كتبت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية أن الأمريكيين من أصول لاتينية قد التفوا حول النخبة العلمية والتيارات المنخرطة في الانتخابات الرئاسية ليصبوا جام غضبهم السياسي على ترامب. واعتبرت الصحيفة أن الجميع، قد حشدوا ضد دونالد ترامب بعد أن نال الترشيح الجمهوري بعدد المندوبين لخوض الانتخابات الرئاسية في بلاده، وأشارت إلى أن الجمهوريين المتنفذين من أصول لاتينية، والنخبة العلمية في الجامعات الأمريكية، قد قرروا للمرة الأولى التصويت في صالح الديمقراطيين، فيما كفّت هيلاري كلينتون من جهتها عن كيل الانتقادات لخصمها بيرني ساندرز لمنع وقوع أي شقاق في صفوف حزبها الديمقراطي.
وذكّرت الصحيفة بأن أنطونيو فيارايغوس عمدة لوس أنجلس السابق شكل ما سماها لجنة "العمل السياسي" وشرع في جمع التبرعات للتوظيف في هزيمة ترامب في الولاياتالأمريكية ذات الأغلبية اللاتينية.
وأوردت عن فيارايغوس، أنه تعهد بتسخير جميع جهوده حتى نوفمبر/تشرين الثاني لردع ترامب، ونعته ب"العرقي وكاره النساء"، مؤكدا أن "الرعب قد دبّ في نفوس الديمقراطيين والجمهوريين خشية احتمال وصول ترامب إلى السلطة".
واعتبرت الصحيفة، أن موقف فيارايغوس قد لقي تأييدا كبيرا، حيث أكد أرتيميو مونيس رئيس رابطة الجمهوريين الناطقين بالإسبانية في ولاية تكساس، أنه لن يصوت في صالح ترامب، فيما أعرب صموئيل رودريغيس رئيس المؤتمر القومي لرجال الدين المسيحيين الناطقين بالإسبانية، عن دهشته البالغة تجاه مواقف ترامب ورفضه لها.
وبالعودة إلى الأسباب التي أثارت حفيظة اللاتينيين، وألّبتهم على ترامب، أشارت الصحيفة إلى أن الغضب اللاتيني لم يأت نتيجة تعهده بمكافحة الهجرة، وإنما في الوعود التي قطعها على نفسه بتشييد حائط بين بلاده والمكسيك، الأمر الذي خلص إلى بلوغ شعبيته الحضيض في الأوساط اللاتينية، حسب استطلاع أجرته منظمة "غالوب" الأمريكية.
واعتبرت الصحيفة الروسية أن حملة فيارايغوس، سوف يكون لها وقعها لا محالة على مسيرة ترامب الانتخابية، ونقلت عن أليكسي فينينكو الباحث في كلية السياسة الدولية لدى جامعة موسكو الحكومية قوله بهذا الصدد: "يروج الكثير من التصورات الواهية في روسيا حول اللاتينيين في الولاياتالمتحدة، فيما هم أصبحوا يمثلون احتياطيا انتخابيا لا بأس به بالنسبة إلى الجمهوريين، ناهيك عن تمسكهم بالقيم المحافظة بفضل كاثوليكيتهم، وهذا ما ينادي به ترامب في حملته الانتخابية، الأمر الذي يعني نيله أصواتا إضافية خلافا لما يشاع عن خسارته أصوات اللاتينيين".
وأبرزت الصحيفة في تعليقها، التحاق النخبة الأكاديمية الأمريكية بالحملة المناهضة لترامب، وأوردت مقتطفات من حديث أدلى به فيليب زيليكوف البروفيسور في التاريخ لصحيفة "واشنطن بوست"، أكد فيه أنه مستعد للتصويت في صالح أي شخص يختاره لا على التعيين في دليل الهاتف، عوضا عن التصويت لترامب.
كما نقلت الصحيفة الأمريكية في هذا السياق عن بطرس منصور البروفيسور في التاريخ العسكري قوله إن هلاري كلينتون "سوف تكون المرشح الديمقراطي الأول الذي سيصوت له في حياته".
وذكّرت "نيزافيسيمايا غازيتا" بالانتقادات اللاذعة التي كالتها كلينتون في كلمة ألقتها يوم أمس أمام مؤيديها في سان دييغو جنوب كاليفورنيا، وأعربت فيها عن دهشتها البالغة حيال "ودّ ترامب المشبوه" لكوريا الشمالية، ومخاطبته الحلفاء الأوروبيين "بحدة"، إذ سبق له مؤخرا وأن أعرب عن استعداده للجلوس إلى طاولة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أونغ، لتصفه وسائل إعلام بيونغ يانغ بعد ذلك "بالسياسي الحكيم"، وكلينتون "بالحمقاء".
وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن هيلاري كلينتون في الوقت الراهن بحاجة إلى أصوات أقل من 80 ديمقراطيا لنيل ترشيحها لخوض الانتخابات الرئاسية، فيما لا يمكن الجزم بفوزها بكرسي الرئاسة.
وعززت "نيزافيسيمايا غازيتا" تكهناتها هذه بما كتبته "إندبيندنت" التي اعتبرت أن فوز خصم كلينتون الثاني ساندرز في الانتخابات التمهيدية في كاليفورنيا في ال7 من الشهر الجاري، سوف يمنحه أصوات مئات المندوبين عن المؤتمر الوطني، الأمر الذي سيهز هيبة كلينتون، ويعزز حظوظه في الفوز.
ولم تهمل الصحيفة الروسية، التحاق الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالحملة المناهضة لدونالد ترامب، مشيرة إلى نيته تسليم قرارات الأمر والنهي في بلاده لرفيق، أو رفيقة في الحزب الديمقراطي، وأعادت إلى الأذهان الانتقادات التي وجهها لبرنامج ترامب الاقتصادي.
وأعرب أوباما عن رفضه القاطع لما ينادي به ترامب حول ضرورة تقويض المنظومة المالية الأمريكية، من خلال الحد من الرقابة عليها. وقال: "يبدو أننا قد نسينا حقا ما أفضت إليه ممارسات كهذه قبل ثماني سنوات".
واعتبرت "نيزافيسيمايا غازيتا" أن زيارة الرئيس الأمريكي إلى مدينة إلخارت في ولاية إنديانا التي أدلى خلالها بتصريحاته الرافضة لبرنامج ترامب، ليست إلا خطوة رمزية مقصودة، حيث سبق له وأن أعلن هناك سنة 2009 عن حزمة من الإجراءات لإنعاش الاقتصاد الأمريكي حينها، تضمنت ضخ 800 مليار دولار لرفد الاقتصاد.
وأعادت إلى الأذهان أن نسبة البطالة في المدينة المذكورة بلغت آنذاك 19,6 في المئة، فيما انخفضت في أعقاب هذه الإجراءات لتصل في الوقت الراهن إلى أربعة في المئة فقط.
وترى أن الرئيس أوباما إنما أراد بزيارته إلخارت، تذكير الجمهوريين بما أحرزه من نجاحات اقتصادية، في وقت اعتبر فيه مايك بينس حاكم ولاية إنديانا الجمهوري أنه لم يتم إنعاش اقتصاد المدينة المذكورة بفضل سياسة أوباما، بل خلافا لها.