نشر عبدالله راجح اليهري، صهر القيادي في الحراك الجنوبي حسن باعوم صورة تجمعه بممثلين عن المعهد الأوروبي للسلام، في اجتماع عقده مع الحوثيين في سلطنة عمان يوم أمس الخميس. ويأتي هذا الاجتماع بين فصيل من الحراك الجنوبي والحوثيين ليمثل استفزازاً وتحدياً لمشاعر الجنوبيين الذين عانوا قبل عام من اجتياح المليشيا لمدن الجنوباليمني، ما تسبب في مقتل وإصابة الآلاف وتدمير واسع للبنية التحتية. وكان عدد من المنتمين الى فصيل حراك حسن باعوم قد سافروا الى صلالة، منهم زهرة صالح فيما قاطعت كل القيادات الوطنية الجنوبية هذا اللقاء .
واحتضنت مدينة “صلالة” العمانية اللقاء الذي ضم وفدا من التيار الذي يتهم بقربه من إيران في الحراك الجنوبي وآخر حوثيا برعاية منظمة أوروبية، ما يعكس رغبة طهران في توظيف الحراك لخدمة أجندتها.
وقالت مصادر مطلعة إن الفعالية التي نظمها المعهد الأوروبي للسلام، كان مقررا أن تنعقد في بيروت برعاية حزب الله، غير أن القائمين عليها اضطروا إلى تغيير مكان انعقادها خوفا من الانتقادات التي قد توجه إليها.
ولتسهيل مشاركة أكبر عدد من كوادر الحراك الجنوبي فيها حاول المنظمون عقدها في القاهرة وهو الأمر الذي تعثر، لتنقل في نهاية المطاف إلى “صلالة” تحت لافتة المنظمة الأوروبية عبر عناصر تابعة لحزب الله تعمل في منظمات المجتمع المدني.
وفي هذا السياق نقلت صحيفة " العرب " عن الصحفي اليمني انيس منصور قوله إن الفعالية التي تستمر لمدة خمسة أيام، يحضرها 23 مشاركا من كل المحافظاتالجنوبية عدا محافظة “المهرة”، لافتا إلى أن معظم مكونات الحراك الجنوبي رفضت المشاركة في هذه الفعالية المثيرة للجدل وأن جناح القيادي الجنوبي المقيم في بيروت والمقرب من حزب الله، حسن باعوم هو الذي أرسل ممثليه إلى صلالة.
وأضاف الصبيحي أن معظم القيادات والنشطاء الجنوبيين يعتبرون مثل هذه الفعاليات تخدم أجندة الحوثيين، وأنها تأتي في سياق إثارة الفوضى في جنوباليمن ومن ذلك محاولة هذا التيار التحضير مؤخرا لفعالية شغب في المكلا بحضرموت والتي أجهضتها قوات النخبة الحضرمية.
وأشار الصبيحي إلى أن إيران مازالت تعمل وبقوة في جنوباليمن وعبر هذه العناصر بشكل كبير من خلال ضخ الأموال لإقامة العديد من الأنشطة بعضها محلي على مستوى المحافظات وبعضها إقليمي بهدف اختطاف صوت الحراك الجنوبي الحقيقي المناهض للمشروع الإيراني.
وقالت مصادر سياسية يمنية إن إيران تعمل على فصل الملف الجنوبي من خلال توجيه رسائل بأن الفرصة باتت مواتية للجنوبيين لإعلان دولتهم في حال تخلصوا من شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وهو الأمر الذي يتبناه بالدرجة الأولى التيار المقرب من إيران وحزب الله.
وكان هذا التيار يلاقي صدى كبيرا لدى الشارع الجنوبي الغاضب، غير أن اجتياح ميليشيا الحوثي للمحافظات الجنوبية في مارس 2015 غير من مزاج الشارع الجنوبي الذي بات يعتبر الحوثيين العدو الأول.