ذكرت صحيفة "الشرق" السعودية أن نحو 4 آلاف شاب يمني ينتمون إلى قبائل آل لخنف وإلى المقاومة الشعبية في محافظة شبوة (شرق البلاد) يتولون مسؤولية تأمين مشروع ميناء الغاز الطبيعي في منطقة بلحاف، لكنهم يعانون وفقاً لتأكيدات المسؤولين عن تنظيمهم من نقص التمويل والغذاء والذخيرة. ودعا رئيس اللجنة المجتمعية التنفيذية المسؤولة عنهم، محمد سعيد كندوح، الحكومة الشرعية إلى سداد مستحقات من تطوَّعوا لحماية الميناء، مشيراً إلى انتمائهم إلى قبائل حمير وإلى مجموعات المقاومة الشعبية في مديرية رضوم التابعة لشبوة، موضحا أن الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال منحت المتطوعين 93 ألف دولار فقط طيلة الشهرين الماضيين علماً أن المستحقات تصل إلى مليون و255 ألف دولار بحسب تقديره. وشدد على حتمية تدخل الحكومة سريعاً قبل أن يغادر الأفراد مواقعهم بفعل نقص الحوافز ما قد يعرّض الميناء إلى أعمال سلب ونهب. وأشار كندوح إلى أن اللجنة التي يرأسها بدأت في تجنيد مدنيين لحماية الميناء منذ فرار جنود اللواء ثاني مشاة بحري المسؤولين عن الحماية في 14 إبريل الماضي خلال مواجهات مع المقاومة الشعبية المناهضة للحوثيين. ولفت إلى اتفاق رجال القبائل وعناصر المقاومة حينها على تشكيل لجنة مجتمعية تنفيذية تتولى انتداب مدنيين لحماية الميناء من أعمال السلب والنهب المحتملة باعتباره إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في اليمن. واستنكر عدم تخصيص شركة الغاز الأموال المطلوبة لتأمين استمرار أفراد الحماية "في حين أنها كانت تمنح الجنود 140 مليوناً شهرياً قبل فرارهم". في السياق ذاته؛ تحدث أحمد أبو صالح، أحد المتطوعين، عن قناعة تشكلت لدى بعض أفراد حماية الميناء ومفادها أن هناك من يدفعهم إلى التخلي عن مواقعهم وتركها للعابثين، مستنكراً ممارسة ما سمّاها "سياسة التجويع". وحثَّ الحكومة الشرعية على إدراك خطورة الموقف في حال عدم صرف المستحقات المالية. وقال قائد الحراسات الأمنية المتطوعة لحماية الميناء، خالد علي العظمي أن فكرة تشكيل لجان شعبية لحماية ميناء بلحاف وُلِدَت كنتاج طبيعي لما آلت إليه الأمور بمجرد سقوط اللواء الثاني مشاة بحري. وأضاف العظمي "جمعنا 4000 شاب مستعينين بالأسلحة الشخصية وما تبقى من سلاح الجيش وتمركز هذا العدد على كافة النقاط. ووصف أوضاع المتطوعين بالصعبة في ظل انعدام الحوافز المالية وحاجتهم إلى ذخيرة وطعام "لكنهم مستمرون في عملهم انطلاقاً من مسؤوليتهم الوطنية". ودعا الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح إلى إدراك المخاطر المحدقة التي تتطلب رفع مستوى اليقظة الأمنية في الميناء خصوصاً مع استمرار المواجهات بين المقاومة والمتمردين في شبوة، واعتبر أن اللصوص يترقبون انسحاب المتطوعين لأي سبب للانقضاض على الموقع "لذا نطالب بسرعة العمل على حل مشكلاتنا وإمدادنا بالدعم بكافة أنواعه".