كشف الدكتور عبدالسلام الجوفي-وزير التربية والتعليم اليوم- عن ارتفاع نسبة الأمية إلى ما يتجاوز 48%، وأن هناك أكثر من (200) ألف طفل، وطفلة لا يستطيعون دخول المدارس، مؤكداً أهمية تفعيل الجهود والأنشطة لمؤسسات محو الأمية الرسمية، ولمنظمات المجتمع المدني من أجل مواجهة هذا التحدي الخطير. وأشار الجوفي- خلال افتتاحه أعمال اللقاء التشاوري الثالث لقيادات محو الأمية وتعليم الكبار في المحافظات -إلى أن معدل النمو في اليمن حوالي 3.5%، وأن هناك أكثر من 200 ألف طفل وطفلة لا يستطيعون الذهاب إلى المدارس، باستثناء أعداد المتسربين من المدارس، وأن عدد الملتحقين بالمدارس لا يتجاوز 600 ألف تلميذ وتلميذة، مؤكداً أن ال(200) ألف- الذين هم خارج التعليم- يشكلون مصدراً لتدفق الأمية الدائمة. ودعا إلى ضرورة أن يمتد نشاط محو الأمية، ويتوسع إلى كل المناطق، وإلى أهمية المشاركة المجتمعية، وبناء العلاقات مع مؤسسات المجتمع المدني، والمحافظة، وغيرها من أجل استقطاب الناس في برامج محو الأمية. كما رحب الجوفي بمبادرات الصندوق الاجتماعي للتنمية والجمعيات والمنظمات في المجتمع المدني التي تُصب في اتجاه محو الأمية، لكنه اشترط الالتزام بالمنهج المعد من قبل وزارة التربية ، وأن لا يُؤلّفَ منهج خاص لهم، وإذا كانوا لا يريدون شهادات من الوزارة لا بد أن تكون لهم علاقة وارتباط بالوزارة. يجب أن يكون عملهم في أطر وآليات وزارة التربية. وأكد: (يجب أن تصل رسالة جهاز محو الأمية إلى كل بيت. لا يمكن للديمقراطية أن تتطور بدون وجود وعي، ولا يمكن أن يكون هناك وعي بدون تعليم). وتطرق الجوفي إلى ما تشهده صعدة من أحداث، موضحاً: أن الحوثي استغل جهل الناس، وشكّل من أولئك الناس الجاهلين تنظيم من شباب لا يعرفون إلا (سيدي حسين). ونوّه إلى أن الوزارة حين تبني المناهج الدراسية لمحو الأمية تضع أهدافاً تعزز القيم الأخلاقية والإنسانية للمجتمع إلى جانب القراءة والكتابة، وهو الأمر الذي يجعل الخضوع لضوابط الوزارة، أمراً في غاية الأهمية، مؤكداً: لا بد أن يكون فتح مركز محو الأمية بتصريح، ولابد أن تعرف الوزارة أسماء الدارسين، وأعدادهم، وأعداد المدرسين، وغيرها من البيانات التي يمكن إدخالها ضمن خطط الوزارة، فيما حققته على صعيد مكافحة الأمية. وأشار الوزير إلى أن وزارة المالية ستناقش- بعد أسبوعين- الميزانية الجديدة للجهاز المركزي لمحو الأمية، أملاً في رفع المخصص والدفع بالعمل نحو أفق أوسع، مشيداً بالجهود التي بذلتها بعض المحافظات، واعداً بتكريمها في اليوم العالمي لمحو الأمية من قِبل رئيس الوزراء، منوهاً إلى أن الوزارة تبحث حالياً عن إمكانية فتح دورات تدريبية خارج القطر. كما وصف مشروع التغذية المدرسية بأنه باب من أبواب الفساد، وأن التجارب السابقة أكدت هذه الحقيقة، مما اقتضى الأمر معارضة الوزارة لإعادة التغذية واستبدالها بحوافز أخرى. وفي ختام اللقاء فتح وزير التربية باب المناقشة مع قيادات المراكز في المحافظات واستمع إلى آراء ووجهات نظر العديد منهم، فيما يتعلق بسبل تطوير العمل، وتجاوز التحديات الراهنة. هذا وكان اللقاء افتتح أعماله تحت شعار (من أجل المزيد من المشاركة في تفعيل برامج محو الأمية وتعليم الكبار)، وسيستمر للفترة؛ من الأول وحتى الثاني من أغسطس.
