القبول بمبدأ الإقليمين في الجنوب، وفي المرحلة الثانية "اندماج" يُقرِّه اجتماع مشترك لبرلماني الإقليمين ،،، وفقاً لمقاربة قيادي بارز وقريب من إدارة الاتصالات وبلورة التقاربات والتحالف الناجز، تعتمد قوى الحراك الجنوبي في تعاطيها مع الرئاسة والسلطة المركزية في صنعاء وتحالفها المعلن مؤخراً بصورة رسمية من الجانبين، على "استراتيجية المراحل" وتأخذ ب "تقسيط الأهداف" في الطريق إلى تحقيق الهدف النهائي (استعادة الدولة)، مروراً بمرحلة وسط تتبنى القبول العلني سياسياً، وأمام الرعاة بشكل الأقاليم التي أعلنتها السلطات الرسمية كنظام فيدرالي لليمن من 6 أقاليم، 2 منها في الجنوب و4 في الشمال. وكانت أعلنت الشهر الماضي، جبهة جديدة للحراك الجنوبي، برئاسة رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين ومؤسس الحراك، العميد ناصر النوبة، دعمها وتأييدها لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ومخرجات الحوار الوطني ونظام الأقاليم. فيما قال أمين سر الحراك الجنوبي السلمي فؤاد راشد: إن الجبهة التي أسسها العميد ناصر النوبة، تمت دون علمهم ولا تربطهم بها أية صلة. وأكد في الوقت ذاته، احترام شخص العميد ناصر النوبة، واعتبر الحراك الذي يقوده اجتهاداً شخصياً يخصه وحده. وفي حديث مع "المنتصف" أوضح سياسي وقيادي بارز في الحراك الجنوبي، أن مفاوضات واتصالات مكثفة طوال أشهر شملت قيادات جنوبية وتكتلات حركية وسياسيين بارزين في واجهة القضية الجنوبية، سواءً في الخارج أو في الداخل وعلى الأرض، أثمرت أخيراً توافقاً ناجزاً كان وراء التقارب الكبير والتصريحات التصالحية باتجاه التقاء في منتصف الطريق مع خيارات الرئاسة والمتمثلة في تبني وقبول ما يقدم في الخطاب العام والإعلام كخطوط عريضة وأبرزها مخرجات الحوار ونظام الأقاليم، في المرحلة الأولى. وكان هذا أهم منطلق لإقرار طبيعة ومحتوى التقارب المعلن مع التحفظ على تفاصيل مهمة تتعلق بما بعده أو المرحلة اللاحقة. ونقل عن أوساط جبهة وتكتل النوبة والحاضرين في اللقاء مع الرئيس هادي الشهر الماضي، أن اتصالات ومشاورات مُسبقة للتنسيق وبلورة الصيغة الجديدة والمتفقة للتحالف المبرم، تكفلت بضم وضمان موافقة ومباركة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العطاس وأوساط الرئيس علي ناصر محمد، وعلى الأقل فإن الرئيس علي سالم البيض لم أو لن يمانع بموقف علني في هذه المرحلة مع استمرار التواصل لانتزاع موافقة نهائية منه لصالح التكتل العريض الذي يتبنى الهدف نفسه مع مراعاة الاعتبارات والظروف التي تقتضي الأخذ بالمرحلية وتقسيط خطوات استهداف الوصول للغاية الأخيرة. وصدرت في السياق تصريحات منفتحة من قبل العطاس الذي بات يفكر جدياً بالعودة في ضوء المعطيات سالفة الذكر، إضافة إلى عرض متداول منذ أسابيع بتوليه منصب رئيس الحكومة الجديدة. طبقاً للمصدر والقيادي نفسه في الحراك ل"المنتصف"، قيل هذا وطرح بوضوح في لقاء جمع النوبة والحاضرين معه بالرئيس هادي الشهر الماضي: "القبول أولاً بمبدأ الأقاليم والمخرجات على أساس إقليمين في الجنوب. وفي المرحلة الثانية يجتمع برلمانا الإقليمين ويقرا مبدأ الاندماج في إقليم واحد، ويكون هذا منطلقاً لاستعادة الدولة الجنوبية دون معوقات تنتصب الآن في وجه الهدف الذي يتبناه علناً البيض وقطاع واسع - تيار البيض- في أوساط الحراك الجنوبي". وفي 20 يونيو الماضي أعلنت جبهة جديدة للحراك، برئاسة العميد ناصر النوبة، دعمها وتأييدها لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ومخرجات الحوار الوطني، عطفاً على مشاورات مع مساعد المبعوث الأممي إلى اليمن لشؤون القضية الجنوبية مارتين جييه، ورئيس بعثة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اليمن السفير سعد العريفي. بحسب ما نشرت وكالة سبأ الرسمية يومها. مضيفة: "وأكد الجنوبيون الوقوف صفاً واحداً إلى جانب الرئيس هادي خلال المرحلة الراهنة وأن الصف الجنوبي متحد، مشددين على أن مخرجات الحوار الوطني تعد الوثيقة المهمة والمحورية لإخراج اليمن عموماً والقضية الجنوبية على وجه الخصوص، إلى بر الأمان". ونشرت صحيفة أخبارية يومية في الفترة نفسها تصريحاً للنوبة أشار فيه إلى أنه تم الاتفاق مع الرئيس على إجراءات و"تكتيك" سياسي في المرحلة المقبلة على صلة بمستقبل القضية الجنوبية. إعلامي وسياسي جنوبي من خارج الحراك مقيم في صنعاء قال ل"المنتصف": إن العميد النوبة يعني ما يقول تماماً. مشيراً إلى صيغة اتفاق سياسي قريبة من المقاربة السابقة نفسها (المرحلية وتقسيط الأهداف). وأكد أنه تابع واستمع من قيادات جنوبية وحراكية بارزة إلى معطيات مهمة مفادها أنه حتى علي سالم البيض أعطى موافقة أولية على الصيغة الجديدة كحل وسط بين الرفاق الأفرقاء حول محورية القضية الجنوبية وآليات العمل في ضوء الأهداف المعلنة.