مع انطلاق مباريات دور ال16 لبطولة كأس العالم لكرة القدم بالبرازيل، اليوم السبت، يطل علينا شهر رمضان المبارك والذي قلب موازين وحسابات الأجهزة الفنية خاصة في المنتخبات التي تعج باللاعبين المسلمين، نظراً لارتفاع درجات الحرارة في بلاد "السامبا". وسيكون عدد قليل من اللاعبين الذين ستتنافس منتخباتهم في الدور الثاني من مونديال البرازيل لكرة القدم معنيين بصيام شهر رمضان وسيخضع الملتزمون بفريضة الصوم لرقابة طبية عالية. وكانت منتخبات بلدان إسلامية عدة أقصيت من الدور الأول لمونديال البرازيل (إيران والبوسنة وساحل العاج)، فيما أبدت السلطات الدينية لبلدان أخرى تسامحا بسبب ظروف السفر، قد يحد من عدد الصائمين. فالاسلام يبيح للمسافر عدم صيام رمضان، وتأجيل ذلك الى مرحلة لاحقة، تماما مثل النساء الحوامل أو الأشخاص المرضى. وهو حل يعتمده بعض اللاعبين المسلمين الذين يشكلون أقلية في منتخبات مثل فرنساوألمانياوسويسرا. ومن بين هؤلاء، لاعب الوسط الألماني مسعود أوزيل، الذي اختار عدم الصوم في رمضان في عام المونديال، مبررا قراره بالقول: "أنا أعمل وسأواصل عملي، لذا لن أصوم رمضان في سنة المونديال هذه لأني أعمل، ومن المستحيل بالنسبة لي أن ألتزم بالصوم هذا العام". ولكن هناك في البرازيل من يترقب روزنامة الصوم، مثل لاعبي المنتخب الجزائري الذين سيلتزمون جميعا بصيام رمضان مع تأهلهم الى الدور الثاني، مع ما ينطوي عليه الأمر من صعوبات لتزامنه مع أوقات اللعب. وكان مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان أوضح أمس الأربعاء أنه "لم يطلب شيئا" من لاعبيه المسلمين، وقال: "هذه أمور حساسة ودقيقة، وليس لدي ما أطلبه". وأضاف: "نحترم كل الديانات، واللاعبون معتادون على الصوم واللعب وليس هذا الوضع جديدا، كما لست قلقا لأن الجميع سيتأقلم مع الأمر". وفي ما يلي قائمة كاملة لأسماء اللاعبين المسلمين المشاركين في مونديال البرازيل 2عام 2014: منتخب الجزائر (22 لاعباً) وهاب رايس مبولحي ومحمد أمين زماموش وسيدريك محمد وسعيد بلكلام ومجيد بوقرة والياسين كادامورو وفوزي غلام ورفيق حليش وعيسى ماندي وجمال مصباح و نبيل بن طالب و ياسين براهيمي وعبد المؤمن غابو و سفيان فغولي ورياض محرز ومهدي مصطفى ومدحي لحسن وسفير تايدر وحسن يبدة ونبيل غيلاس وإسلام سليماني وهلال سوداني. منتخب البوسنة والهرسك (23 لاعباً) أسمير بيجوفيتش وأسمير أفدوكيتش و ياسمين فيزيتش وأفديا فرسايفيتش وأمير سباهيتش ومنصور مويغا وأرمين بيكاكتشيتش و توني سونيتش وسياد كولاسيناتش وأوغنين فارنيس وعزت هايروفيتش و ميراليم بيانيتش و زفيزدان ميسيموفيتش وسيجاد صالحوفيتش وحارس مدونيانين و تينو سوشيتش و سيناد لوليتش و محمد بسيتش وأنيل هاغيتش و سينياد إبيرتشيتش و إيدن جيكو وفيداد إبيسفيتش و إيدن فيسكا.
منتخب إيران (23 لاعباً) رحمان أحمدي ودانييل داوري وعلي رضا حجيجي و بيجمان منتظري وستيفن بيت أشور وجلال حسيني ومهرداد بولادي وأمير صادقي وهاشم بيك زاده و حسين ماهيني وأحمد آل نعمه وإحسان حاج صفي وجواد نيكونام وأندرانيك تيموريان وباختيار رحماني وقاسم حدادي فر ورضا حجيجي وعلي رضا جهانبخش ومسعود شجاعي و أشكان ديجاجاه ورضا قوجان نجاد و كريم أنصاري فرد وخسرو حيدري. كوت ديفوار (8 لاعبين) أبو بكر باري، سليمان بامبا، عثمان فييرا ديارأسوبا، حبيب كولو توريه، إسماعيل ديوماندي، يحيى توريه، شيخ إسماعيل تيوتيه، سالومون كالو. غانا (7 لاعبين) رشيد سوماليا، أندريه أيو، رابيعو محمد، سليمان علي مونتاري، مبارك واكاسو، جوردان أيو، عبد المجيد واريس فرنسا (4 لاعبين) بكاري سانيا، مامادو ساكو، موسى سيسوكو، كريم بنزيمة بلجيكا (4 لاعبين) ناصر الشاذلي، وموسى ديمبيلي، مروان فيلاني، وعدنان يانوزاي سويسرا (3 لاعبين) شيردان شاكيري، حارس سيفيروفيتش، أدمير محمدي ألمانيا (لاعبان) مسعود أوزيل وسامي خضيرة. الكاميرون (لاعبان) أوريليان شيدجو، فينسان أبو بكر. نيجيريا (لاعبان) رامون عزيز، أحمد موسى. البرازيل لاعب واحد فريد (فريدريكو جافيس قيودس). ارتفاع مخاطر الإصابة ويرى الفرنسي كلود لوروا، الذي سبق ودرب لاعبي منتخب عُمان خلال فترة رمضان، أن "الالتزام التام بصيام رمضان خلال كأس العالم يبدو أمرا صعبا للغاية. ويسأل: "كيف سيتصرف اللاعبون في مباراة الساعة 1:00 بعد الظهر (بالتوقيت المحلي)، أو حتى مباراة الساعة 5:00 عصرا؟ وكيف سيتعاملون مع النقص بالمياه؟" مضيفا أن "الأمر مستحيل وخطير". وبالنسبة الى مونديال البرازيل، سيستعين لاعبو الجزائر بالطبيب حكيم شلبي، الذي بفضل إنجازاته في مستشفى اسبيتار في العاصمة القطرية الدوحة، أصبح أحد مرجعيات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في موضوع صوم اللاعبين. ويوضح شلبي أن الصيام يشكل "مرحلة يزداد فيها خطر الإصابة، خصوصا على مستوى أسفل الظهر والمفاصل والعضلات"، وهذا يعود تحديدا الى عامل جفاف الجسم وليس النقص في الغذاء. ويضيف الطبيب المختص: "يجب تغيير مستوى التغذية، ويجب أيضا تعديل كمية الغذاء بما يسمح بالتأقلم مع التمارين، وعلى اللاعبين أيضا أن يشربوا الكثير من السوائل، وأنصحهم بتمديد فترة القيلولة بعد الظهر لتعويض جزء من الوقت المخصص للنوم". هذه النصائح تؤكدها خبرة مجيد بوقرة، قائد منتخب الجزائر، الذي يقول: "أصعب ما في الأمر مسألة الجفاف، ولكن لا بأس، فالطقس جيد، وبعض اللاعبين يمكنهم إرجاء صيامهم، أما أنا، فسأقرر بناء على حالتي البدنية، لكن أظن أني سأصوم". أفضل من أولمبياد لندن في البرازيل، يجد المسلمون الذين قرروا الالتزام بصيام رمضان وفق التوقيت المحلي عاملا مساعدا مع غياب الشمس قرابة الخامسة والنصف عصرا، ليحين موعد الافطار باكرا. أمر لم يكن متاحا لرياضيي أولمبياد لندن الذين كان عليهم انتظار الثامنة والنصف مساء أو حتى التاسعة ليحين موعد الافطار. غير أن الصيام قد يكون في بعض الأحيان مصدر إلهام ومحفزا للاعبين، فالموضوع "نفسي، وهذا ما يجب على اللاعبين أن يظهروه للمدربين غير الموافقين على فكرة الصيام، أنهم جاهزون للعب 200 في المئة"، بحسب شلبي، الذي يلفت الى أن هذا الموقف قد لا يعجب البعض. ويوضح الطبيب السابق في باريس سان جرمان، بطل فرنسا راهنا، أنه خلال إقامته في أوروبا، كان غالبا ما يطلب منه "حث اللاعبين على عدم الصيام". ويضيف: "إلا أن الغريب أن هناك رياضيين يسجلون نتائج أفضل خلال رمضان بسبب رغبتهم في الالتزام بالصوم، وهو ما قد يشكل عاملا مساعدا على الصعيد النفسي".