وحدة بين شطرين كما كانوا يسمونهما، مع أنها في الأصل لمَّة أهل وائتلاف أجزاء شطرٍ واحد. الوحدة اليمنية هي النمط الطبيعي والتشطير هو الاستثناء على الرغم مما يزعمه بعضهم أن الجنوب مستقلٌّ تاريخيًّا وجغرافيًّا. لو أن الجنوب مستقلٌّ عن اليمن بالصورة التي يتكلفون تقديم ترسيماتها لكُنَّا قرأنا وسمعنا عن الجنوب العربي أكثر مما نقرأ ونسمع عن جنوب إفريقيا. واللاَّفت للانتباه ليس مايقال عن مصير الوحدة اليوم بل ما لم يُقَلْ عن وحدة المصير بالأمس. كنا نظن أن بعض صُنَّاع القرار السياسي سابقًا سيعدّون الوحدة مصيرًا سياسيًّا ولكن باعتباره مقرونًا إلى مصير الإنسان في هذه الأرض، ونتفاجأ مع الأسف أن من اشتركوا يومها في إعلان الوحدة هم أنفسهم من أفرغوها من مضمونها يوم خالفوا الوحدة والديمقراطية وقيم الحرية والعدالة الاجتماعية وأعادوا إنتاج الأخطاء. دارت الدوائر على الساسة كما عوَّدنا التاريخ، ليذهبوا وتبقى الأوطان كما عوَّدنا التاريخ والجغرافيا معًا. اليمن، تدفع ثمن أخطائهم إلى الآن ولكن الزمن يطويهم مع أخطائهم ليبقي على الأرض الطيبة والناس الطيِّبين. وبالرغم من كل ذلك، سينحاز التاريخ إلى جهة الحياد، وسيتحدث عن الإيجابيات بتجرُّد، "ولا يَظلِمُ ربُّكَ أحَدًا". سيحكي لنا عن المحطَّات الفارقة والمنعطفات الخطيرة والأخطاء الفادحة أيضًا. سنكون سعداء ولو أعلنوها فيدرالية مادامت الفيدرالية ستحافظ على الوحدة، وحدة المصير الذي يعنينا كيمنيِّين.