ذكرت صحيفة "رأي اليوم" الالكترونية التي يرأس تحريرها الصحفي المخضرم، عبدالباري عطوان، الذي يشغل أيضا منصب رئيس تحرير صحيفة "القدس العربي"، أن الحرب في اليمن شهدت في الايام الثلاثة الاخيرة تصعيد غير مسبوق ويعود الى سببين". وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي نشر، اليوم، إن "السبب الأول هو اتفاق الاطراف المتحاربة باستثناء حزب المؤتمر الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح على الذهاب الى اجتماعات جنيف التي ستبدأ يوم الاحد المقبل سعيا للتوصل الى حل سلمي، حيث يحاول كل طرف ممارسة اكبر قدر من الضغوط لتحسين شروطه التفاوضة". وأضاف "والسبب الثاني اقدام التحالف "الحوثي الصالحي" على استخدام صواريخ "سكود" بعيدة المدى، وذات القدرات التدميرية العالية في الحرب، واستهدافها قاعدة الامير خالد الجوية العسكرية في مدينة خميس مشيط السعودية الامر الذي تعتبره السلطات السعودية خطا احمر، لا يمكن ان تتسامح فيه، علاوة على شن التحالف نفسه هجوما موسعا في عمق الاراضي السعودية استخدمت فيه الدبابات والمدرعات يوم السبت. واعتبرت الصحيفة أن الغارات الجوية السعودية المكثفة التي ادت الى مقتل 43 شخصا بينهم عشرون مدنيا على الاقل اثناء قصفها لمقر الجيش اليمني يقع بالقرب من مناطق سكنية مدنية في صنعاء جاءت انتقاما للقصف الصاروخي، ورسالة تحذير لأي اطلاق جديد لمثل هذا النوع من الصواريخ الخطيرة، ولكن من الصعب القول بأن هذا التحذير سيعطي ثماره، او يجد آذانا صاغية، لانه الورقة الاهم في يد التحالف المناويء للسعودية في مواجهة تفوقها الجوي. وذكّرت "رأي اليوم" بتصريحات المتحدث باسم "عاصفة الحزم" العميد احمد عسيري الذي قال فيها ان الغارات الجوية ادت الى تدمير مخزون الحوثيين وقوات الرئيس علي عبد الله صالح من هذا النوع من الصواريخ. وقالت الصحيفة إن "ظهور صواريخ سكود مجددا واتخاذ قرار باستخدامها يؤكد، في المقابل، عدم دقة معلوماته". واستبعدت الصحيفة ان تنتهي محادثات جنيف بحل سياسي بسبب ما وصفته "تعقيدات الازمة اليمنية اولا، وعدم نجاح جولتين من الحوار السوري في جنيف قبلها"، لافتة إلى أن كل طرف في هذه الحرب يحاول ان يحقق مكاسب على الارض قبل انطلاق محادثات جنيف، على اساس ان المحادثات ستنتهي بحل سياسي. ولفتت الصحيفة إلى أن التحالف "الحوثي الصالحي" يريد ان يحقق انجازا سياسيا اكبر من اي انجاز عسكري آخر على الارض، وهو اطالة امد الازمة، بحيث تصبح حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي "الشرعية" "حكومة منفى"، او بالاحرى حكومة تمثل المعارضة. وقالت "يبدو ان هذا المخطط حقق بعض النجاحات في هذا الصدد، حيث تخلت حكومة الرئيس هادي عن كل شروطها السابقة للمشاركة في مؤتمر جنيف مثل الاصرار على ان تكون تحت مظلته واشتراط عودته الى صنعاء، وانسحاب جميع القوات الحوثية من العاصمة وعدن والمدن الاخرى، وتسليم جميع اسلحتها". واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن "مؤتمر جنيف يمكن ان يحقق انجازا واحدا وهو الاتفاق على هدنة تستمر طوال شهر رمضان تلتزم فيها جميع الاطراف بوقف اطلاق النار، والسماح بوصول مواد الاغاثة، وهي هدنة اذا تم اعلانها ستصب حتما في مصلحة الشعب اليمني، ولا نستبعد ان يكون التحالف الحوثي الصالحي" احد ابرز المستفيدين منها، لانها ستتيح لهم مساحة لاعادة التموضع عسكريا وسياسيا، والتقاط الانفاس، او نوع من استراحة المحارب".