قالت الحكومة السورية يوم الثلاثاء إنها تلقت رسالة من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سلمها وزير الخارجية العراقي تفيد أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يعتزمون توجيه ضربات جوية لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا قبل ساعات من بدء الهجوم. وكانت دمشق قد أعلنت أن أي غارات داخل سوريا يجب أن تجري بموافقتها. ولكنها لم تندد بالهجمات التي شنتها الولاياتالمتحدة بمساعدة دول خليجية إلى جانب الأردن ضد تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وقالت سوريا إن سفيرها في الأممالمتحدة تم إبلاغه أيضا بالغارات قبل وقوعها. وقالت البعثة ألأمريكية في الأممالمتحدة إن السفيرة الأمريكية في المنظمة الدولية سامانثا باور أبلغت رئيس الوفد السوري في الأممالمتحدة بشار الجعفري بالضربات قبل وقوعها. وقال محلل سوري استضافه التلفزيون الحكومي إن الغارات الجوية لا تعتبر عدوانا لأن الحكومة أبلغت بها مسبقا. وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي إن وزير الخارجية وليد المعلم تلقى رسالة من نظيره الأمريكي عبر وزير خارجية العراق. والحكومة العراقية التي يقودها الشيعة حليف مقرب لدمشق. ولم يصدر على الفور تعليق من الولاياتالمتحدة التي تقاطع الرئيس السوري بشار الأسد وتصفه بأنه جزء من المشكلة السورية. وجاء في البيان السوري أن "وزير الخارجية تلقى رسالة من نظيره الأمريكي عبر وزير خارجية العراق يبلغه فيها أن أمريكا ستستهدف قواعد داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام- الاسم السابق للدولة الإسلامية) وبعضها موجود في سوريا." وأضاف البيان أن ذلك كان قبل الغارات بساعات. وتعهدت دمشق في البيان بمواصلة حملتها ضد الدولة الإسلامية التي استولت على مساحات كبيرة في شمال وشرق سوريا. وأضاف البيان أن سوريا ستستمر في مهاجمة التنظيم في مناطق استهدفتها الغارات التي قادتها الولاياتالمتحدة يوم الثلاثاء. وانتقدت روسيا وهي حليف للأسد الغارات التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد الدولة الإسلامية قائلة إنه كان متعينا الاتفاق عليها مع دمشق. ولم يدن الرئيس الإيراني حسن روحاني وهو حليف كبير آخر لسوريا الهجمات ولم يؤيدها. وقال لصحفيين كبار قبيل تجمع قادة العالم في نيويورك لحضور الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة إن هذا العمل العسكري لم يكن له "سند قانوني" في غياب تفويض من الأممالمتحدة أو موافقة من دمشق. وقال روبرت مارديني من اللجنة الدولية للصليب الأحمر "لدينا معلومات أن الحكومة السورية أدركت حقيقة أنها أخطرت بالهجمات. لكن هذا لا يرقى إلى موافقة أو عدم موافقة." وقال مارديني الذي يرأس عمليات اللجنة الدولية للصليب ألأحمر في الشرق الأدنى والشرق الأوسط "لكن من المهم لنا ومن الواضح أنه أيا كانت العمليات العسكرية الجارية فإن قواعد ومباديء القانون الدولي الإنساني تنطبق بكاملها ويتعين احترامها في كل الأوقات."
* "عدو مشترك" ويشير بيان الحكومة السورية إلى المدى الذي يصل إليه دور العراق في الاتصال غير المباشر بين دمشق وواشنطن حتى في وقت تنأى فيه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها بجانبهم عن الأسد. وأطلع فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي الأسد على جهود محاربة الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي في أول اجتماع من نوعه منذ شنت الولاياتالمتحدة غارات على التنظيم في العراق. وعاد الفياض إلى دمشق يوم الثلاثاء لإطلاع الأسد على الخطوات التالية في مجال محاربة الإرهاب بحسب وسائل الإعلام الرسمية السورية. وقالت الحكومة السورية إن "التنسيق مع العراق مستمر وعلى أعلى المستويات" وأبدت استعدادها مجددا لأن تصبح جزءا من الجهود الدولية للقضاء على الدولة الإسلامية. وقال البيان إن سوريا "تؤكد أنها كانت وما زالت تحارب داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام) في الرقة ودير الزور وغيرها من المناطق. فإنها لن ولم تتوقف عن محاربة التنظيم بالتعاون مع الدول المتضررة منه بشكل مباشر وعلى رأسها العراق." وقال سياسي لبناني كبير له صلات وثيقة بالحكومة السورية إن الولاياتالمتحدة لن تستطيع القول علانية إنها تنسق مع الأسد. وأضاف "من المؤكد أنه إذا كانت هذه الغارات الجوية جادة فإنها ستقوي أعداء (الدولة الإسلامية) وفي مقدمتهم النظام السوري." وقال المحلل علي الأحمد الذي استضافه التلفزيون السوري إن إبلاغ دمشق بالهجمات يعني إن الغارات الجوية ليست عملا عدوانيا ولا اعتداء على السيادة السورية. وأضاف المحلل إن الدفاع الجوي السوري يراقب كل الأهداف والطائرات الحربية. وتابع أن هذا لا يعني أن سوريا جزء من غرفة العمليات المشتركة. وذكر أن سوريا ليست جزءا من التحالف لكن يوجد "عدو مشترك". وتعرض الأسد لاتهامات من مناوئيه بأنه سمح عن قصد للدولة الإسلامية بالظهور لتبدو خطرا يحاربه ويساعده على وصف مناوئيه الأكثر اعتدالا بأنهم متطرفون. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "ليس العمل المتمثل في الضربات الجوية (للدولة الإسلامية) هو الذي يقوي بشار. الشرك الذي يريد لنا الوقوع فيه هو أن ينال الاعتراف بأنه شريك في القتال ضد الإرهاب."