يبدو أن الخيارات الأصعب في مرحلة الأزمة اليمنية دبت طريقها بعد انسداد الحل السياسي برفض مبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن التي قدمها لطرفي الانقلاب في صنعاء قبل أن يرفض الرئيس هادي وحكومته استلامها مطلع الأسبوع الجاري في الرياض . وتزامناً مع عرض " ولد الشيخ " مبادرته على الطرفين يجري حراكاً دبلوماسياً غير مسبوقاً في الرياض بهدف التوصل إلى اتفاق سياسي ينهي الأزمة اليمنية . ويتواجد في الرياض سفراء الدول ال " 18 " الراعية للمبادرة الخليجية منذ 2012 حيث يعقدون لقاءات مكثفة منذ منتصف الشهر الماضي يتخللها لقاءات مع الرئيس هادي بشكل انفرادي إضافة إلى لقاءات متكررة مع نائب رئيس الجمهورية وأطراف خليجية . يضاف إلى أكثر من لقاء عقده كلاً من سفير ألمانيا والصين وروسيا مع طرفي الانقلاب في سلطنة عمان أيام إقامتهم هناك . وتعيش الشرعية اليمنية بشقيها السياسي والعسكري مايشبه الاستنفار للظهور بحالة أقوى بعد رفض مبادرة ولد الشيخ في اجتماع مع الرئيس هادي بحضور نائبه ورئيس الوزراء ووزير الخارجية فيما يشبه الرفض القاطع لأي مبادرة تتجاوز إنهاء الانقلاب . ويؤكد مصدر دبلوماسي في الحكومة اليمنية في تصريح خص به " المشهد اليمني " أن الرئيس هادي ونائبه ورئيس الحكومة يستقبلون على مدار اليوم الواحد أكثر من سفير بين مؤيد ومعارض , إلا أن الجميع يدعوا إلى سرعة إيقاف الحرب . ويقول أحد مستشاري الرئيس هادي في تصريح ل " جلف نيوز " الإنجليزية " إن هناك ضغوطاً من بعض الدول لقبول الخطة التي قدمها ولد الشيخ لكن الرئيس وحكومته لن تنحني للضغوط بالموافقة خطة تكافئ الانقلابيين". من جهته يقول سفير روسيا لدى السعودية " أن الأطراف اليمنية لا تجد الحلول السياسية والسلمية لذلك فإن موسكو تدعم جهود إسماعيل ولد الشيخ أحمد للوصول إلى الحل المنشود , في إشارة إلى دعم خطته الأخيرة التي رفضها الرئيس هادي والحوثيون بشكل مبطن . و أكد أوزبروف في تصريح نقلته وكالة " سبوتنيك " الروسية " أن الرياض تعتبر مركزا رئيسيا للنشاط الدبلوماسي المتعلقة بجهود التسوية اليمنية، مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المتمركز بشكل دائم في المدينة. وأضاف في الحديث " أن نحو 18 السفراء يعملون هنا، هناك منصة ممتازة لاتصالات دبلوماسية ومناقشة آفاق التسوية السياسية مضيفاً أن المملكة العربية السعودية تؤيد مشاركة روسيا في عملية التسوية. وبين هذا وذاك لم يبدي الطرف الخليجي أي رد حتى اللحظة على مبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن عدا قول وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية " أنو قرقاش " الذي قال " أن بلاده تدعم خطة " ولد الشيخ " الأخيرة . يشار إلى أن رد " قرقاش " جاء قبل رفض الرئيس هادي والحكومة مبادرة " ولد الشيخ , حيث لم يصدر أي تعليق إماراتي آخر حتى اللحظة . ويقول محللون " أن مادفع " قرقاش " للإعلان عن دعم الإمارات لمبادرة " ولد الشيخ " هو ورود اسم نائب رئيس الجمهورية في مقدمة المبادرة بعنوان " استقالة فورية لنائب الرئيس الحالي وهو الأمر الذي قد ترغب فيه الإمارات إضافة إلى مايشبه الاحتمال أن نائب الرئيس السابق " خالد بحاح " قد يكون هو البديل بموافقة الحوثيين وصالح . وطار رئيس الوزراء السابق فور إعلان رفض الحكومة مبادرة ولد الشيخ إلى ألمانيا في زيارة قال أنها ستشمل عواصم أوروبية للدفع بالعملية السياسية في اليمن إلى الأمام وتجاوز الأخطاء السابقة على حد وصفه . ويتبين تشدد الحكومة اليمنية والرئيس هادي على رفض مبادرة " ولد الشيخ " تصريح رئيس هيئة الأركان العامة أمس الإثنين الذي قال " أن قوات الجيش والمقاومة عازمة على الدخول إلى صنعاء ولن يقبلون بأقل من إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة . من ناحية أخرى أفاد مصدر حكومي رفيع في تصريح ل " المشهد اليمني " أن الحكومة اليمنية رفعت دعوات للسلطات المحلية في المحافظات المحررة بدعوة المواطنين إلى مظاهرات حاشدة ترفض مبادرة " ولد الشيخ " الأخيرة . على الصعيد ذاته " ناقشت اللجنة الأمنية بمحافظة المهرة مساء اليوم في اجتماعا مشتركا مع السلطة المحلية والأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني بالمحافظة برئاسة المحافظ محمد عبدالله كده ، التطورات السياسية والأمنية الجارية على مستوى الوطن في ظل تعنت الانقلابيين وعدم التزامهم بقرارات الشرعية الدولية لإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية. وناقش الاجتماع حسب وكالة " سبأ " التحضيرات لإقامة مهرجان جماهيري وخطابي حاشد وتسيير مسيرة شعبية في المحافظة لتجديد الدعم والتأييد الشعبي للشرعية الدستورية وللرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ورفضا لخارطة الطريق الأممية التي انحرفت عن مسارها الصحيح لحل الأزمة اليمنية وفق المرجعيات الدولية الثلاث. وتبقى أسئلة مفتوحة من سيقوى على الأخر ,,, الحراك الدبلوماسي الكثيف في الرياض بالقبول بمبادرة " ولد الشيخ " ولو بتعديل صوري أم خيارات الشرعية بالدفع العسكري في الميدان من جهة والمظاهرات المؤيدة لرفض المبادرة من جهة أخرى ؟