يسود الهدوء مناطق المواجهات التي اندلعت خلال الأيام الماضية في الناحية الشمالية والشمالية الغربية للعاصمة صنعاء، بين مسلحي جماعة أنصار الله "الحوثيين" والموالين لحزب "الإصلاح". وأكد مواطنون في إفادات متفرقة لوكالة "خبر" للأنباء، بدء عودة الحياة تدريجياً إلى أحياء صوفان وشارع الثلاثين وشملان، وشارع الستين في محيط مقر الفرقة وجامعة الإيمان، التي أعلن الحوثيون سيطرتهم عليها رسمياً الأحد الماضي. وأعلنت وزارة الصحة, مساء الاثنين, أن 200 شخص على الأقل قتلوا في المعارك الأخيرة في صنعاء, فيما بلغ عدد الجرحى 431. وقالت مصادر في الوزارة لوكالة "خبر" أن تلك الأحصائية تشمل فقط من تصل البلاغات بوجودهم داخل الأحياء التي طالها القصف ، مشيرةً إلى أنه لا يوجد أي احصائية بشأن الضحايا في صفوف الحوثيين، أو القوات التي كان يقودها مستشار الرئيس هادي لشؤون الدفاع والأمن اللواء علي محسن الأحمر. ووسط غياب شبه كامل لأفراد الجيش، ينتشر مسلحو جماعة أنصار الله "الحوثيين" في معظم شوارع صنعاء وأمام المباني والمقرات الحكومية ونصبوا نقاط تفتيش في عدد من الشوارع ايضا. واقتحم مسلحون حوثيون منازل قادة من آل الأحمر في حي حدّة بصنعاء بعد تبادل لإطلاق النار مع حراسها، إلا أن مصادر مقربة من "الحوثيين" قالت إنه تم استلامها بعد مفاوضات مع أفراد الحراسة . ووقعت الأطراف السياسية اليمنية بما فيهم انصار الله، اتفاق السلم والشراكة الوطنية برعاية أممية عبر مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومندوبه الخاص إلى اليمن جمال بنعمر، بعد مفاوضات استمرت اسابيع. وفي الوقت الذي لاقت فيه تلك الخطوة ترحيباً شعبياً ودولياً واسعاً إلا أنه لم يتم البدء في تنفيذ بنودها وخاصة فيما يتعلق بقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية "الجرعة".. وهو ما اعتبره عضو المكتب السياسي لانصار الله ضيف الله الشامي في تصريح لوكالة "خبر" مساء الاثنين، بالإشارات غير الإيجابية نحو تنفيذ الاتفاق . ويترقب المواطنون خطوات التنفيذ بإعلان اسم رئيس الوزراء القادم، الذي سيقوم بتسمية أعضاء الحكومة بعد مشاورات مع كافة الأطراف وفقا للاتفاق.