ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن التحالف العربي بقيادة السعودية لم يشن غارات جوية في اليمن، اليوم، في اول ايام الهدنة الانسانية لكن المعارك استمرت في الجنوب رغم مناشدة الاممالمتحدة الحوثيين احترام الهدنة. ودخلت الهدنة التي اعلنها التحالف من جانب واحد حيز التنفيذ منتصف ليل الاحد الاثنين بالتوقيت المحلي للسماح بايصال المساعدات الانسانية للمدنيين الذين يعانون منذ اندلاع النزاع قبل اربعة اشهر. وذكرت الوكالة نقلا عن مصادر وصفتها ب"الموالية" أنه لم تسجل اي غارة الاثنين في اليمن حيث الاوضاع هادئة باستثناء تعزوعدن. وقال المتحدث باسم "المقاومة الشعبية" في مأرب الشيخ صالح الانجف لوكالة فرانس برس أن طائرات التحالف لم تشن غارات جوية. واتهم "الحوثيين بخرق الهدنة في الساعة الأولى الا ان طيران التحالف لا يزال ملتزم بالهدنة حتى الان". وفي تعز، أكد عضو "المكتب الاعلامي للمقاومة" عبد العزيز الصبري ان تعز "لم تعرف الهدنة إلا من طرف واحد وهو الطيران أما مليشيات الحوثي فلم توقف عملياتها"، متهما الحوثيين بمواصلة عملياتهم العسكرية في منطقة جبل صبر. وقالت مصادر عسكرية ان خمسة مدنيين و11 من الحوثيين واربعة من الموالين قتلوا في المعارك التي اندلعت خلال الليل في هذه المنطقة. وفي شمال عدن، استمرت الاشتباكات بين الحوثيين والموالين ووقعت ثلاثة صواريخ كاتيوشا قرب المطار بعد الظهر من دون اصابات وفقا لمصادر عسكرية. يذكر ان الحوثيين لم يحددوا موقفهم ازاء الهدنة لكن محمد علي الحوثي "رئيس اللجنة العليا للثورة" اكتفى بالتصريح ان "الاممالمتحدة لم تبلغ التمرد بالهدنة". لكن التحالف الذي بدا ضرباته في 26 اذار/مارس الماضي لمنع المتمردين من السيطرة على اليمن بشكل كلي حذر من انه يحتفظ بحق الرد بمواجهة "اي تحرك عسكري" خلال الهدنة. ولم تمنع هدنة سابقة مدتها خمسة ايام اقرت في ايار/مايو استئناف المعارك كما ان هدنة دعت اليها الاممالمتحدة في العاشر من الشهر الحالي لم تتحول الى واقع ملموس ايضا. ورحب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الاحد بالهدنة الانسانية لمدة خمسة ايام اعتبارا من منتصف ليل الاحد الاثنين، ودعا الحوثيين الى احترامها. وقال الامين العام انه "يحض" الحوثيين وحلفاءهم على "الموافقة (على الهدنة) والتزام الهدنة الانسانية لما فيه خير جميع اليمنيين"، كما طالب اطراف النزاع ب"العمل بحسن نية طيلة فترة سريان الهدنة". واكد ان ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين "يجعل الالتزام بهدنة وامكان تمديدها امرين لا بد منهما". وطالب الامين العام طرفي النزاع ب"تعليق العمليات العسكرية خلال الهدنة وعدم استغلال الهدنة لنقل اسلحة او الاستيلاء على اراض". ودعا ايضا المتحاربين الى "ابداء اكبر قدر من ضبط النفس في حال حصول انتهاكات معزولة (للهدنة) وتجنب اي تصعيد". كما طالب الامين العام طرفي النزاع ب"تسهيل وصول المساعدات الانسانية بشكل عاجل الى كل مناطق اليمن" وكذلك اتاحة الوصول السريع والآمن لوكالات الاغاثة الانسانية الى الاشخاص الذين يحتاجون الى مساعدة. وتؤكد ارقام الاممالمتحدة ان المدنيين يشكلون اكثر من نصف 3700 شخص قتلوا خلال اربعة اشهر من النزاع. ونقلت ثلاث طائرات سعودية وطائرة اماراتية مساعدات الى اليمن منذ اعادة فتح مطار عدن الاربعاء. واكدت مصادر يمنية وبرنامج الاممالمتحدة للاغذية تخزين وتفريغ الاف الاطنان من المواد الغذائية والطبية والادوية. وتم توزيع جزء بسيط من المساعدات في بعض احياء عدن لكن الوصول الى المحافظات الاخرى لا يزال صعبا وخطرا بسبب الانتشار الكثيف للمسلحين. وافادت وكالة سبأ التي تديرها الحكومة من مقرها المؤقت في العاصمة السعودية الرياض، ان السلطات المحلية عقدت الاحد اجتماعا مع منسق الاممالمتحدة للشؤون الانسانية يوهانس فان در كلاف الذي يزور عدن للاطلاع على احتياجات البلاد. من جهته، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في صنعاءعدنان حزام ان هدنة مدتها خمسة ايام "ليست كافية لتلبية الحاجات الانسانية" معربا عن الامل في التوصل الى هدنة يحترمها المتحاربون.