيرة والتحريض الصادر مؤخرا من أنور العولقي على قتل الأمريكيين؟ • في أمريكا هناك تأثير كبير للإعلام .. الإعلام قوي وهناك متابعة كبيرة من قبل المواطن الأمريكي، ومع ذلك نحاول جاهدين أن نثبت أن اليمن ليست ما يذاع في التلفزيون أو ما يكتب عنها في الصحف. من يحاولون تشويه صورة اليمن هي فئة تحارب من قبل الدولة داخل اليمن، ونحن هنا ضد الإرهاب وضد أي أعمال تسيء لليمن واليمنيين في الداخل والخارج.
- هل يتعرض اليمنيون لتمييز عنصري أو يواجهون صعوبات معينة عقب ذلك؟ • تواجهنا بعض النظرات التمييزية من قبل أشخاص. نظرات غير طبيعة عندما يكتشف أحدهم أنك عربي أو يمني؛ وهذا من قبل أفراد في الشارع الأمريكي يكونون قد تأثروا بما تنشره وسائل الإعلام.
- ما هي الأعمال التي عادة ما ينخرط اليمنيون فيها؟ • حوالي 75% من اليمنيين ينخرطون في التجارة، والبقية يشتغلون في مهن مختلفة.. بعضهم في وظائف حكومية وشركات محلية. ويوجد يمنيون يعملون في وظائف جيدة مع الحكومة الأمريكية سواء في مؤسسات عسكرية أو مدنية.
- هل تعتقد أن هناك تحولاً لدى اليمنيين بأن يصبحوا تكتلاً استثمارياً في نيويورك ؟ • ناقشنا هذا الأمر ونعمل على الدفع باتجاه تحقيقه .. نحاول بأن يكون هناك تنسيق وتعاون بين أبناء الجالية، وبحيث تنسق الجمعية ليحصل التجار على تخفيضات من قبل الشركات الكبيرة لتخدم التجار اليمنيين، ونحن حاليا نسعى لإعادة ثقة الناس بخدمات الجمعية، وتقاعس الجمعية السابقة أثر علينا كثيرا. نحن نبدأ من الصفر.
- يقال بأن اليمنيين هنا لا يهتمون بتعليم أولادهم في المدارس والجامعات الأمريكية، ما مدى صحة ذلك وكيف يؤثر هذا على مستقبل الجالية اليمنية؟ • فعلا عدد كبير من اليمنيين يتجهون للعمل ويتركون التعليم . لا أدري ما السبب هل هو من أجل توفير مالي، أم هو ضغط من أولياء أمورهم.
ولمعالجة ذلك شكلنا هيئة توعوية برئاسة عبدالجليل المقدشي وهو أستاذ في الجامعة بنيويورك لنساهم بجهود في هذا المجال وتوعية الآباء بأهمية أن يواصل أبناؤهم الدراسة ويلتحقون بالجامعات، لأن التعليم هو الذي سيحدد مستقبل الجالية، ويعد هذا من أبرز الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها ..
- هل تعتقد أن أجيالا سوف تنشأ بعيداً عن الهوية اليمنية؟ • توجد أعداد بسيطة، لكن لا نجردهم من هويتهم ، وإنما نقول انخرطوا في المجتمع الذي يعيشون فيه، لكنهم سيظلوا يمنيين.