فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يعقد اجتماعًا استثنائيًا مع الهيئة التنفيذية لانتقالي لحج    ارتفاع مفاجئ لأسعار الغاز المنزلي في عدن    العرادة: المرحلة مفصلية وتتطلب تطوير الأداء وتفعيل مؤسسات الدولة    رئيس أركان العدو : "نستعد لحرب مفاجئة"    قبائل بكيل السواد بعمران تعلن الجاهزية لأي خطوات تصعيدية    محافظ أبين: ما يحدث في حضرموت والمهرة مخطط تجزئة ولا علاقة له بالقضية الجنوبية    منظمة التعاون الإسلامي ترفض أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي وانتقالي لحج يؤدون واجب العزاء لأسرة الشهيد عبد الوكيل الحوشبي    الرئيس الزُبيدي يستقبل وفدًا من أبناء المهرة ويجدد دعمه لتمكين أبناء المحافظة من إدارة شؤونهم    المنتخب الأولمبي يخسر أمام الإمارات في بطولة كأس الخليج    اليمن يطلق نداء عاجلاً لرفع الحصار عن مطار صنعاء    بدء الدورة التدريبية الثالثة لمسؤولي التقيظ الدوائي في شركات الأدوية    انعقاد اللقاء الوطني الثاني للتعاون في مجال الأمن البحري    مجلس إدارة هيئة الاستثمار يقر اللائحة التنفيذية لقانون الاستثمار 2025م    المبعوث الاممي: الوضع في اليمن معقد وخارطة الطريق لم تعد قابلة للتطبيق كما كانت سابقاً    المحرّمي يبحث تسريع وتيرة الإصلاحات الحكومية وبرامج خدمة المواطنين    معتصمو سيئون يطالبون باحترام إرادة شعب الجنوب العربي    في ذكرى ميلاد الزهراء.. "النفط والمعادن" تحيي اليوم العالمي للمرأة المسلمة وتكرم الموظفات    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة المجاهد محمد محسن العياني    ضرب الخرافة بتوصيف علمي دقيق    الأرصاد: صقيع على أجزاء من المرتفعات والحرارة الصغرى تلامس الصفر المئوي    ميسي يقود إنتر ميامي للتتويج بلقب الدوري الأمريكي    الصين تعزز احتياطياتها الأجنبية ب 3 مليارات دولار    صنعاء.. البنك المركزي يعيد التعامل مع شركة وثلاث منشآت صرافة    صعدة: إصابة مواطن بنيران العدو السعودي بمديرية قطابر الحدودية    من لم يشرب نخب انتصاره سيتجرع كأس الهزيمة.    ركود حاد وهلع.. عام قاس يهز عرش العملات المشفرة    أقدم توراة يمنية مؤكدة بالكربون المشع تُعرض للبيع في مزاد ب"نيويورك"    بمشاركة الكثيري: مكتب تنفيذي الوادي يؤكد مباشرة العمل تحت راية علم الجنوب    عاجل: وزير ومستشار لرشاد العليمي يدعو لتشكيل حكومة يمنية مصغرة في مأرب    فريق وزارة الداخلية يتوج ببطولة الوزارات والمؤسسات للكرة الطائرة والمالية وصيفاً    سقوط أرسنال وفوز السيتي وتعادل تشلسي وليفربول بالبريميرليغ    السودان.. مقتل 50 شخصا في هجوم بطائرة مسيرة على روضة أطفال    نواميس النمل    عاجل: القوات الجنوبية تحكم قبضتها على سيحوت وقشن وتدفع بتعزيزات كبيرة نحو حصوين في المهرة    مانديلا يصرخ باليمنيين من قبره: هذا هو الطريق أيها التائهون!    حاشد المقاوم الجسور والصلب الذي لا يتزحزح    الفريق السامعي يوجه دعوة لعقلاء اليمن في الشمال والجنوب    أثناء خروجهن من المدرسة.. وفاة فتاتين وإصابة ثالثة عقب سقوط مواد بناء في إب    بعد طرد باريرا بسبب دعمها فلسطين: قاطعوا Scream 7    الأردن يتخطى الكويت ويضمن التأهل للدور الثاني من كأس العرب    الرئيس الزُبيدي يبحث مع سفير الصين دعم مسار التنمية    اتحاد كرة القدم يؤجل انطلاق دوري الدرجة الثانية إلى 18 ديسمبر    خطوة في الفراغ    أقدم توراة يمنية معروضة للبيع في نيويورك    تدخين الشيشة يضاعف خطر سرطان الرئة بمقدار 2-5 مرات!    السعودية تهزم جزر القمر بثلاثية وتتأهل لربع نهائي كأس العرب    قرعة كأس العالم 2026: الافتتاح بين المكسيك وجنوب أفريقيا،    لأول مرة في التاريخ: احتياطي الذهب الروسي يتجاوز 300 مليار دولار    الهجرة الدولية تسجل نزوح 50 أسرة يمنية خلال الأسبوع الفائت    حضرموت وشبوة.. قلب الجنوب القديم الذي هزم ممالك اليمن عبر العصور    هيئة الآثار تنشر أبحاثاً جديدة حول نقوش المسند وتاريخ اليمن القديم    دراسة حديثة تكشف دور الشتاء في مضاعفة خطر النوبات القلبية    ندوة ولقاء نسائي في زبيد بذكرى ميلاد الزهراء    كلية المجتمع في ذمار تنظم فعالية بذكرى ميلاد الزهراء    إب.. تحذيرات من انتشار الأوبئة جراء طفح مياه الصرف الصحي وسط الأحياء السكنية    رسائل إلى المجتمع    في وداع مهندس التدبّر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عطوان: المساعدات النفطية السعودية لمصر لم تصل للشهر الثاني.. لماذا انهار التحالف سريعاً، وكيف سيكون الرد المصري؟
نشر في المنتصف يوم 06 - 11 - 2016

المساعدات النفطية السعودية لمصر لم تصل للشهر الثاني.. والجفوة بين البلدين تزداد اتساعاً.. لماذا انهار التحالف سريعاً؟ وكيف سيكون الرد المصري؟ التوجه إلى إيران أم سورية أم الاثنين؟ وما هو مصير أكثر من أربعين ملياراً من المساعدات الخليجية؟
اذا كان هناك بصيص من الامل بحدوث “مصالحة” سعودية مصرية تعيد العلاقات الى صيغتها “التحالفية” السابقة، وتوقف الحرب الإعلامية المشتعلة بين الجانبين، فإن الخبر الذي تصدر معظم الصحف ومحطات التلفزة المصرية طوال يوم امس، واكد ان شركة “أرامكو” تخلفت، وللشهر الثاني على التوالي، عن توريد حاجة مصر من مشتقات النفط عن شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، التي جرى الاتفاق عليها بين البلدين اثناء زيارة الملك سلمان للقاهرة، فإن هذا البصيص تبخر، وعلينا ان نتوقع في الأيام والاسابيع المقبلة تصعيدا للتوتر في العلاقات، وربما اقدام مصر على خطوات انتقامية دبلوماسية وسياسية.
كان واضحا ان دول الخليج الثلاث الداعمة لمصر (السعودية، الامارات والكويت) ادركت وفي ظل تراجع عوائدها النفطية، وانحسار ثورات الربيع العربي التي كانت تهددها، وفشل سياساتها في اسقاط النظام السوري، وتحول العراق الى ساحة نفوذ إيراني، ودخول حرب اليمن شهرها العشرين، وتحولها الى حرب استنزاف مالي وبشري، كان واضحا ان هذا المثلث الخليجي لم يعد بحاجة الى مصر وثقلها السياسي، مثلما بات يدرك انه لم يعد قادرا، في ظل سياسيات التقشف التي يطبقها في بلاده لسد العجز في ميزانياته، وتحميل هذا العجز على اكتاف مواطنيه، على المضي قدما في ضخ المليارات في الخزينة المصرية، لإنقاذ الاقتصاد المصري المتهاوي، وبات يبحث عن اعذار لتبرير هذا التراجع.
الحكومة المصرية ادركت هذا التوجه الخليجي مبكرا، واضطرت مكرهة على ابتلاع “جرعة سم” صندوق النقد الدولي والقبول بقرض ال 12 مليار دولار وشروطه الصعبة جدا، ومن ضمنها تعويم الجنيه، ورفع الدعم عن الكهرباء وسلع أساسية أخرى، والاستعداد لما يمكن ان يترتب على ذلك من سخط شعبي ربما يصل ذروته في “انتفاضة الغلابة” المقررة الجمعة المقبل.
***
يمكن التكهن بأن الرد المصري على هذا “الجحود” الخليجي، على حد وصف احد الكتاب المصريين، يمكن ان يتمثل في الخطوات التالية:
أولاً: اتخاذ خطوات اكثر جرأة للتقارب مع كل من ايران وسورية، وفتح سفارة مصرية في طهران، واذا كان النبأ الذي نشرته وكالة “تنسيم” الإيرانية عن ارسال مصر قوات الى سورية قوبل بالنفي لان عقيدة الجيش المصري عدم القتال خارج الأراضي المصرية، فإن ارسال “مستشارين” عسكريين مصريين الى سورية ليس مستبعدا، على غرار ما يحدث في ليبيا، حيث يلعب هؤلاء “المستشارون” دورا فاعلا في دعم الجنرال خليفة حفتر.
ثانياً: اكدت مصادر مصرية وثيقة بالحكومة ان حوارا متسارعا يجري حاليا بين مصر وايران عبر قنوات عديدة من بينها القناة العراقية، وان زيارة وزير النفط المصري طارق الملا الى بغداد قبل أسبوع لم يكن بهدف البحث عن بدائل لشحنات النفط السعودية فقط، فقد قدم الجنرال حفتر شحنات ضخمة في هذا الاطار، وانما الاتصال بالايرانيين أيضا، وهناك تقارير غير مؤكدة تفيد بانه التقى مسؤولين إيرانيين على هامش هذه الزيارة، وان مسألة البحث عن نفط بديل مجرد “غطاء”.
ثالثاً: لوحظ ان الموقف المصري تجاه حرب اليمن التي تشنها السعودية على رأس تحالف خليجي عربي، بدأ يتغير بشكل متسارع في الاتجاه المضاد، أي التحالف “الحوثي الصالحي”، وكان لافتا ان مصر لم تدن بشكل قوي اغراق صاروخ حوثي لسفينة إماراتية في باب المندب في مدخل البحر الأحمر، رغم انها معنية بالامن وسلامة الخطوط التجارية البحرية فيه للحفاظ على الدخل المصري من عوائد قناة السويس، الذي يحتل مرتبة متقدمة على قمة متطلبات الخزانة المصرية.
رابعاً: إعادة تشغيل ماكينة الاعلام المصري وتصويب صواريخها باتجاه السعودية، وهناك ذخائر عديدة متوفرة في هذا الخصوص، من ابرزها تهم الفساد، وتجويع اليمنيين وحصارهم، ودعم “الإرهاب” في سورية والعراق وليبيا والقائمة طويلة.
من المفارقة ان فوز أي من المرشحين في انتخابات الرئاسة الامريكية قد لا يكون في مصلحة السعودية، فدونالد ترامب معجب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصدام حسين، وعبد الفتاح السيسي، ومعمر القذافي، أي كل قادة الأنظمة الديكتاتورية العربية، الاحياء منهم والاموات، لانه يؤمن بالقيادات القوية التي تحقق الامن والاستقرار، ويكن عداء للاسلام وتنظيماته المعتدلة والمتشددة معا، ويريد ان تدفع السعودية ودول الخليج ثمن حمايتها وبأثر رجعي، اما السيدة هيلاري كلينتون، فمن المرجح ان تواصل سياسات إدارة أوباما، وتتمسك بالاتفاق النووي الإيراني، ومطالبة دول الخليج بإصلاحات سياسية تسمح بإبعاد الشباب عن الجماعات الجهادية المتطرفة، واستيعابهم في السلطة ودائرة صنع القرار في اطار مؤسسات منتخبة، ومحاربة الفساد.
***
شهر العسل السعودي المصري يبدو انه انتهى في أيامه الأولى، وتمخض عن حمل كاذب، لان العلاقات بين البلدين لم تقم على أسس استراتيجية طابعها الاحترام والنفس الطويل، وانما على اساس نظرية التابع والمتبوع، فمصر الحالية لا تقبل بالخضوع للقيادة السعودية، والعمل تحت ظلها، وتتباهى بإرثها الحضاري العظيم الذي يمتد لثمانية آلاف سنة، والسعودية القوية ماليا، خاصة قبل انهار أسعار النفط، ارادت ان تستخدم عضلاتها المالية القوية لإخضاع مصر وتشكيل مواقفها وسياساتها حسب متطلبات حروبها في اليمن وسورية والعراق وايران، وهذا ما يفسر “سياسة الحرد” السعودية التي جاءت ردا على لقاء وزير الخارجية المصري مع نظيره الإيراني على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتصويت مصر لصالح قرار روسي في مجلس الامن الدولي، يؤكد مواصلة قصف تواجد المعارضة السورية المتشددة المتمثلة في جبهة “فتح الشام” وحلفائها.
تتضارب الأرقام حول حجم المساعدات التي قدمتها دول الخليج لمصر في السنوات الأربع الماضية، فهناك من يقدرها بأربعين مليار دولار، نصيب السعودية منها حوالى 30 مليارا، وهناك من يقول انها اكثر وتصل الى خمسين مليارا، وفي جميع الأحوال تبدو عملية استعادتها صعبة جدا في ظل التأزم المالي المصري الحالي، وان كنا لا نعتقد ان الدول الخليجية لا يمكن ان تذهب في هذا الاتجاه، لان أي فوضى في مصر سترتد عليها سلبا، وفق الحسابات الاستراتيجية الإقليمية والدولية.
مصر تعيش مأزقا، ولكن مأزق السعودية وحلفائها لا يقل صعوبة في ظل تبخر الطفرة المالية، وبداية تململ في الأوساط الشعبية من جراء سياسات التقشف، وضياع الاحتياطات هدرا، وسوء إدارة، ونزيف حروب لا يتوقف.
لا نملك بلورة سحرية، ولا نقرأ الطالع، نقولها ونكرها مرارا، ولكن المؤشرات تفيد بان القطيعة باتت شبه حتمية، والغضب الرسمي الشعبي في ذروته، لان التراجع السعودي الخليجي عن ضخ الأموال جاء في وقت حرج جدا للحكومة المصرية، انه صراع المأزومين المحبطين.
*"راي اليوم" November 6, 2016


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.