فخامة الرئيس هادي تحدث كثيراً في خطاباته عن "العقد الاجتماعي" الذي سينتج عن مؤتمر الحوار والذي بموجبه ستتحدد ملامح الدولة اليمنية القادمة، انتظرناه جميعنا واعتبرنا ان حديث الرئيس عن العقد الاجتماعي في اكثر من مناسبة يعني انه يدرك ما الذي يعنيه واستبشرنا بذلك، لكن فخامته اثبت انه لا يعرف الفرق بين "العقد الاجتماعي" و "العقد العرفي"، ولايدرك بأن الاول رضائي بين ابناء الشعب جميعهم و ان الثاني هو فقط اجراء عاجل يعتقد اطرافه بأنهم تحايلوا على المجتمع و قناعاته ليتمكنوا من ممارسة الرذيلة تحت هذا الغطاء الشفاف.. فبالاضافة لمضمون ذلك العقد "وثيقة بنعمر" الذي يتيح لمجموعة ماجنة سياسياً ان تمارس رذيلتها، فقد كان مشهد التوقيع مخجل واستهجنه حتى من عبروا عن قبولهم للوثيقة،، و رداً على من يدّعي بأن هذه مجرد اجراءات شكلية نوضح له بأن الدولة بكاملها هي عبارة عن اجراءات شكلية، فهي لا توجد ارض "اقليم" ولا تخلق سكان "شعب" بل هي مجرد حالة معنوية تتكون لدى سكان اقليم ما فتعلن عن وجودها ايضا باجراءات شكلية وتفرق بين هيئاتها و تنظم سلطاتها بإجراءات شكلية. من وصل للحكم عبر انتخابات شكلية هو مدينٌ للاجراءات الشكلية اكثر منا جميعاً وكان يفترض به ان يصونها كما انها مازالت تصونه... الصورة: رسم توثيقي لتوقيع وثيقة اعلان الولاياتالمتحدةالامريكية قبل أكثر من 200 عام... * حائط الكاتب/ فيسبوك