العبرة ليست في القرارات إذا نظرنا لحجم التأثير والدور الذي تلعبه بعض الشخصيات من خارج دائرة المنصب أو الرتبة العسكرية لاسيما الدور الذي يلعبه اللواء علي محسن، بدءاً من الارتباط بالسعودية قبل وبعد وأثناء الثورة وهو الدور المريب الذي يضع ألف تساؤل حول التدخلات السعودية في اليمن وحول اتفاقيات ترسيم الحدود المجحفة بحق اليمن وحول المعاناة التي يتعرض لها المغترب اليمني في المملكة الجارة التي تزداد تمددا بينما نزداد انكماشا. فإذا كان قرار إبعاد اللواء العجوز من كرسي الفرقة الأولى أو بالأصح إبعاد الفرقة الأولى منه سيحد من نفوذ الرجل عسكريا فماذا عن النفوذ السياسي وتدخلاته بمطبخ صنع القرار وماذا عن نفوذه القبلي وهل سيَسلم الرئيس هادي من جحيم نفوذه وتدخلاته في حالة عدم منحه مكاناً بديلاً يستخدمه لإشباع نهمه وحاجته للسيطرة على كل شيء.. أم سنراه يوجد لنفسه بدائل أكثر توسعا؟! أما أسوأ الشطحات والمهزلة ان يكون هناك مخطط سعودي إصلاحي لترشيحه للرئاسة - لا سمح الله - لتصبح اليمن حينها فرعاً رسمياً للعائلة السعودية التي لن تجد له مثيلاً. لأن الرجل لا يزال يخال نفسه شابا بمقتبل العمر وينتشي بلباسه العسكري وشحطته المزعومة، ولذا لا يستبعد أن يفكر بمثل هذا الأمر وسيقول لنفسه هادي زايد عليا بأيش. أما الحديث عن احمد علي، فليس هناك من دور يمكن الحديث عنه خاصة وانه لم يكن له ذات التدخلات في الداخل أو الخارج وكل انشغاله كان مكرسا في بناء الحرس الجمهوري وتطويره حتى جعله أفضل وحدة عسكرية ولليمن ان تفخر بذلك، إضافة إلى انه اظهر تعقلا واتزانا أثناء الثورة ولم ينجر للانتقام أو التسرع خاصة عندما تعلق الأمر بحياة والده الرئيس السابق، ولذا فلا اعتقد أن هناك من يحمل أي مخاوف منه سواءً كقائد عسكري أو كشخصية سياسية أو حتى كمواطن عادي عُرف بالتواضع ولم يعرف عنه أي أعمال مخلة أخلاقياً أو مهينة كالنهب والظلم أو السرقة أو الخيانة. * صحيفة المنتصف