دعوات جديدة للاصطفاف الوطني أطلقها المشترك عبر قطبه الأوحد الإصلاح (الذراع السياسية والعسكرية للإخوان في اليمن) كان الأحرى به توجيهها لبقية مكوناته التي باتت تجمع على أن الإصلاح يستأثر بقرارات التعيين في الوزارات والقرارات المتعلقة بهم كتكتلات، والأهم من هذا وذاك أن المشترك لم يعد مشتركاً إلا في (المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة) وأن انفراط عقده مسألة وقت فقط لاغير. فمنذ وثيقة الإنقاذ الوطني عام 2009 لم يتفق المشترك على شيء سوى مرتين، الأولى عندما جرّوا البلاد إلى مصير مجهول عام 2011 مازلنا نتخبط من تبعاته حتى اليوم، والثانية عندما تقاسموا حصتهم من كعكة الحكومة. أما ماعدا ذلك فكل القضايا والاستحقاقات المحلية والعربية كانت محل خلافات بين مكوناته وصلت حد الانقسام الواضح.. كان طرفه الأول (قطبه الأوحد)، وبقية المكونات (الأذناب) كانت في الطرف الآخر. فكانت الصولات والجولات بين الإخوان والناصريين وبين الإخوان والاشتراكيين والإخوان والحق...إلخ على مختلف القضايا جعلت كثيرا من القيادات تنادي أحزابها المنضوية ضمن هذا التحالف بفك الارتباط من الورطة التي أوقعهم فيها الإخوان بالتحالف معه. يضاف إلى ما حدث ويحدث بين مكونات المشترك؛ المعارك حامية الوطيس بين قطبه الأوحد عبر جناحهم العسكري والقبلي وبين رفاق الخيام (الحوثيين)، حيث امتد صراعهم من محافظة صعدة وحتى عمران مع ما دار بينهم في محافظاتمأرب والجوف والبيضاء. وانتهت تلك المعارك بهزائم مخزية وانحسار تمددهم في معاقلهم. لم يكن المؤتمر الشعبي العام طرفاً في أحد الصراعات الداخلية للمشترك، ولم يكن كذلك طرفا في المعارك بين رفاق الخيام ومع ذلك لا يتورع قطب المشترك الأوحد (الإخوان) عن إلقاء بلواهم التي لم يسلم منها أصدقاؤهم قبل أعدائهم على شريكهم في الحكومة للخروج من الورطة التي ورطهم فيها مراهقون سياسيون اعتبروا أن ما حدث في 2011 فرصة ثمينة يجب الاستفادة القصوى منها بالأساليب المشروعة وغير المشروعة، متناسين ما جرى لإخوانهم في مصر والغضب الشعبي والرسمي العارم في المحيط الإقليمي من مخططاتهم البشعة للاستيلاء على السلطة. البحث عن مخرج للأزمات التي وضعنا فيها الإخوان المتستر بقناع المشترك لا يكون بدعوات التخوين والتدخل في شؤون شركاء الوفاق والتهيؤ للانقضاض على (الخصم) متى لاحت الفرصة، بل بوقفة مسؤولة للبحث في أسباب فشل وزراء المشترك جميعهم دون استثناء والبحث عن حلول منطقية تراعي المصلحة العامة تكون قاعدتها تذكر أننا على ظهر سفينة واحدة إن غرقت غرقنا جميعاً. * المنتصف