استضاف منتدى المعرفة في جلسته الأسبوعية المنعقدة مساء الخميس، الخبير الوطني لدى الصندوق الاجتماعي للتنمية، في مجال تقنية الفوتوجرامتري، المهندس/ أحمد عامر الحميري، الذي قدم محاضرة حول الحفاظ على التراث الثقافي في اليمن باستخدام هذه التقنية، واستمع كذلك إلى محاضرة للأستاذ في الجامعة اللبنانية الدولية، الدكتور شرف الكبسي ، والذي قدم إطاراً معرفياً للمناظرة، عكس من خلالها جهداً متميزاً في مزج مزايا المدارس الدولية والإقليمية في هذا المجال وخصوصاً المدرسة الفرنسية ومدرسة أكسفورد ومدرسة الدوحة. وفي المحاضرة الرئيسية، استعرض المهندس الحميري ومعه زميله المتخصص في نفس المجال، وعضو فريق التوثيق في وحدة التراث الثقافي بالصندوق الاجتماعي للتنمية، المهندس فهد القريشي، أهمية هذه التقنية، واستخداماتها الواسعة ليس فقط في مجال توثيق التراث الثقافي ولكن في كل مجالات التخطيط الطبيعي، وتخطيط المدن، و في مجال استخدامات الأرض الزراعية، ووصف الأرض وقياس طبوغرافيتها والتي تقدم معلومات تفصيلية عند إقامة المشاريع المختلفة وتحديد مجاري السيول، وغيرها من الاستخدامات الضرورية. وفي سياق بيانهما لأهمية تقنية الفوتوجرامتري، في الحفاظ على التراث الثقافي في اليمن، في إطار المشروع الذي يتبناه ويموله الصندوق الاجتماعي للتنمية، استعرض المهندسان الحميري والقريشي، نماذج من مشاريع الحفاظ المنفذة في كل مدينة تعز ممثلة بجامع المظفر وجامع الأشرفية ومنشآت أخرى بالمدينة، وفي مدينة صنعاء القديمة ممثلة بالجامع الكبير. وتكمن أهمية استخدام تقنية الفوتوجرامتري، في أنها توثق أدق التفاصيل في المكونات والمساحات والأجسام المعمارية، والأشغال الزخرفية والخشبية المستخدمة في إنشاء المنشآت التاريخية. وبين المهندس الحميري وجود نحو عشرة آلاف موقع للتراث الثقافي المادي في اليمن وتحتاج إلى توثيق وإعادة ترميم مما يكرس الأهمية الاستثنائية لتقنية الفوتوجرامتري. ولفت المهندس الحميري إلى مزايا استخدام هذه التقنية في توثيق الأماكن التي يصعب الوصول إليها بالوسائل العادية، مثل الأماكن المرتفعة أو المزدحمة، فضلاً عن استخدام التقنية في إنتاج الرسومات بسرعة ودقة وسهولة، فضلاً عما توفره من إمكانية استعادة واشتقاق واستخلاص الإحداثيات أثناء عملية المسح والتحرير، وما تتيحه من إمكانية واسعة للأرشفة وخصوصاً في مجال الحفاظ على التراث الثقافي المادي(العمراني)، وما توفره من ميزة للتكامل المعلوماتي مع التقنيات الأخرى. وفي سياق متصل قدم المهندس المعماري والفنان التشكيلي المعروف، والخبير في مجال الحفاظ على التراث الثقافي المادي، ياسين غالب، الذي قدم إحاطة تاريخية عميقة للحفاظ على التراث الثقافي المادي، بدءاً من القرن السابع عشر، لكنه أيضاً، خصص مجالاً مهماً لشرح الفلسفة والأثر الفكري والثقافي للنخب السياسية الحاكمة، التي تقف خلف النماذج المعمارية اليمنية، وأثر التباين الطبيعي والجغرافي والمناخي في وجود أنماط متعددة من العمارة في اليمن.