بدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاثنين حملة دبلوماسية للتوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار في الصراع المتصاعد بين اسرائيل وحماس فيما اعترف مسؤولون امريكيون بأنها ستكون مهمة شاقة. وقتل أكثر من 500 شخص إثر القتال في قطاع غزة معظمهم فلسطينيون فيما واصلت اسرائيل هجومها الجوي والبري في محاولة لوقف الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس على اراضيها. وقال مسؤولون امريكيون إن كيري سيبدأ مشاوراته التي من المتوقع أن تشمل عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في مصر وربما في عواصم أخرى بالمنطقة ومع بان جي مون الامين العام للام المتحدة. ويعتزم كيري البقاء في مصر حتى صباح الأربعاء فيما لم يتحدد بعد موعد ختام جولته التي قد تشمل ايضا اجراء محادثات مع مسؤولين من قطر التي لها علاقات وثيقة مع حماس وتستضيف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة. وأكد مسؤولون امريكيون كبار للصحفيين فور وصول كيري الى القاهرة مدى ضخامة التحدي المتمثل في إنهاء مواجهات بين الجانبين في ضوء ان الحكومة الحالية في مصر ليست لها علاقات قوية مع حماس مثلما كان الوضع خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين. وقال مسؤول كبير في الخارجية الامريكية "هدفنا هو التوصل لوقف الاعمال القتالية بأسرع ما يمكن الا اننا لا نتوقع ان يكون امرا يسيرا. إنه موضوع معقد للغاية." ومن بين هذه التعقيدات عدم وجود اتصالات مباشرة بين الولاياتالمتحدة وحماس التي تعتبرها واشنطن منظمة ارهابية لذا فان معظم الجهود ستجري من خلال وسطاء منهم مصر وقطر. وكانت قطر من الجهات الداعمة بقوة لحكومة مرسي التي أطاح بها الجيش. وقال مسؤول امريكي "نعتقد ان جهود التوصل لوقف لاطلاق النار هذه المرة ستكون على نحو ما أكثر تعقيدا مما كان عليه الحال عام 2012." واضاف "المنطقة أكثر انقساما الآن مما كانت عليه من قبل" مشيرا الى "العلاقات المعقدة" لهذه الدول التي يعتقد ان لديها قدرا من النفوذ على حماس. وفيما لم يحدد اسماء تلك الدول يعتقد على نطاق واسع انهما مصر وقطر. وادى انعدام الثقة بين مصر وحماس الى تعقيد الجهود الرامية الى وقف سفك الدماء في غزة حيث قتل 536 مدنيا فلسطينين منهم 100 طفل تقريبا وذلك حسب تقديرات مسؤولي الصحة بغزة. وقالت اسرائيل إن 25 من جنودها قتلوا الى جانب مدنيين اثنين. وقال مسؤول مصري دون ان يورد تفاصيل "مصر لا تعارض في اضافة بعض شروط حماس شريطة موافقة جميع الاطراف المعنية." ومن بين شروط حماس رفع الحصار الاسرائيلي والمصري على قطاع غزة والافراج عن بضع مئات من الفلسطينين الذين اعتقلتهم اسرائيل الشهر الماضي اثناء عمليات البحث عن ثلاثة شبان يهود اختفوا في الضفة الغربيةالمحتلة. وعثر على جثث الشبان الثلاثة في وقت لاحق في حادث ألقت اسرائيل بالمسؤولية عنه على حماس. الا ان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال إن مصر لا تعتزم تعديل مبادرة وقف اطلاق النار مشيرا الى ان القاهرة تكفل فتح المعابر الحدودية بين مصر واسرائيل. وقال في مؤتمر صحفي مع بان "المبادرة المصرية توفر فتح المعابر.. المبادرة فيها نص صريح وواضح أنه بعد تنفيذ وقف إطلاق النار.. البند الثالث يؤدي للفتح التلقائي للمعابر عندما يتم استتباب الأمن." ومن المتوقع ان يلتقي بان مع عدد من كبار المسؤولين المصريين بشأن الازمة في غزة في اطار جولته الحالية بمنطقة الشرق الاوسط. وقال بان "اذا كنت تريد حقا مناقشة جميع هذه الشروط فسيستغرق الامر وقتا طويلا... اطالب بأن يتوقف كل من الجانبين عن العنف دون أي شروط."