انحسرت آمال وتطلعات الكثير من اليمنيين في إمكانية نجاح المفاوضات بين الحكومة الشرعية والانقلابيين المنعقدة في الكويت بالتوصل لتسوية سياسية تنهي الحرب المتصاعدة في البلاد منذ أكثر من عام. وتراجع اهتمام العديد من الأوساط الشعبية في اليمنبمتابعة يوميات المفاوضات التي لم تسفر منذ انطلاقها في الكويت عن نتائج تبعث على التفاؤل وتحد من سقف التشاؤم الشعبي حيال فرضية التزام الانقلابيين بالتهدئة والدفع بالحل السياسي إلى الواجهة. واعتبرت الناشطة الاجتماعية بتعزابتسام عبد السلام المقطري أن تصعيد الانقلابيين للخروق المتعمدة لاتفاق وقف إطلاق النار في معظم المحافظات والمناطق التي تحولت إلى جبهات قتال مفتوحة أسهم والى حد كبير في تراجع سقف التفاؤل الشعبي في إمكانية وفرص التوصل لتسوية سياسية عبر طاولة الحوار والمفاوضات في قصر بيان بالكويت. وأشارت المقطري إلى أن الاعتقاد السائد لدى معظم اليمنيين أن الانقلابيين أوفدوا ممثلين لهم إلى مفاوضات الكويت لمجرد كسب الوقت لترتيب صفوف مقاتليهم واستئناف القتال العبثي، مشيرة إلى أن التصعيد القائم والمستمر من قبلهم في مختلف المحافظات بدد الآمال الشعبية التي علقت على المفاوضات ونتائجها المنشودة. من جهته اتهم الناشط السياسي بصنعاء عبدالكريم أحمد الجماعي الانقلابيين بالسعي إلى إفشال مفاوضات الكويت وتبديد التطلعات المعقودة على فرص السلام. ولفت إلى أن انعدام النوايا المبيتة بإحلال السلام لدى الانقلابيين وإنهاء الانقلاب والحرب عزز من حالة الإحباط الجماعي في إمكانية التوصل لحل سياسي في مفاوضات الكويت. وحمّل الناشط السياسي بالحديدة وأحد قيادات المقاومة الشعبية بتهامة عبدالرحمن ناصر عطا في تصريح ل«الخليج» مسؤولية فشل مفاوضات الكويت، للانقلابيين، لأنهم لا نية لديهم للسلام ولا يتعاطون بجدية مع استحقاقات التسوية السياسية. وقال عطا «الانقلابيون لا يكترثون بإحلال السلام في اليمن، من دمر اليمن خلال عام واحد وأشعل الحروب العبثية في كل المحافظات لا يمكن التعويل عليه في التوصل لتسوية سياسية بالنسبة لنا في المقاومة.. أصابعنا على الزناد إن عادوا للقتال سنعود». في غضون ذلك، رصدت المقاومة الشعبية في محافظة تعزإصابة 8 من أفراد المقاومة والجيش الوطني، جراء هجمات شنتها ميليشيات الحوثي وصالح على مواقع الجيش والمقاومة، فيما أحاط رئيس لجنة وقف إطلاق النار في تعز عبدالكريم شيبان، برسالة، المبعوث الأممي لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، «أنه منذ التوقيع على وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي في تعز، لم تلتزم الميليشيات ببنود الاتفاق». وأحبطت قوات من المقاومة الشعبية والجيش الوطني محاولة تسلل لعناصر من الميليشيات، حاولت التسلل تحت غطاء ناري إلى معسكر اللواء 35 بالمطار القديم غرب تعز. كما استمرت الميليشيات بقصف منطقتي نجد السلف والقطعة في حيفان جنوبتعز من مواقعها في الريامي والجزب. وتعرضت أحياء الشماسي، والصفاء، وثعبات، والدمغة، وقرية الديم، في منطقة صبر، إلى قصف بالمدفعية ومضاد الطيران والدبابات. وتحدثت مصادر محلية عن تعزيزات للميليشيات شوهدت في منطقة النجد الأحمر، قادمة من محافظة اب. وقال رئيس لجنة وقف إطلاق النار في تعز عبدالكريم شيبان في إحاطة منه إلى المبعوث الأممي ولد الشيخ إن الميليشيات كثفت من هجماتها ومن وتيرة قصفها على الأحياء السكنية مع استمرارها في فرض الحصار على المدينة وعدم فتحها لأي من منافذها. وناشد شيبان، المبعوث الأممي بضرورة سرعة إنهاء معاناة أبناء تعز، وإيقاف نزيف الدم الذي لن يتم إلا بتكليف مراقبين من الأممالمتحدة يشرفون على وقف إطلاق النار وفتح الطرقات والمنافذ إلى المدينة والأرياف.