أكثر من97 ضحية اُغتيلوا في عمليات إرهابية متفرقة بحضرموت الحصاد المرير لأبرز كوادر حضرموت خلال أكثر من (24) شهراً في العامين الأخيرين.. حضرموت تتصدر المرتبة الأولى في حوادث اغتيال ضباط الأمن السياسي رصد ومتابعة: وحدة الرصد - صحيفة المنتصف .. مع نهاية الأيام الأخيرة لعام 2012م تزايدت الاغتيالات وأعمال القتل لعناصر الأمن السياسي في حضرموت وعاصمتها المكلا، وبرزت إلى واجهة الأحداث في اليمن واحتلت واجهات المواقع الإخبارية والصحف اليومية والأسبوعية وشاشات التلفزة، مثيرة عاصفة من الجدل في الشارع الحضرمي وتعددت الاتهامات داخل أروقة السلطة التشريعية والقوى السياسية والرئاسة، سيما بعد تسجيل سلسلة عمليات متقاربة خلال الأيام الماضية لتصل لأعلى مستوى لها خلال ديسمبر الماضي بواقع 14 عملية في أكثر من مدينة بساحل ووادي حضرموت، مضاعفة لإحصاءات متنامية لعشرات من القيادات والمسئولين الأمنيين والعسكريين خلال العام المنصرم 2012م. اغتيالات سياسية إن ارتفاع معدل الاغتيالات السياسية في البلاد وعلى وجه الخصوص حضرموت خلال العام 2012م والذي سجل أعلى مستوياته في ديسمبر الماضي أربك ويربك المشهد السياسي اليمني المضطرب أصلاً، والواقف على صفيح ساخن، لاسيما مع قرب إطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل وذلك لاستكمال خارطة الإصلاحات والتحول وفقا للتسوية السياسية الخليجية.. وأعلن السبت 29 ديسمبر الماضي عن مقتل الضابط في جهاز الأمن السياسي بمدينة المكلا – محافظة حضرموت، بعد تعرضه لعملية اغتيال بالرصاص من قبل مسلحين كانا يستقلان دراجة نارية قرب موقع عمله في أحدث عملية من نوعها، ليسجل شهر ديسمبر أعلى معدلات الاغتيالات لضباط ومسؤولين أمنيين بواقع 14 عملية اغتيال. كما أعلن في اليوم نفسه عن وفاة العقيد الركن سمير الغرباني متأثراً بجراحه التي أصيب بها في عملية اغتيال استهدفته بمنطقة دار سلم بالعاصمة صنعاء من قبل عناصر مسلحة. وكان قد شُيع يوم الخميس 27 ديسمبر جثمان قائد محور ثمود العميد الركن فضل محمد الردفاني، والذي اغتيل على يد مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية بالقرب من مبنى وزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء. وعثر مساء الأربعاء ال26 من ديسمبر في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت على جثة نائب مدير أمن مديرية القطن المقدم النميري عبده العودي والذي اختطفته جماعة مجهولة فجر الخميس 29/11/2012 واقتادته إلى جهة مجهولة.. ونجا يوم الثلاثاء 18 ديسمبر مدير المخابرات بوادي حضرموت "محمد الحاذق" من عملية اغتيال بعبوة ناسفة زُرعت بسيارته.. وجاءت تلك العملية بعد يوم من اغتيال الضابط شاكر عوض الباني في غيل باوزير شرق المكلا في 17 ديسمبر من قبل مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية، وبعد أسبوع من ذلك التاريخ على اغتيال العميد أحمد سعيد بارمادة، نائب مدير الأمن السياسي بمحافظة حضرموت، أمام منزله والذي يعد الضابط الأهم في فرع الاستخبارات بالمكلا، عاصمة محافظة حضرموت.. وتفيد معلومات – شبه مؤكدة وبشكل غير رسمي- أن عدد من تم اغتيالهم من قيادات وضباط الأمن السياسي، منذ بداية العام 2011م، وحتى نهاية ديسمبر2012م يتراوح بين (70-75) ضابطا ومساعداً هم من أفضل وأبرز كوادر الأمن السياسي والأمن العام . غموض.. ومن الواضح لكل متابع أن عمليات الاغتيالات السياسية كانت مركزة على ضباط الاستخبارات (الأمن السياسي) وهي تتزايد بشكل مطرد، بل وعلى هذا النحو الدقيق، المرتب والسهل، يبدو أنها تريد أن تقول شيئاً ما لا يخلو من الريبة، لاسيما مع ندرة المعلومات ومع حجب نتائج التحقيقات، في الوقت الذي ترفض فيه قيادة جهاز الأمن السياسي الإدلاء بأي تصريحات أو معلومات حول مختلف عمليات الاغتيال التي نفذت منذ أكثر من 24 شهراً.. وطبقاً لمصدر أمني رفيع فإن تعميماً داخلياً صدر للضباط المنتسبين لجهاز الأمن السياسي بأخذ الحيطة والحذر الشديدين وتجنب ارتياد الأماكن العامة بما فيها الأسواق العامة والمساجد والمنتزهات والطرقات العامة والاحتفالات أو مناسبات الزواج وغيرها. وحاولنا في صحيفة (المنتصف) التواصل مع عدد من الجهات المسئولة والتي نعتقد أننا سنجد لديها المعلومات الدقيقة حول حصيلة الاغتيالات السياسية خلال عامي (2011-2012م) لنقدمها للقارئ موثقة ولكننا أخفقنا، ومع هذا لم نستسلم بل تابعنا وبذلنا قصارى جهدنا رغم ندرة المعلومات في هذا الملف الشائك والحساس للغاية، حيث لا يزال يسري اعتقاد – وهو ما يشبه الحقيقة – بان من يقومون بعمليات الاغتيالات هم من تنظيم القاعدة، ولكن حتى الآن لا يستطيع أحد أن يجيب على الكثير من الأسئلة التي تفرض نفسها عقب كل عملية اغتيال تحدث.. كيف استطاع المنفذون تنفيذ عملياتهم بدقة متناهية في وسط عواصم المحافظات؟ بينها العاصمة صنعاء، وعاصمة محافظة حضرموتالمكلا؟ ومدن الشحر وسيئون والقطن وغيل باوزير، وفي كل مرة يلوذون بالفرار؟؟ هل أضحى تنظيم القاعدة أكثر قدرة على ترصد ومتابعة حركة ضباط الأمن السياسي وملاحقتهم؟! الاغتيالات.. من يقف وراءها؟! وما لم تكشف كل الحقائق رسمياً، فإن هذه الأسئلة وغيرها الكثير، ستظل تشكك بالجهة الحقيقية التي تقف وراء كل عملية اغتيال يتعرض لها ضابط أو مسئول في الأمن السياسي. (8) رصاصات استهدفت قلب ورأس (الصندوق الأسود) للأمن السياسي بحضرموت والتي تصدرت المرتبة الأولى في حوادث الاغتيالات لضباط الأمن السياسي في السنتين الأخيرتين. آخر هذه الحوادث التي هزت مدينة المكلا وبحرها الهادئ، هو حادثة اغتيال الشخصية الأبرز في مسلسل القتل السياسي العميد أحمد بارمادة نائب مدير الأمن السياسي بحضرموت (الساحل) أمام منزله بمنطقه ديس المكلا، حيث كان ذاهبا إلى مقر عمله فاغتالته (8) صاصات أطلقها شخصان «ملثمان» كانا يستقلان دراجة نارية، وتطابقت الروايات بشأن هذا الخبر، والمؤكد أن مسلحين باغتوا العميد بارمادة أمام المنزل وباشروا بإطلاق وابل من الرصاص على صدره. ضربة موجعة وبلغت حوادث الاغتيالات لضباط الأمن السياسي في حضرموت بنهاية العام 2012م ذروتها بمقتل ضابط من الوزن الثقيل في المحافظة. وطبقا لمصادر محلية فإن العميد بارمادة يتمتع بعلاقات جيدة ومتينة مع مختلف السلطات في المحافظة، كما أنه يوصف بأنه الرجل الأول في جهاز الأمن السياسي بحضرموت.. ذكي ومتواضع وشجاع، وانتماؤه الوظيفي إلى أجهزة الاستخبارات قديم وحافل بالإنجازات، هكذا كان يتحدث الناس عنه بعد مصرعه. ومثلّ خبر اغتياله ضربة موجعة، ليس فقط لضباط وأفراد الأمن السياسي بحضرموت، ولكن لقيادات السلطة المحلية في المحافظة، ولمنتسبي وزارة الداخلية وأجهزة الأمن اليمني عموماً. "كاتم الصوت" يفجِّر "جماجم" الضباط لا أخبار جيدة تأتي من حضرموت هذه الفترة، ويبدو أن خبر الاغتيالات، هو العنوان الأبرز الذي يتصدر الصحف. في ال10 من صباح السبت 30 مارس 2011، كان العقيد مبارك النهدي يقود سيارته الخاصة على ضفاف البحر العربي، متجهاً إلى مكتبه الكائن «خلف المكلا»، وكانت السيارة تسير ببطء على الطريق البحري. كان صباحاً، وكان العقيد النهدي يتأمل البحر ويهدئ السرعة ليتجاوز المطب، وبمحاذاة سيارته كان مسلحان يستقلان دراجة نارية يقتربان منه أكثر وأكثر دون أن ينتبه. وفي لحظة سانحة لهم صوَّب أحدهما مسدسه على رأس مبارك وفجَّر جمجمته. وأكدت تحليلات المعمل الجنائي أن الرصاصتين أطلقتا من مسدس كاتم للصوت، ليفارق الحياة فوراً. أما الجناة فلاذوا بالفرار على متن الدراجة النارية، التي باتت وسيلة الاغتيال الأسهل والأنجح لمحترفي الاغتيالات السياسية في حضرموت والوطن بشكل عام، حيث السرعة وسهولة اختراق الأماكن المزدحمة. شهد العام 2011، حوادث اغتيالات متفرقة في البلاد، لكن حضرموت لوحدها كانت المسرح الأكبر لهذا النوع من العمليات. ففي العام 2011 وتحديداً يوم 22 يونيو قتل جندي مجهول في حضرموت خلال عملية هروب غير طبيعية لسجناء من السجن المركزي بمدينة المكلا وأصيب آخرون. وبعد أيام تأكد أن هذا الجندي، الذي لم تكشف الجهات الرسمية عن اسمه، موظف في جهاز الاستخبارات. في العام نفسه2011، وبسلاح كاتم للصوت اغتال مسلحون مدير الأمن السياسي بمدينة «الشحر»، الضابط المعروف محمد حسن القرزي. وطبقاً لما نشرته الصحافة، فإن القرزي اغتيل بمسدس كاتم الصوت أمام مبنى نادي «سمعون الرياضي الثقافي بالشحر». اُغتيل مدير فرع الأمن السياسي بمدينة «الشحر»، يوم 26 فبراير 2011، وكان زميله في مكتب الأمن ونائبه العقيد محمد العزي، قد قتل بالسلاح نفسه بالقرب من منزله في عملية مباغتة.. تكتيك جديد.. في مارس 2012م، لقي جنديان من منتسبي الأمن السياسي مصرعهما في منطقتين متباعدتين وبوسيلة جديدة. لم يستخدم الجناة هذه المرة الدراجة النارية، كما أنهم لم يستخدموا المسدس «كاتم الصوت». كان لديهم طريقة جديدة، فقد عثرت قبيلة «العوايثة» في «الشحر» على ولدها الجندي برتبة رقيب في الأمن السياسي فرج سعيد بن قحطان العويثاني، «مذبوحاً» في أحد الوديان. وقعت هذه الحادثة يوم 21 مارس 2012 وكان ضحيتها جندياً عائداً من عمله بمطار المكلا عائداً على «سيكل».. صباح يوم الأربعاء، اختطف فرج العويثاني في تمام الساعة ال9 والنصف من وسط جولة «الريان» بمنطقة «شحير» وهو خارج لتوه من بوابة مطار الريان، ومنطقة «شحير» هي المنطقة التي يسكن فيها فرج، وتحديداً في حي «طلب رزق». كان الملثمون يتابعون تحركاته، وكان أشخاص ينتظرون فرج بداخل سيارة «هايلوكس غمارتين». وأفاد شهود عيان أن الأربعة كانوا مسلحين و«ملثمين»، وأنهم طبقاً لإحدى الروايات، كانوا يتابعون فرج، الذي خرج من بوابة المطار على «السيكل» وقذفوه إلى داخل السيارة ثم اندفعت السيارة بأقصى سرعتها على طريق غيل باوزير. ذاع الخبر بين الناس وأبُلغت عشيرة فرج بخبر الاختطاف، فانتشر مسلحو «العوايثة» على امتداد الطريق متوزعين في نقاط تفتيش متفرقة، وتوزع عدد من أفراد القبيلة على الوديان ومنها وادي «الغص» مسنودين بأطقم تابعة للأمن المركزي وطقم من شرطة «غيل باوزير» في عملية بحث مكثفة وشاملة. لكن وبعد 10 ساعات، من البحث الحثيث لم يعثروا على فرج حياً، لقد عثروا عليه مذبوحاً، مفصول الرأس داخل أحد الأودية. هناك رواية أخرى، تفيد بأن «العوايثة» ومعهم أطقم الأمن، طاردوا الخاطفين حتى كادوا أن يلقوا القبض عليهم «وعند اقتراب مسلحي القبائل مع بعض أفراد الأمن أسرع الخاطفون بذبح فرج وهو مكبل اليدين، ولاذوا بالفرار». الحادثة الأولى التي تقدمت هذه الواقعة ب: 12 يوماً، هي عبارة عن عبوة ناسفة زُرِعَت في سيارة عبدالقدوس الورافي أحد منتسبي فرع المخابرات (الأمن السياسي) بمدينة المكلا. قُتل عبدالقدوس الورافي ظهر يوم 8 مارس آذار2012م داخل سيارته (لاندروفر) في انفجار شديد هزَّ مبنى إدارة الأمن السياسي في مدينة المكلا. وتفصح هذه العملية، تحديداً عن حالة اختراق واضحة لجهاز الاستخبارات (الأمن السياسي)، ولم نحصل على معلومات مؤكدة تفيد أن إدارة الأمن السياسي في المكلا أجرت تحقيقات معمقة في هذه الحادثة الخطيرة والنوعية داخل حوش مقرهم الرئيسي بالمكلا. قُتل عدد من الضباط المهمين في جهاز الأمن السياسي بحضرموت العام الماضي 2012م.. ومن بين أبرز تلك القيادات الأمنية، «المقدم» صالح باظريس مدير الأمن السياسي بشبام حضرموت. اغتيل المقدم باظريس ليلاً، في منطقة «الغرفة» سيئون، وأكدت المصادر الطبية، يومها أنه أُصيب إصابات قاتلة بطلقات نارية في الصدر من مسدس كاتم للصوت. وبحسب شهود عيان، فإن المهاجمين «الملثمين» كانا يستقلان دراجة نارية، نفذا العملية ثم لاذا بالفرار. وأكد الشهود بانهما «أطلقا وابلاً من الرصاص صوب الضابط باظريس، مستهدفين صدره ورقبته» وتم إسعافه إلى أحد مستشفيات سيئون وأجريت له عملية جراحية ،إلا أنه فارق الحياة. تلك خلاصة مريرة وحصيلة مفزعة حصدت أرواح أكثر من 75 ضابطاً وصف ضابط وجندي من أبناء حضرموت ومن مختلف المحافظات الذين كانوا يعملون بحضرموت مضافا إليهم ال 22 فرداً من الحرس الجمهوري الذين تم استهدافهم ظهر يوم ال23 من فبراير 2012م في بوابه القصر الجمهوري بالمكلا..