تبين من خلال مشاهد الكلمة الأخيرة التي القاها المخلوع والتي وصفها بالصغيرة والمختصرة مدى الاضطراب النفسي الذي وصل اليه حيث تبين كم هو مضطرب ومشوش التفكير وكم هو متوتر وخائف ويائس وعاجز حتى عن تقييم الواقع المحيط به وهو ما يعني باختصار انه لم يعد قادرا على اتخاذ القرار المناسب ولم يعد مؤهلا لأي نوع من الزعامة لأنه ببساطة لم يعد قادرا حتى على السيطرة على تفكيره ومشاعره وسلوكه. - اضطراب التفكير: - اضطراب محتوى التفكير (الأوهام): أوهام العظمة ترددت ضمائر العظمة في كلمته من مثل "نحن" "احنا" و "قلنا" اكثر من 65 مرة في خطابه وذكر اسمه صراحة مفتخرا بنفسه وبما فعله مرتين على الأقل مثل: "علي عبدالله صالح قد رتب حاله من وقت مبكر". حيث بدأ في خطابه وكأنه صاحب القرار وكأن بيده مقاليد الحكم وأدوات القوة وكأنه هو من يمنح صكوك الشرعية والمشروعية للأخرين و ظهرت علامات جنون العظمة كذلك في معرض حديثه عن شرعية هادي "أعلنا اليوم وبعد اليوم لا شرعية لهادي" "جاء له تمديد من حوار موفينبيك لمدة سنة اذا اجزناها .. والا هي لا تجوز" ونسي أنه لم يعد يسيطر حتى على صنعاء نفسها ونسي كذلك انه لم تعد له أي صفة شرعية محليا واقليميا ودوليا الا عند بعض اتباعه الموالين له والمتعصبين لشخصه او الخائفين على زوال مصالحهم من بعده بعد أن ثار عليه الشعب في 11 فبرير ولا يزال و تخلى عنه اثر ذلك معظم قادة حزبه و رموز حكمه. ومن علامات أوهام العظمة ايضا ازدراءه الشديد للآخرين وتسفيهه لهم كما قال مخاطبا الرئيس هادي "سأحاول ان اكون متحفظا لا اقول كلمات نابية .. يبدو ان عندك حلل فني في رأسك ..وخلل فني في يدك وجيبك ... أنت مستأجر .. ألا تستحي" أوهام الاضطهاد: وفيه يعتقد أنه بريء وطيب وليس له أي ذنب وليس له أي دور فيما يحدث لليمن من نكبات وللشعب اليمني من كوارث وكل ما يحدث ما هو الا استهداف ومؤامرات ضده من قبل الآخرين أفرادا وتنظيمات ودول. حيث ترددت الضمائر والاسماء المتعلقة بالآخرين من مثل :يعتقدوا, يريدوا .. يتهمون ..هم المعتدين ..اعتدوا ..يهاجمون ..الخ أكثر من سبعين مرة وذكر السعودية بالاسم على الأقل 25 مرة وذكر هادي بالاسم 8 مرات على الأقل ام الضمائر المتعلقة به فقد ذكرت 42 مرة على الأقل الاسقاط: وفيه يتم تجاهل العلاقة بين السبب والمسبب بل ربما يتم عكسه فما كان هو السبب فيه يقوم بتحميله للآخرين وما يتصف او يفكر هو فيه يتهم الاخرين به الاخرين. فالتحالف العربي بقيادة السعودية مثلا يريد حربا أهلية في اليمن، والرئيس هادي يريد أن يكون حاكما على دماء 25 الف شهيد وجريح وبعد أن دمر الشجر والحجر. ويقول له " يبدو أن في رأسك خلل فني .. وخلل فني في يدك وجيبك لاستلام المبالغ المالية ..ويصفه بأنه شخص مستأجر. وبأنه لا يستحي وليس لديه أدنى احساس بمعاناة شعبه وضحاياه .." فأي الرئيسين أحق بهذه الصفات ان كنتم صادقون . كما يصف المعارضين بأنهم مرتزقة ومنتفعين وأصحاب مصالح ... وهو بهذه الطريقة لا يعبر ال عما يريده هو من اشعال حرب اهلية اذا لم يتمكن من البقاء في الحكم وعن صفاته المشهورة التي يتهم به هادي وبقية معارضيه . أوهام الغيرة القاتلة: وقد ظهر ذلك جليا من خلال تعبيراته اللفظية وغير اللفظية تجاه الرئيس هادي اضطراب الهوية حيث يفقد التفريق بين العدو والصديق فما هو صديق يعتبره عدو وما هو عدو يعتبره صديق وفيه تصبح هويته الوطنية مضطربة اضطرابا شديدا لدرجة أنه يرفض هويته العربية و بيئته الوطنية ومحيطه الاقليمي التي جاءت به ورعته وأوصلته الى ما وصل اليه ثم يقوم في النهاية بالتنكر لكل ذلك والانقلاب على كل عرى التواصل بينه وبين أسرته المحلية والاقليمية والعربية حتى أنه يقوم بموالاة أعداءه الذين يتربصون به الدوائر ويحيكون ضده المؤامرات حتى يوشك أن يسقط بين أيديهم دون وعي ولا ادراك ويقوم بالمفابل بمحاربة اهله واصدقاءه والداعمين له والحريصين عليه. ضعف تقديره للواقع او انكاره له وقد تبين ذلك من خلال حديثه عن نفسه وحديثه عن الآخرين وعن الوقع العسكري والأمني والسياسي الذي يحدث ذكر ان الهزائم تلاحق قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المدعومين من التحالف العربي يوميا وخاصة في تعز والجوف ومأرب وحجة وهي المحافظات التي يثبت واقعها عكس ما يقول كما تجاهل الهزائم التي حدثت له ولقواته في عموم المحافظات الجنوبية اضطراب عملية التفكير حيث تبين ان هناك خللا واضحا ليس فقط في محتوى التفكير بل في عملية التفكير ذاتها وذلك كما بدا من خلال: - ضعف ترابط الافكار: الافتقار الى التماسك المفترض بين الجمل والأفكار التي يريد أن يوصلها الى الاخرين حيث بدت الجمل والأفكار التي تحدث عنها مشتتة وغير متماسكة وغير مترابطة وظل يتنقل من جملة الى أخرى ومن فكرة الى فكرة وبدت كلمته وكانه ليس هناك رابط طبيعي او تسلسل موضوعي بين كلماتها وجملها وأفكارها التي تهدف اليها. ومن يريد ان يطلع على ذلك فليقرأ كلمته مرة أخرى وسيجد مدى التشتت وعدم الاتساق والترابط بين الجمل والافكار فلا يكاد يبدأ بالحديث عن فكرة حتى يبدأ بطرح فكرة جديدة قبل أن ينتهي من اكمال الفكرة السابقة. بل ربما يأتي بالفكرة ونقيضها في جملة واحدة وهذا الخلل قد يعكس مدى الخلل الذي يعتري تفكير الرجل فالمهمة الجوهرية للتفكير هو ربط الكلمات والجمل في فكرة واحدة ذات معنى او هدف يريد المتحدث ان يوصله الى الاخرين وليقرأ أحدكم الفقرة التالية ليتبين مدى التشتت وعدم الترابط بين الكلمات والجمل والافكار حتى كأنك تتابع كلمات متقاطعة حيث يصل التشتت وعدم الترابط في حديثه أحيانا الى حد التناقض : "مادام ولدينا دم في أجفان عيوننا وفي أصابع أيدينا وأرجلنا لن نتأقلم نعم أنا اعرف لن تدخلوا لارض اليمن ولا بجندي سعودي ولكن انتم تعتمدوا على مالكم واسلحتكم تجيبوها للعناصر اليمنية انا الان اسحب كلامي مش مرتزقة منتفعين وادعوا هؤلاء المنتفعين ياتوا للجوار تعالوا انتو رفاقنا وابنائنا واخواننا تعالوا نتحاور احنا وانتو اذا الأمر بأيديكم لكن الامر مش بايديكم ولا بايادي عبد ربه منصور هادي ولا بيد السعودية بيد امريكا واسرائيل ليس بايديكم اما اذا لم يكن بايديكم تعالوا ولماذا لا نستخدم التكنولوجيا اليمنية العظيمة من سنة 62 الى 70 مابين الكر والفر ....... " فقر محتوى التفكير: تبين كذلك من كلمته انه لم يعد لديه قدرة حقيقية على حل المشكلات او اقتراح البدائل اضافة الى افتقاده الى الكفاءة في ادارة مفاوضات أو حوار والخروج بحلول وسط ترضي جميع الاطراف حيث لم يطرح غير الرأي المتحجر الذي يسكنه وهو رفض كل الحلول التي توصل اليها الشعب اليمني والمتمثلة في مخرجات الحوار الوطني و الاصرار على الهدف الذي يسعى اليه وهو العودة الى الحكم بأي ثمن وبكل الوسائل اضطراب المشاعر والانفعالات: وتبين ذلك من خلال متابعة تعبيراته اللفظية و الجسدية (غير اللفظية): حيث تبين مدى ما يعانيه الرجل من كراهية وحقد وغل على الاخرين الذين كانوا سببا في الثورة عليه والذين ساعدوهم في اسقاط حكمه وتمثل ذلك من خلال حديثه عن ثورة 11 فبرابر والمحتفلين بها وكذلك من خلال حديثه عن الرئيس هادي والمعارضة ومجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن الدولي. التبلد العاطفي: تجاه معاناة شعبه و المخاطر التي يتعرض لها أبناء بلده حاضرا ومستقبلا من جراء هذه الحرب واستمرارها فقد أظهر في كلمته أنه مستعد من أجل استعادته للحكم ان يحارب 11 عاما أخرى بالرغم من أنه ينتقد الرئيس هادي بأنه يريد أن يكون حاكما على دماء 26 الف شهيد وجريح. وتجاهل كذلك مأساة تعز التي كان هو سببها الرئيسي, بل اظهر استخفافه حتى بجنوده وبأرواحهم عندما وجههم بالتقدم الى الأمام اذا احتاجوا الى عتاد يدافعون به عن حكمه دون انى اعتبار لما يمكن ان يتعرضون له من مخاطر على حياتهم اذا هم صدقوا اوهامه وتعليماته كما بدا من مظهره وملامح وجهه وتعبيراته الجسدية و من خلال حساسيته المفرطة التي ابداها تجاه ثورة فبراير والرئيس هادي مدى اليأس الذي يحيط به ومدى انهيار ثقته بنفسه ومدى شعوره بالنقص والعجز وقلة الشأن. كما تبين ايضا مدى الخوف الذي يسكنه والرعب الذي يسيطر عليه من الحوثين ومن المقاومة ومن السعودية وذلك من خلال سحبه لاتهامه الذي اتهم به الحوثيين بالاحتفال بثورة 11 فبراير عندما عزى الاحتفال للمتحوثين. وكذلك من خلال محاولته تخفيف نبرة اتهامه للمقاومة من مرتزقة الى منتفعين بعد أن وصل الى مسامعه ضرب أقدامهم في نهم وكذلك من خلال محاولاته المتكررة لاسترضاء السعودية.