في البدء أؤكد للقارئ الكريم أنني كتبت هذا المقال وفقاً لعقلية علمائنا الذين لا ينظرون إلى المرأة إلا أنها مصدر الرذيلة والفتنة والانحراف هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يقولون إن في زواج المرأة عفتها والواقع يؤيدهم في هذا إلى حد كبير ..ومن هذا المنطلق أخاطبهم في هذا المقال وفي بدايته أؤكد أنني لم اطلع على دراسة تبين حجم مشكلة العنوسة والأرامل في اليمن إلا أن هناك دراسات أجريت في كثير من دول الوطن العربي بينت أن هناك ملايين من العوانس والأرامل ونوهت تلك الدراسات إلى مخاطر هذه الظاهرة الاجتماعية ولعل مصر وسوريا والجزائر والمغرب وبعض دول الخليج أكثر الدول العربية تعرضاً لهذه المشكلة .. ولا يعني عدم وجود دراسات في اليمن أو إنني لم اطلع عليها – أنها غير موجودة خاصة في المدن ويكفي المرء أن ينظر حوله في الحارة أو في العمل ليدرك أن هناك مشكلة حقيقية هي أولى باهتمام العلماء والمفكرين والكتاب من زواج الصغيرات التي أخذت حظا وافرا من الجدال والنقاش مع أنها لا تشكل ظاهرة أو مشكلة اجتماعية حقيقية مقارنة بهذه المشكلة . وإذا كان علماؤنا الأجلاء أرغوا وأزبدوا في قضية زواج الصغيرات بحجة أن تقنين زواج الصغيرات مدعاة للانحراف والرذيلة حد وصفهم فمن حقنا أن نسألهم : أيها مدعاة للانحراف والرذيلة بنت العشر سنوات أو الثلاث عشرة سنة أم بنت العشرين والخمسة والعشرين أو الثلاثين؟ أيها ادعى لرفع الصوت تقنين زواج الصغيرات أم بلوغ النساء سن اليأس دون زواج؟. أن أي عاقل لا يمكنه إلا أن يجيب بأن العنوسة هي التربة الاخصب للرذيلة والانحراف وفقاً لمنطق علمائنا بشكل يفوق كثيراً كثيراً تقنين زواج الصغيرات. وهنا يصفعنا السؤال التالي : لماذا علماء اليمن لا يعيرون هذه القضية أي اهتمام ؟ ولا نسمع منهم صوتاً يرتفع ليعلن أن هناك بيئة خصبة للرذيلة والانحراف؟!، أم من بلغت سن العنوسة عندهم دخلت محراب التبتل والرهبانية فلا تأتيها الرذيلة من بين يديها أو من خلفها ؟! . فاطمأنت نفوسهم لذلك فاتجهوا إلى محاربة تقنين زواج الصغيرات دفاعاً عن الأخلاق ومنعاً للرذيلة .... تفكير عجيب غريب!. وإذا أضفنا التدهور المعيشي إلى مصيبة العنوسة ارتفعت في الواقع خصوبة تربة الرذيلة والانحراف ... وإذا أضفنا لذلك انتشار زواج الصغيرات حد زعم المدافعين عن تقنين ذلك الزواج على حساب زواج الكبيرات في السن وصلت الرذيلة إلى الذروة .. فإذا أضفنا انتشار الداشات والقنوات الماجنة حسب وصف علمائنا تجاوزت الرذيلة ما بعد الذروة . .. وهنا كان يجب ظهور العلماء ويعلو صوتهم دفاعاً عن الفضيلة ومنعاً للرذيلة .. هنا وليس في أي مكان آخر ..هنا المشكلة الحقيقية .. ولكن متى كان العلماء يبحثون عن حل لمشاكل المجتمع ؟ هم مشغولون بحل مشاكل الحكام وإصدار الفتاوى لهم ليمارسوا الظلم والاضطهاد بضمير مرتاح . فالي حماة الفضيلة والأخلاق ومحاربي الرذيلة والانحراف نقول إليكم أهم أسباب انتشار العنوسة والأرامل في اليمن مزيداً التفاصيل.. الصفحات اكروبات