نحتفل اليوم بالعيد ال47 للاستقلال الوطني 30 نوفمبر 1967م وشعبنا اليمني يطأطئ رأسه إجلالاً لأبطال الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر الذين بفضل تضحياتهم الجسيمة، أشرقت شمس الحرية والاستقلال وتحررت عدن وبقية أراضي جنوبنا الحبيب من المستعمر الغاصب الذي عاث فساداً في أرض اليمن طوال 128 عاماً. نعم.. الشعب اليمني يخجل من الشهداء.. أمثال: لبوزة.. مدرم.. عبود.. عبدالفتاح.. علي عنتر.. صالح مصلح.. علي شائع هادي.. وسالمين ..قحطان الشعبي.. محمد صالح يافعي.. من الحبيشي وعشيش.. نخجل من آلاف الشهداء والجرحى.. ومن تلك الهامات الوطنية التي عُذبت في سجون الاستعمار.. نخجل من نساء عدن المناضلات اللاتي فتحن منازلهن لإخفاء فدائيي الجبهة القومية من رصاص فرق الموت البريطانية.. نخجل من كل الأمهات اللاتي دفعن بفلذات أكبادهن وأزواجهن إلى جبهات القتال وخرجن إلى الشوارع يتحدين الرصاص في مسيرات لشحذ الهمم ولتضميد جروح أبطال التحرير بل حملن السلاح إلى جانبهم أسوة بالبطلة دعرة. ونحن نحتفل بعيد الاستقلال الوطني اليوم.. ونفس أصحاب الطائرات الذين أصلوا بنيران اسلحتهم ثوار ونساء وأطفال اليمن بالأمس.. عادوا من جديد يستبيحون دماء شعبنا ويغتالون اطفالنا ويحرقون كل شيء في البلاد. نحتفل بعيد الاستقلال الوطني الذي اضعناه.. وقلوبنا تتمزق كمداً وحزناً.. بل تقطر دماً.. وأهلنا في شوارع مدننا وقرانا يغلون غضباً.. فأي عيد هذا الذي يأتي والنيران تشتعل في صدور أبناء شعب عُرِف وطنه تاريخياً بأنه مقبرة للغزاة وقد صار مذلاً ومهاناً. اعذرونا أيها الذئاب الحمر.. فلقد هزمتم جيش الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.. وسطرتم أروع ملحمة انتصار تاريخي على أقوى جيش استعماري في العالم.. بأجسادكم العارية واسلحتكم التقليدية والبدائية وحررتم شعبنا من الاستعمار الذي قاده القبطان هينس في 19يناير 1839م عندما دنس عدن وأباد دون رحمة أجدادنا الذين احترقت اجسادهم في متاريس قلعة صيرة وفي شوارع عدن وهم يقاومون هذا الغاصب.. لكننا اليوم وبعد قرابة نصف قرن من انتصار 30 نوفمبر نجد أنفسنا نواجه «القبطان بنعمر» فلا فرق بين حادثة سفينة «دريا دولت» ولا بين مؤامرة 2011م.. وها هو التاريخ يعيد نفسه وتتكرر مأساة عدن في صنعاء.. وتتشابه جريمة شنق حاكم عدن من قبل القائد العسكري التركي بنفس المسدسات كاتمة الصوت أو على أيادي البريطانيين بعد ذلك مع قرار العقوبات الدولية الذي أصدره بالأمس مجلس الأمن الدولي.