لا تعتبر الطائرات دون طيار (drone) ظاهرة جديدة فكثيرا ما نسمع عنها كعرب في حرب اليمن ولا الصور الملتقطة ذاتيا بكاميرا الهاتف الجوال سيلفي selfie التي أصبحت رمزا للمواقع الاجتماعية. لكن ماذا لو تمّ جمع التقنيتين في مشروع واحد DRONIE، جمع بين كلمتي درون وسيلفي، ليس لتصوير المناطق العسكرية لكن لالتقاط مقاطع فيديو (6 ثوان) لأشخاص عاديين وتحميلها على المواقع الاجتماعية. وقد دشن تويتر لدروني حسابا رسميا ميزه بالعلامة الزرقاء مع انطلاق مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع الشهر الماضي الذي يعنى بتكريم المهنيين في مجال الاتصالات الإبداعية. ويقول خبراء إنها طريقة ذكية من تويتر للدعاية والإعلان عن منتوجه التغريد بالفيديو (فاين). بدأت القصة في منزل كبير على تلال غرونوبل (جنوب شرق فرنسا)، أين جلس عشرات المطورين الشباب وراء أجهزة الكمبيوتر للتعريف بمشروعهم. في 17 يوما، كانوا قد بدؤوا تشغيل المشروع الذي أطلقوا عليه DRONE HEXO+ يقول أنطوان لوفيل (34 عاما) مؤسس ورئيس الشركة "حققنا الهدف في 37 دقيقة، لم نكن نتوقع هذه السرعة". أكثر من 1800 شخص سجلوا طلبيات لشراء الطائرة التي يبلع ثمنها 600 دولار، 70 بالمئة منهم أميركيون و10 بالمئة فرنسيون رغم أنها لا تزال في مرحلة النموذج الأولي أو التجربة. زاد سحر الطائرة عن طريق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، قادها الفرنسي كزافييه دولورو، بطل العالم في التزلج على الجليد عامي 2003 و2007 الذي أكد "في العمل الرياضي، نحتاج هذه الثقافة.. صورة فائقة مبتكرة توفر إمكانية تصوير الحدث من زوايا مختلفة". الطائرة التي يمكن التحكّم في مسارها عبر تقنية "جي بي أس" أو ميزة تحديد المواقع تتبع المستخدم بشكل مستقل تسجل له إنجازاته الرياضية إن كان رياضيا أو خطواته على البساط الأحمر إن كان ممثلا أو حتى تحركاته العادية إن كان شخصا عاديا. استقطبت الطائرة المتزلجين، وهواة القفز بالمظلات وغيرها من الرياضات المتطرفة. ويقول معلق على تويتر "على الأرجح سنتمتع بالقفزة المقبلة". يذكر أنه أنشأ موقع متخصّص لتجميع صور "دراوني"، يحمل إسم "فيميو" Vimeo وبدأ بالعمل قبل أيام قليلة. ولا تتردّد الأميركية آلكسندرا داو، وهي صاحبة موقع "فيميو"، في القول بأنها هي من نَحَت مصطلح "دروني". وبمجرد أن انتشرت تلك الهواية، اندلع نقاش ضخم في أميركا مع انتقاله إلى أروقة الكونغرس وردهات المحكمة العليا في واشنطن محوره الحرية الشخصية وحقوقها. يقول بعضهم إنه نقاش "عقيم" سرعان ما سيهدأ وأنه يذكرهم بالنقاش الذي اندلع حين انتشرت كاميرا الخلوي حول الحق في التقاط الصور في مكان عام. في المقابل، يرى بعضهم أن صور "دروني" قفزة أخرى في مجال التوثيق البصري اللامتناهي للقرن ال21، الذي تفجّر مع انتشار التقنيّات الرقميّة. من تابع مونديال البرازيل 2014، يعرف ذلك الأمر بوضوح مع كميات الصور والأشرطة المتدفقة، ما جعل بعضهم يتساءل هل يمكن تخيّل المونديال المقبل في روسيا في ظل استخدام جمهور الملاعب لطائرات "درون" في التصوير؟ وماذا سيكون موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من ذلك الأمر، وهو الذي "يتصادم" مع الشبكات الاجتماعية إلى حد ما؟