في حديثه إلى قناة "يمن شباب"، كان واضحاً إدراكه للقاعدة التي تقول "من لا يعمل لا يُغضب"، إنما ليس بالقدر ذلك من الوضوح كانت إشاراته في مجمل الحديث، وهي إشارات تعني بالاجمال أنه من الفداحة والقسوة أن لا تجد من يتفهم ما الذي تعمل، أو يتعاطف مع ما تود أن تفعله وتقدمه من موقع مسئوليتك!! لم أتعاطف مع شوقي هايل محافظ تعز، وهو يتحاشى الخوض بالتفصيل في مجموع إجراءات ومعالجات استهدفت اختلالات واضطرابات أمنية حادة عاشتها المحافظة، "تعزالمدينة" على وجه التحديد طيلة 2011م، وتواصلت مظاهرها إلى العام الماضي. صحيح، لم تكن معالجات نهائية، لكن من الإنصاف أن المحافظ شوقي نجح في إعاقة مشروع توسع الفوضى الأمنية، وحظيت مجموعة التغييرات في أجهزة الأمن بالمحافظة، بإشادات في الشارع العريض، كما لفتت إليها منظمات أجنبية تتابع الوضع الانتقالي في اليمن ككل. ولأن أطرافاً لا ترى نفسها مستفيدة من استتباب الوضع الأمني هناك، فهي وإن تظاهرت بالموافقة على عديد من تلك الإجراءات والتعيينات فإنها لا تود أن تحقق إجراءات نهائية وضامنة ومضمونة لعودة الاستتباب في أمن الحالمة تعز. ويبدو لي أنه يراد للمحافظ شوقي هايل أن يبقى أسيراً لهذا التحدي الأمني، ومشغولاً بمفاجأته وفواجعه. فهو إذا ما تجاوز هذا التحدي، فإنه سيفوت كثيراً من المراهنات التي تضعها أطراف سياسية تكشف ببلاهة عن تحركاتها ومدى نشاط خلاياها رغم محاولاتها التضليل والتدليس، والظهور بجلود أخرى، ثائرة بالطبع!! وفي ظروف غير مستقرة، وتحت وطأة إعاقات مماثلة في الميدان، مازال الرجل على قدر عال من الوثوق وحسن الظن بالمجموع من القوى والأطراف التي يعتقد في تأثيرها وفاعليتها في تغيير مجرى الأحداث والتحولات في المحافظة. أتصور الآن الفرق الشاسع بين شوقي هايل، الذي يراهن على جميع أبناء تعز، ويثق في إمكانية تجاوز الأنانية الحزبية والسياسية، لصالح تعز، تعز فحسب، وبين علي الخظمي في ريمة، المتوجه بخصومة جماعية يفترضها لنفسه مع الكل، والمتمثل دائماً بصفاقة الحديث عن "عمله بمفرده ليلاً ونهاراً" وأنه لا يكل ولا يمل ولا يهدأ!! وحين سأله لمجرد السؤال كما أعتقد – الرئيس هادي – قبل عامين من انتخابه رئيساً، لماذا لا يجري تشغيل مشروع المياه في عاصمة المحافظة رغم جاهزيته، ورغم ما صرف لأجله من الملايين، أجابه الخظمي ببساطة: مواسير المياه بعضها معطلة، لاحظو تعطلت "المواسير" قبل أن تبدأ ضخها الماء لعاصمة محافظة تشرب وتتوضأ من محطات "الكوثر" في مدينة الحديدة!! لا أعرف شوقي هايل، حتى أسجل هذه السطور، ولكنها لحظات - والمصادفة - استوقفني حديثه لقناة "يمن شباب" وحديثه عن تعز، تعز التي نراها مخزن الضوء في نفق أيامنا الحالكة. وهي كذلك بلا شك. * صحيفة المنتصف