نسخة قديمة ونادرة من التوراة يرجع عمرها إلى 800 عام مكتوبة على جلود حيوان، وتم حفظها طوال مئات السنين؛ كانت الدافع الرئيس وراء تهريب إسرائيل لآخر مجموعة مكونة من 17 يهوديًا مساء أمس، وليس الحرب الدائرة هناك، كما تزعم إسرائيل، لأنه من المعلوم أن كل يهودي يمني يستطيع قراءة التوراة بالنطق والنغم الصحيح من دون إغفال أي تفصيل؛ لأنهم يُعلمون أطفالهم قراءة وترتيل التوراة من سن مبكرة للغاية من دون الحاجة إلى حروف التشكيل. ولا يوجد في الدستور اليمني ما يمنع اليهود من المشاركة السياسية والاجتماعية، وقد طلب عدد من اليهود بإدراج قضاياهم في مؤتمر الحوار الوطني اليمني كونهم مكوّنًا وجزءًا قديمًا من البلاد، وتعويضهم الانتهاكات التي تعرضوا لها من جماعة الحوثيين من تهجير قسري، وأن يحظوا بكامل حقوق المواطنة. "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام".. شعار الحوثيين الذين أطلقوه، دفع غالبية اليهود في السنوات الأخيرة للرحيل عن المناطق الجبلية في شمال اليمن التي ظلوا يعيشون فيها منذ مئات السنين مع المسلمين الشيعة، غير أن الخلافات السياسية بلغت ذروتها بدخول مقاتلي الحوثيين العاصمة صنعاء، وأصبح يهود اليمن يفكرون في الخروج نهائيًا من البلاد، وهذا ما حدث إذ لم يتبقَ في اليمن إلا بضع عائلات من الطائفة اليهودية القديمة. وبدءًا من عامي 1950 - 1949 تم نقل أبناء الجالية اليهودية اليمنية عن طريق الجو إلى إسرائيل عبر "عملية البساط السحري"، ومنعت الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1962 من نقل بقية الأبناء الذين بقوا في اليمن من مغادرة البلاد، وبحلول عام 2005 كان هناك أقل من 200 يهودي باليمن. وفي 15 أغسطس 2013 تم تهجير 20 يهوديًا من اليمن بطريقة سرية إلى إسرائيل، وترفض المنظمة اليهودية العالمية الإفصاح عن طرقهم "السرية" لتهجيرهم؛ ولكنها كشفت أن تردي الوضع الأمني باليمن دفع بخمسين يهوديًا على الأقل إلى الهجرة، وقبل بضعة أعوام كان عدد اليهود يتراوح بين 200 و300 فرد مقارنة مع عدد السكان البالغ 19 مليون نسمة حتى عام 1949، كان عدد أفراد الطائفة اليهودية يتجاوز 40 ألفًا. وعلى رغم الصعوبات والمخاطر التي كانت محيطة بيهود اليمن؛ إلا أن عددًا من اليهود الباقين رفضوا الهجرة إلى إسرائيل مفضلين البقاء في صنعاء، وبدأت الهجرة تزيد بعد الجهود التي بذلتها المنظمة الصهيونية العالمية لإقناع اليهود في اليمن بالرحيل، مستغلين الأوضاع السيئة التي كانوا يعيشونها، وكانوا يقولون لليهود إن جدران أورشليم تقطر عسلًا. وكان قد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء امس الإثنين اليهود الذين قدموا إلى إسرائيل ليلة أمس بعملية سرية من اليمن في صفقة تمت مع ميليشيات الحوثي. وبحسب زعم المتحدث باسم حكومة الاحتلال الصهيوني عوفر جندلمان أن اليهود اليمنيين جلبوا معهم كتاب توراة كتب في اليمن قبل 800 عام وقرأ نتنياهو مع أحد الأطفال الذين قدموا من اليمن في هذا الكتاب المقدس. وقال نتنياهو: "أهلا وسهلا بكم في أرض إسرائيل. يسرني جدا أن أراكم هنا ومعرفتكم قراءة التوراة مؤثرة كثيرا للعواطف. هذا هو الأساس. فكرنا خلال سنوات طويلة كيف يمكن جلبكم إلى إسرائيل وبعون الله نجحنا في ذلك". وبحسب جندلمان أنه تم جلب 17 يهوديا يمنيا إلى إسرائيل، وينتمي القادمون الجدد إلى إحدى أقدم الجاليات اليهودية في اليمن، وضمن هذه المجموعة يأتي 12 يهوديا من مدينة ريدة وأحدهم حاخام وسبعة منهم هم أطفال. وكانت قد كشفت مصادر يمنية عن دور خفي لعبته جهات رسمية أمريكية في الصفقة التي تمت بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وميليشيات الحوثي في اليمن، مقابل السماح بمغادرة مجموعة من يهود اليمن لنقلهم إلى "تل أبيب". وقالت المصادر، إن نقل يهود اليمن الذين سمحت ميليشيات الحوثي بالإفراج عنهم تم مقابل صفقة تسليح ضخمة من الجانب الإسرائيلي في عملية تسليم وتسلم على طريقة عصابات التهريب. وبحسب المعلومات التي تداولتها الإعلام والقنوات الإسرائيلية، فإن عدد اليهود الذي جرى نقلهم بلغ 17 شخصًا من بينهم الحاخام سليمان دهاري وعائلته، مهربًا معه كتاب توراة قديم يعود إلى نحو 800 عام.