يواجه الممثل الأميركي الشهير بيل كوسبي البالغ من العمر 77 عاما اتهامات باعتداءات جنسية تؤثر حاليا على عقود عمله. وكان الممثل المعروف بحسه الفكاهي المرح قال في شريط فيديو على موقعه الإلكتروني "لا تجربوا ان تكونوا مرحين من دون الضحك، فسوف تقابلون بالرفض"، لحث المستخدمين على تسجيل ضحكاتهم. ولد بيل كوسبي في 12 تموز/يوليو 1937 من أب يدمن الكحول وأم تتحمل مسؤوليات مضنية. وهو اشتهر خصوصا بفضل دور رب العائلة اللطيف في المسلسل التلفزيوني الناجح "كوسبي شوو" (1984-1992) الذي بدأ عرضه قبل 30 عاما على محطة "ان بي سي". ويدور هذا المسلسل حول عائلة سوداء ميسورة في منطقة بروكلين في نيويورك. وهو أدى دور الطبيب النسائي هيثكليف هاكستابل. لكن سمعته الحسنة في التلفزيون الأميركي باتت ملطخة اليوم باتهامات اغتصاب واعتداءات جنسية تعود لعدة سنوات خلت. فقد اتهمته باربرا باومان بالاعتداء جنسيا عليها عندما كانت مراهقة سنة 1985. وبحسب الصحافة الأميركية، وجهت إليه 13 امرأة اخرى اتهامات مماثلة وهن مستعدات للإدلاء بشهادات ضده. وقد اتهمته الأحد جوان تارشيس بأنه خدرها واغتصبها سنة 1969. لكن قليلات هن النساء اللواتي تقدمن بشكاوى ضده في تلك الفترة، إذ كن على الارجح يهبن شهرته. وصرحت تارشيس عبر محطة "سي ان ان"، "لم أتصل بالشرطة لانني كنت في التاسعة عشرة في تلك الفترة. كنت خائفة وظننت أن أحدا لن يصدقني". وازداد الأمر سوءا بعد رفض بيل كوسبي التكلم عن هذه المسألة السبت عبر أثير إذاعة "ان بي آر" الرسمية. وأشار محاميه جون شميت إلى أن موكله لن يرد على "ادعاءات قديمة لا أساس لها". وفي ظل هذه الفضيحة، جمدت عدة وسائل إعلامية تعاونها مع كوسبي. وأعلنت محطة "ان بي سي" التي فتحت له أبواب الشهرة مع مسلسل "كوسبي شوو" أنها تخلت عن مشروع مسلسل جديد كان من المفترض أن يشارك فيه الممثل الأميركي. أما خدمة "نتفليكس"، فهي أجلت مسلسلا مخصصا له، في حين أن محطة "سي بي اس" ألغت مشاركته في أحد برامجها. وباتت كل وسائل الإعلام تركز أضواءها على بيل كوسبي منذ أن نعته الممثل الفكاهي هانيبال بوريس ب "المغتصب" خلال عرض له الشهر الماضي في فيلادليفيا مسقط رأس كوسبي. وقد ترعرع بيل كوسبي في هذه المدينة قبل أن يلتحق بالقوات البحرية مثل والده ويقدم عروضا كوميدية خلال إجازاته. وكان أحد مدرسيه قد قال عنه "يجدر به أن يصبح محاميا أو ممثلا لأنه يتقن الكذب". وتزوج بيل بكاميل سنة 1964 وله منها خمس بنات وابن اغتيل في العام 1997. وشارك الممثل في مسلسل "آي سباي" (1965 - 1968) الذي أدى فيه دور عميل في الاستخبارات الأميركية قبل أن ينضم إلى طاقم "كوسبي شوو". ورفض كوسبي انتهاز نجاح هذا المسلسل الذي يعتبر من أول المسلسلات المتمحورة على عائلات سوداء لتعزيز حقوق هذه الفئة. وشرح الصحافي مارك ويتيكر الذي أعد سيرة الممثل تحت عنوان "كوسبي" أن بيل برهن أن "الممثلين السود ليسوا بحاجة إلى التطرق إلى مسائل عنصرية او سياسية لكي ينجحوا". وبحسب الصحافي تانيهيسي كوتس، يعد الممثل من "كبار المدافعين عن الأخلاقيات السوداء". لكن الممثل لم يسلم من الانتقادات بعد خطاب ألقاه سنة 2004 قال فيه إن الأهالي السود جد متساهلين مع أولادهم.