كان اليمن مثله مثل باكستان موقعا استراتيجيا مهما للهجمات الأمريكية بطائرات بلا طيار التي تستهدف أعضاء بتنظيم القاعدة. وأعلنت الولاياتالمتحدة، الجمعة، وقف بعض عمليات مكافحة الإرهاب ضد متشددي تنظيم القاعدة في اليمن في أعقاب سيطرة المقاتلين الحوثيين الذين تدعمهم إيران على اليمن. وقال مسؤولان أمنيان أمريكيان إن انهيار الحكومة اليمنية المدعومة من الولاياتالمتحدة يوم الخميس أصاب حملة الولاياتالمتحدة لمكافحة الإرهاب "بالشلل" كما منيت مكافحة واشنطن لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب بنكسة كبيرة. وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين إن توقف العملية يتضمن الهجمات التي تشنها طائرات بلا طيار بشكل مؤقت على الأقل في أعقاب الاستقالة المفاجئة للرئيس اليمني ورئيس الوزراء ومجلس الوزراء وسط مخاوف متزايدة من انزلاق اليمن نحو حرب أهلية. وتسلط الخطوة الأمريكية الضوء على نكسة أخرى لسياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الشرق الأوسط وتثير شكوكا حول استراتيجية مكافحة الإرهاب التي اعتمدت على الهجمات التي تشن بطائرات بلا طيار وشركاء أجانب متقلبين غالبا لتفادي إرسال قوات أمريكية برية ضخمة لمحاربة تهديدات المتشددين بعيدا عن الشواطئ الأمريكية. ويعمل أمريكيون كثيرون مع القوات اليمنية في قاعدة العند الجوية الجنوبية وهي مركز مخابرات لمراقبة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات وقعت في باريس هذا الشهر وأودت بحياة 17 شخصا. وقال مسؤولون أمريكيون آخرون لرويترز طالبين عدم نشر أسمائهم إن الوضع على الأرض مائع ووصفوا توقف العمليات بالاجراء المؤقت لتقييم الأوضاع الفوضوية على الأرض. وقال جوش إيرنست السكرتير الصحفي للبيت الأبيض إن الولاياتالمتحدة تريد مواصلة تعاونها الوثيق في مكافحة الإرهاب مع اليمن وملتزمة بمتابعة استراتيجيتها هناك. وقالت مؤسسة أمريكا الجديدة التي تؤسس قاعدة بيانات لعمليات الطائرات بلا طيار إن 124 مسلحا وأربعة مدنيين قتلوا في 19 غارة أمريكية بطائرات بلا طيار في اليمن خلال 2014. وكانت أعنف غارة في الآونة الأخيرة في السادس من ديسمبر كانون الأول عندما قتل تسعة يشتبه أنهم من مسلحي تنظيم القاعدة. وأي حكومة جديدة قد تسحب الموافقة الضمنية على الضربات بطائرات أمريكية بلا طيار لتجد واشنطن نفسها أمام قرار صعب يجب أن تتخذه بخصوص ما إذا كان يجب أن توجه ضربات أحادية الجانب ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقال الأميرال دون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الحكومة المتنازع عليها في اليمن لم تمنع بالضرورة الولاياتالمتحدة من الانخراط في عمليات لمكافحة الإرهاب. وأضاف "نحن بحاجة إلى معرفة بشكل أفضل كيف ستسير الأمور سياسيا في اليمن قبل اتخاذ أي قرارات جديدة أو المضي قدما بطريقة كبيرة صوب مكافحة الإرهاب في اليمن". وقال كيربي في وقت لاحق إنه سيكون من الخطأ أن يفهم من الخطوة أن الولاياتالمتحدة أوقفت التركيز على خطر الإرهابيين في اليمن أو "أننا لن نتحرك عندما تقتضي الضرورة وإذا اقتضت". وأصدر أليستير باسكي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض بيانا يقول "انعدام الاستقرار السياسي في اليمن لم يجبرنا على تعليق عمليات مكافحة الارهاب.. نحن مستمرون أيضا في الشراكة مع قوات الأمن اليمنية". وذكر مسؤول آخر أن القول إن شراكة مكافحة الارهاب "توقفت" تماما سيكون خاطئا. وقال "ما الذي يحمله المستقبل؟ لا أعلم.. إن الأمور غير واضحة في الوقت الحالي".