-(صهوة الكلام)* بايجي خير، عايجي خير، شايجي خير! الأولى بلهجة أبين، والثانية صنعاء، والثالثة تهامة.. ومضمونها الطمأنة والتفاؤل والرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: تفاؤلوا بالخير تجدوه.. وجاء في كتاب الله العزيز (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)، غير أن ما يحزن أن هذه العبارة أصبحت تتداول للاستخفاف بعقول ومشاعر الفقراء والمحتاجين ومن يطلقها كانزو الثروات وتجار السياسة والنخاسة، متناسين أن لا فرج يُرجى إلا من الله وأنه الرازق المعطي والقابض والباسط والمحيي والمميت.. وأخشى ما أخشى على السوقة والمتحذلقين أن لا يقبعوا تحت وطأة وعذاب الآمرين بالمعروف ولا يفعلونه والناهين عن المنكر ويفعلونه، فيجدونهم الفقراء وقد ألقي بهم في النار فتندلق أقتاب بطونهم فيدورون بها كما يدور الحمار في الرحى.. فسحقاً وبعداً للمستهزئين والعابثين بمشاعر الناس وأن لا نسمعها ثانية إلا وهي مقترنة بفعل ذلك الخير وإسدائه لا هزواً وسخرية ممن بأيديهم مقدرات الناس. ماذا لو؟! * ماذا لو أن الدولة قامت بالإعفاء التام، في الكهرباء والمياه والهاتف الأرضي، لأسر الشهداء وجرحى الحرب أليس ذلك قمة في التكريم وتخفيفاً من الأعباء من على كاهلهم. * ماذا لو أن الدولة وجهت اهتمامها بإعادة البنية التحتية في الجنوب، كونها كانت دولة كاملة السيادة. * ماذا سيحدث لو أن هناك اهتماماً صادقاً تجاه المنتجات الوطنية وخفض أسعارها لتكون في متناول ابن البلد، كالأسماك واللحوم التي ارتفع سعرها بشكل جنوني وخيالي ؟! * ارتفعت الأسعار بسبب أزمة الوقود والمواصلات أثناء الأزمة واستقرت الأمور والأحوال، غير أن الأسعار هي.. هي..! فالويت الماء بثلاثة آلاف وكأس الشاي بخمسين ريالاً وأجرة الدراجة النارية مائة ريال، ناهيك عن السيارات والأسفار البعيدة.. فمتى يدرك المواطن قيمة المساس بعيشه وقوته وأنه في مقدمة جميع المطالب وأن ذلك هو الحصار الاقتصادي بعينه، فماذا يحصل لو أن الأزمة باقية على حالها؟! * ماذا لو أن الدولة تستخدم أسلوب اللجان الميدانية والدفع الفوري دون التسويف والمماطلة في التعويض بكل أشكاله ومسبباته؟! * صحيفة المنتصف