مع حلول الرابع من أغسطس الجاري 2004م تهل علينا ذكرى مرور 50 عاماً على استشهاد الشيخ المناضل عبدالله علي الحكيمي في الرابع من أغسطس 1954م، الذي يعد واحدا من أبرز رموز الحركة الوطنية والدينية في اليمن ورائداً من روادها الأوائل، الذين كرسوا جهدهم وفكرهم لبلورة الفكر الثوري وتأسيس الحركة الوطنية اليمنية. وإحياءً للذكرى ، تعقد يوم الاثنين 9/8/2004م ندوة موسعة تناقش خلال ثلاثة أيام عدداً كبيراً من البحوث والدراسات المقدمة للندوة من قبل المشاركين ، من المناضلين والباحثين وأساتذة الجامعات والمتخصصين في الشأن الوطني، وعدد من المهتمين في تاريخ الثورة اليمنية والحركة الوطنية. أكد ذلك ل(المؤتمر نت) الأستاذ عبد العزيز سلطان المنصوب، عضو اللجنة التحضيرية للندوة الخاصة بالذكرى، مشيراً إلى أنه سيقام على هامش الندوة والتي تستمر ثلاثة أيام معرضاً خاصاً للصور والوثائق المتلعقة بمسيرة ومراحل الحياة النضالية والدينية والدعوية المختلفة للشيخ الحكيمي والأدوار التي لعبها طوال حياته الثرية والمفعمة بالنشاط والحيوية. تقام الفعاليات بمقر مركز الدراسات والبحوث اليمني بصنعاء وتسبق باحتفال خطابي كبير، وبرعاية مباشرة من القيادة السياسية وقيادة الحكومة. جدير بالذكر أن الشيخ الحكيمي الذي أطلق عليه الثوار لقب (شيخ الأحرار) من مواليد 1900م ورحل عن 54 عاماً قضى جزءاً كبيراً منها في خدمة القضية الوطنية والتأسيس للعمل النضالي فهو من أوائل دعاة الثورة على الإمامة والتخلص من الجبروت، وتحرير الشعب من حكم الطغاة ، كما أنه عمل في عدن لفترة بعد انتقاله إليها من قريته (الأحكوم) انتقل بعدها للعمل بحاراً على ظهر أحد السفن الفرنسية لخمس سنوات استقر بعدها لخمس سنوات أخرى في مدينة مستغانم الجزائرية حيث تتلمذ على يد الشيخ العارف الصوفي الكبير احمد مصطفى العلاوي الذي أذن له بالدعوة بين صفوف الجالية المسلمة في أوروبا وتنظيم صفوفها وقد قام الحكيمي بذلك خير قيام حيث حل في فرنسا بباريس ومرسيليا، وفي بلجيكا وهولندا، ثم استقر في بريطانيا، وأسس في مدن كثيرة فروعاً للجمعية العلوية الإسلامية، وأسس عدداً من المساجد ومنها مسجد نور الإسلام بمدينة كاردف الإنجليزية وبعد عودته إلى الوطن أسس عدداً من الزوايا والمساجد وساهم في تأسيس "حزب الأحرار الدستوري" ومن ثم الجمعية اليمنية الكبرى وبعد نكبة 1948م بأشهر أصدر الحكيمي من مدينة كاردف (جريدة السلام) التي قدمت خدمات جليلة وأوصلت صوت اليمن للعالم.