قال مسؤولون أمريكيون يوم الثلاثاء إن السعودية تحرك معدات عسكرية ثقيلة تضم مدفعية إلى مناطق قريبة من الحدود مع اليمن مما يزيد مخاطر انجرار المملكة إلى الصراع المتفاقم في اليمن. يأتي الحشد العسكري بعد تقدم الحوثيين صوب الجنوب بعدما بسطوا سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر أيلول وسيطروا على مدينة تعز بوسط البلاد خلال مطلع الأسبوع بينما يقتربون من القاعدة الجنوبية الجديدة للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي المدعوم من الولاياتالمتحدة. وقال مصدران بالحكومة الأمريكية إن المدرعات والمدفعية التي تحركها السعودية قد تستخدم لأغراض هجومية أو دفاعية. وقال مسؤولان أمريكان آخران إن الحشد العسكري يبدو دفاعيا. ووصف أحد المصدرين الحكوميين حجم الحشد العسكري السعودي على حدود اليمن بأنه "كبير" وقال إن السعوديين ربما يستعدون لشن ضربات جوية للدفاع عن هادي إذا هاجمه الحوثيون في مدينة عدنبجنوب البلاد. وقال مسؤول أمريكي آخر طلب عدم نشر اسمه إن واشنطن حصلت على معلومات مخابراتية عن الحشد العسكري السعودي. لكن لا توجد أنباء عن الموقع المحدد للحشد العسكري أو الحجم الفعلي للقوات التي تم نشرها. وهادي الذي يؤيد حملة بطائرات بدون طيار تشنها واشنطن على فرع تنظيم القاعدة في اليمن يتحصن في عدن مع قوات موالية له منذ فراره من صنعاء في فبراير شباط. وتواجه السعودية خطر امتداد الاضطرابات عبر الحدود الممتدة بطول 1800 كيلومتر مع اليمن وإلى المنطقة الشرقية التي يسكنها الشيعة وتقع فيها أغنى الحقول النفطية. وقال السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر لرويترز بعد اجتماع مع أعضاء غرفة التجارة العربية الأمريكية في واشنطن "السعوديون يشعرون بقلق بالغ إزاء ما يعتبرونه معقلا إيرانيا في دولة فاشلة على طول حدودهم." لكن مسؤولا أمريكيا كبيرا سابقا قال لرويترز طالبا عدم نشر اسمه إن احتمالات نجاح التدخل الخارجي في اليمن ضئيلة. وسيطرت قوات الجيش واللجان الشعبية التابعة لجماعة أنصار الله "الحوثيين"، صباح الأربعاء، على قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج (جنوباليمن). وأوضح مصدر عسكري بقاعدة العند لوكالة "خبر" للأنباء، أن الجيش واللجان الشعبية سيطرت قبل نحو ساعة من كتابة الخبر في الساعة التاسعة والنصف صباحاً. وقال المصدر: "اللجان الحوثية وقوات الجيش باتوا متواجدين في قاعدة العند وتمكنوا من دخولها دون مقاومة". وبحسب المصادر، فإن اللجان الشعبية التابعة للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي التي كانت متواجدة في قاعدة العند الجوية فرّوا بعد تقدّم قوات الجيش والحوثيين. وفي السياق، طلب الرئيس المستقيل هادي، من مجلس الأمن الدولي الموافقة على قرار دعوة جميع الدول إلى تقديم الدعم العسكري الفوري لحكومته لردع الحوثيين الذين يسيطرون على معظم شمال اليمن والتي تتقدم نحو الجنوب. وقال الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي في رسالة الى مجلس الأمن، الثلاثاء - حصلت وكالة أسوشيتد برس - على نسخة منه، إنه طلب أيضا من أعضاء مجلس التعاون الخليجي "الست" والجامعة العربية التدخل عسكريا لحماية اليمن وشعبها من "العدوان الحوثي". وطلب هادي مجلس الأمن الموافقة فورياً على قرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة ، والذي يُمكن من التدخل عسكريا. ويريد هادي أن يتبنى المجلس المؤلف من 15 عضوا قرارا يجيز "للدول الراغبة في مساعدة اليمن تقديم دعم فوري للسلطة الشرعية بكل السبل والإجراءات لحماية اليمن والتصدي لعدوان الحوثيين." وقال مسؤولون أمريكيون يوم السبت إن الولاياتالمتحدة أجلت كل عامليها المتبقين في اليمن ومن بينهم 100 فرد من قوات العمليات الخاصة بسبب تدهو الوضع الأمني. ويوجه انتهاء التواجد الأمني للولايات المتحدة داخل البلاد ضربة لقدرة واشنطن على رصد ومحاربة فرع تنظيم القاعدة في اليمن.