كشف مطلعون على النقاشات التي يجريها الرئيس هادي مع فريقه في الرياض عن مخاوف حقيقية لدى هادي وتلكؤه في ما يتعلق بالذهاب إلى جنيف خشية إزاحته من منصبه الحالي أو تحييده عن صنع القرار وهو الأمر الذي يدفعه للماطلة في الخروج بقرار نهائي في هذا الشأن. وقال مراقبون ل"المشهد اليمني" أن هادي لا يهمه في الوقت الراهن مصلحة البلاد بقدر ما يهتم لمصلحته الشخصية, مؤكدين في الوقت ذاته أن المملكة العربية وقيادتها الحكيمة بذلت جهود جبارة وقدمت كل التسهيلات والدعم لهادي فريقه من أجل صلاح اليمن إلا أن هادي أستثمر كل تلك الأمكانيات في تحقيق مصالحه الخاصة هو ومن حوله من المقربين, يتحفظ المشهد اليمني على اسمائهم. من جانب آخر كشفت مصادر سياسية يمنية في الرياض، ل"العربي الجديد"، أن "هادي هو من سيحدد المشاركين من طرف الشرعية في لقاء جنيف المرتقب"، مؤكدة أن "الرئيس اليمني سيكلف وفداً من سبع شخصيات، من الحكومة والأطراف السياسية للذهاب إلى جنيف". وطبقاً لما نقله الموقع فإن خلافاً غير معلن بين الرئيس هادي ونائبه، خالد بحاح، يجري الحديث بشأنه في الأوساط اليمنية المعنية المتواجدة في الرياض. وبحسب المصادر، فإن هادي قلق حيال المشاورات المتوقع أن تبدأ في جنيف على خلفية طروحات بأن تشمل أية تسوية مقبلة إزاحة الرئيس، أو تقليص صلاحياته، لصالح تصعيد نائبه بحاح، أو أية صيغة رئاسية انتقالية جديدة، على غرار التسوية السياسية التي قفزت بهادي من منصب نائب الرئيس إلى الرئيس أواخر عام 2011. وأوضحت المصادر أن هادي كان منذ البداية يعارض تعيين أي نائب له، لكنه وتحت تأثير ضغوط الأطراف المختلفة، وافق على تعيين بحاح نائباً له، وهو يخشى من أن خروجه من السلطة، سيجعل الجميع يتخلى عنه، بعد أن أصبح بلا حزب، وحتى شعبيته في المحافظات الجنوبية والشمالية تراجعت بدرجات متفاوتة خلال الفترة الماضية. وتتوافق هذه المعطيات مع نفي مصدر سياسي في الرياض، ل"العربي الجديد"، "وجود نية لدى الرئاسة بتكليف نائب ثانٍ"، قائلاً "لا معلومات عن إمكانية اتخاذ هادي قراراً بتكليف نائبٍ ثانٍ له من الشمال، ضمن ما يسمى المناصفة بين الشمال والجنوب"، مشيراً إلى أن "الرئيس بالأصل يرفض فكرة النائب".