ما زال المسلحون الحوثيون يتولون مهمات الأمن في العاصمة صنعاء على رغم توقيعهم الملحق الأمني لاتفاق السلم والشراكة الوطنية، والذي يقضي بخروجهم من صنعاء وعمران ووقف المواجهات في الجوف. وقالت مصادر اعلاميه أن الحوثيين يفاوضون لاستيعاب أكثر من عشرين ألف مسلّح من أنصارهم في الشرطة والأجهزة الأمنية اليمنية، وكذلك في صفوف الجيش، في مقابل سحب المسلّحين من صنعاء وعرضت اللجنة الأمنية العليا على جماعة الحوثيين قبول تجنيد عشرة آلاف فقط. واستبعد مراقبون أن تسحب الجماعة مسلّحيها من صنعاء، فيما بدأ عناصرها أمس التمدد غرباً إلى الحديدة، وهي تضم ثاني أهم الموانئ اليمنية، وافتتحوا مقار في المدينة تمهيداً للسيطرة عليها بالتزامن مع تحركات مماثلة تستهدف، وفق مراقبين، السيطرة على منابع النفط وخطوط الطاقة الرئيسة في محافظة مأرب . و واصل الحوثيون نهب المعسكرات التي سقطت تحت سيطرتهم في العاصمة، حيث شوهدت بعض العربات العسكرية في بعض شوارع المدينة وهي في طريقها إلى الأحياء الشمالية. وحوّلت ميليشيات الحوثي ساحات بعض مدارس صنعاء إلى مواقف للعربات والآليات العسكرية التي نهبوها من المعسكرات التي استولوا عليها. من جهتها طالبت منظمة "يونسيف" بعدم المساس بحق الأطفال في التعليم ودعت الجهات المعنية إلى إخلاء المدارس في أقرب وقت ممكن والسماح للأطفال بالعودة إلى مدارسهم في بيئة سليمة وآمنة. ويسيطر الحوثيون منذ أسبوع على غالبية المباني الحكومية في صنعاء، وذلك بعد أن قررت أجهزة أمنية وعسكرية عدم مواجهتهم. وبحسب ما يرى محللون سياسيون يمنيون فإن ما يقوم به الحوثيون هو محاولة منهم للسيطرة على مفاصل الدولة بشكل كامل، مع إفساح المجال أمام المناورة السياسية لتجنب الاشتباك مع القوى الإقليمية والدولية.