يود الشارع اليمني لو يترك الرئيس هادي خندق المواجهات السياسية فيغادر سجن مزاج القوى المستأسدة بالمال والعسكر والالتفات صوب قضايا البلد الأهم وحاجة الشارع المتمثلة بالأمن والخبز والعمل. لكن الرئيس الذي أحاط نفسه بالرداءة منذ وصوله إلى الحكم، بحسب أحدهم سخَّر خطابه في حرب مناكفات سياسية الغرض منها رسم صورة خاصة للخارج أن تركة الرئيس السابق علي عبدالله صالح هي التي تقف وراء كل ما يحدث. وليته لم يقُل!! فرائحة مصالح العصبة تفوح من قراراته على حساب مصلحة الدولة حسب مراقبين. الرئيس، الذي حمَلَته جهود الرئيس السابق إلى السلطة، نسي ما قاله صالح لحظة نقل المهمة إليه في صباح 28فبراير2012، وذهب في تعاليه وحقده لرمي الاستفزازات عليه بإيعاز سجَّانيه. كما تغابى عن شهادة سفير أمريكا السابق جيرالد فايرستاين من أن جهود الرئيس علي عبدالله صالح هي من تكفَّلت بخروج اليمن من الأزمة، ولولاها لما وصل البلد إلى هذه المرحلة بحسب تعبير السفير حينها. غير أن هادي، الذي يدفعه الغباء وسجانوه، للإيمان ببركة "بن عمر"، لا يدرك الأمر.. وفي ظنه أن المسيح القادم من مجلس الأمن الدولي كما تصفه الصحافة الأمريكية هو المُخلِّص. وعلى ما يبدو فإن الرئيس هادي ذهب مع سجانيه إلى زاوية ضيقة في الخصومة، فيما ذهب الرئيس السابق علي عبدالله صالح لكسب الشارع من خلال صمته وتسامحه. وكما حذَّر سياسيون ومراقبون الرئيس هادي من عواقب التَّمترس في خندق المناكفات السياسية.. طالبه، أيضاً، مواطنوه بالنظر إلى قضاياهم لا قضايا النخبة والجنرالات والمشائخ. آخر هذه النصائح أرسلها قيادي مؤتمري من مسقط رأس "هادي" وعلى لسان مواطني محافظة أبين طالبه فيها ب"الكف عن ذكر اسم الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح وعدم الإساءة إليه والنظر في قضايا الوطن والمواطن أولاً ومن ثم قضايا محافظته أبين" التي قال محسن صالح دوفان وهو صاحب الرسالة: "إن المؤامرات التي تستهدف محافظة أبين لا تزال مستمرة والأوضاع بشكل عام تؤول إلى الأسوأ. ونصح القيادي في المؤتمر محسن دوفان الرئيس هادي ب"تكريس جهوده في الجانب الأمني والاقتصادي خاصة وتحسين معيشة الشعب بدلاً من المناكفات السياسية والحزبية وتصفية الحسابات مع من كان له الفضل الأول بعد الله في وصوله إلى كرسي الحكم". وتابع دوفان النصيحة: "على الرئيس هادي أن لا ينصاع أو يخضع لضغوطات حزب الإصلاح وإملاءات آل الأحمر، وأن لا يتبنى حكم العائلة، وأن يتجه نحو البناء والتنمية، وحل جميع الخلافات والقضايا، وعلى رأسها قضية الجنوب". وخاطب دوفان، في إشارة للرئيس هادي، "ينبغي أن يكبر بكبر الوطن.. فالشعب والوطن ليس بحاجة إلى مثل هذه الأفعال والتصرفات غير المسئولة، والتي لا تخدمه أولاً كرئيس ولا تخدم الوطن ثانياً". واختتم رسالته بالقول: "تذكر أنك اليوم رئيس وغداً مواطن عادي، ومن يمدحك اليوم سوف يسبك ويشتمك غداً، فالتاريخ لا يرحم أحداً، فاليوم لك وغداً عليك"