من كان بإستطاعته إيقاف السيد "مارك" قبل أن يخترع "فيسبوك" ويشعل ثورة جديدة عجز العالم عن الحد من هلعها ، أشياء كثيرة من ملامح العالم الافتراضي تغيرت ، لازال يمارس ثورته المستمرة ولا أظن أن شيئاً بإمكانه إيقاف هذا الجنون ، لم نكن ندرك أننا سنكون بصدد جهاز لوحي (آيباد) وهاتف ذكي يتجول بها الكبار والصغار وينازعنا في اقتناءها الأطفال ، ولم أعد متفاجأً وأنا أستمع إلى طفلي وهو يحدثني عن النت والوتس آب بثقة كاملة . مذهل أن يحدث هذا في زمن قياسي فيما كنا إلى وقت ليس ببعيد نختزل الثورة المعلوماتية برمتها في الويندوز والورد ومن قبيل الترف والتسلية تبادلنا الحديث عن الإنترنت ، أتذكر أني عدت للبيت لأخبرهم أني كنت في النت ، قلتها متباهياً كما لو أنه بات عليَّ التواصل مع العالم المتقدم والبقاء خارج محيطي الذي يستحيل وقتها امتلاك جهاز كمبيوتر ، التفكير في التقنية والإنترنت ظل مهملاً والإقبال محدوداًَ والبنية التحتية تتقدم ببطء شديد. غدت حاجتنا للإنترنت ملحة ، نتصفحه يومياَ وفي حضرة المستر "فيسبوك" ندون قضايانا ونناقشها بحماسة ، لقد أقحم أنفه في أدق تفاصيل حياتنا وأعمالنا اليومية وأصبح بإمكاننا الاعتماد عليه ، مدهش أن تتبدد قيود اللحظة وتشعر أن العالم مرتمياً عند أناملك ، إنه يفرض عليك التمازج معه والتعلق به حد الشغف . شدتني موافقة الحكومة قبل أيام للمشاركة في اتفاقية الكابل البحري للانترنت ، شعرت أننا قد استوعبنا ولو متأخراً حاجة البلاد لمشاريع استراتيجية عملاقة للشبكة العنكبوتية تخلصنا من مشاكلها الذهنية وتحل معادلة الاختناق الحاصل من تهافتنا على الإنترنت بشهية مفتوحة ، ألمح تجاوزنا للشعور بالخوف وقدرتنا على مشاركة الكبار ، نحن الآن شيئاً فشيئاً نستعيد الثقة بمشروع تمضي وزارة الاتصالات في تنفيذه بمعية (17) دولة تتقدمها بريطانيا واليونان والإمارات ، وقد يكون علينا الاحتماء به لمجابهة العالم الافتراضي وهو يتخطانا كل دقيقة ويزيد من حدة انحسارنا ويمكْنُنا من التعاطي مع عالم لا يعرف التوقف. لم يعد مهماً إقناعنا بالتخلي عن حسابات الكلفة والقدرة الشرائية التي وضعناها في طريقنا طويلاً ، وليس منطقياً أن نحشر أنفسنا في حلقة التأزم والتعقيدات ونغرق في الأفق الضيق ، المستقبل مدجج بمفاجآت مهولة ، ولا شيء يشفع لنا إن لم نتقدم ، هكذا يبدوا الأمر وتبدوا لهفتنا لأمل ينذر بانفراج ضائقة الانترنت ، ستمتلك البلاد بعد عامين انترنت بقدرة تضاهي قدرته الحالية ب82ضعف ، سنحظى بسرعة أعلى وكلفة أقل وإمكانية أوفر ، أتحدث عن مشروع عملاق يربط آسيا وأفريقيا وأوروبا ثقة دولية تدفعني للتخلي عن هواجس التهكم والإخفاق ، أراهن على ذلك كما لو أننا قد حظينا بمشروع ماثل بيننا المهم أن ندع بن دغر يعمل مع وزارته بفرصة كاملة. [email protected]