أقر الرئيس الأمريكي جورج بوش بمأزقه في العراق، وأعلن أمس “وجود مشاكل جدية لا تزال قائمة هناك"، لكنه أكد ضرورة اجراء الانتخابات العراقية في موعدها المقرر مطلع العام المقبل، على الرغم من الشكوك المحيطة بها والضغوط التي تمارسها واشنطن لإنقاذها، ومنها السعي الى طلب نجدة مؤتمر دولي تسعى الى عقده وتشارك فيه دول اوروبية وشرق أوسطية بينها ايران. وبينما استمر تخبط المواقف بين كبار المسؤولين في الادارة الأمريكية حول حجم الانتخابات العراقية والمناطق التي ستشملها، أكد رئيس الوزراء العراقي المؤقت أنها لن تكون جزئية، وناشد حكومات العالم تناسي خلافاتها بشأن العراق ومساعدة بلاده. وقتل خمسة جنود امريكيين في مواجهات متفرقة في العراق أمس، وواصل جيش الاحتلال عدوانه على الفلوجة وقتل ثمانية من ابنائها واصاب 11 آخرين. واشتركت قواته مع الحرس الوطني العراقي في اقتحام مسجد “ابن تيمية" في بغداد، وسقط عدد من العراقيين ما بين قتيل وجريح في اشتباكات وتفجيرات في بغداد، وبعقوبة والرمادي. وعلى صعيد قضية الرهائن أعلن موقع اسلامي على شبكة الانترنت امس ان جماعة التوحيد والجهاد التي يتزعمها ابومصعب الزرقاوي قتلت الرهينة البريطاني الذي تحتجزه كين بيجلي، واحتجزت سبعة جنود بريطانيين، لكن لندن شككت في مصداقية التقرير، واكد رئيس الوزراء توني بلير ان بلاده ستواصل مساعيها لاطلاق سراحه، في وقت وصل وفد من مسلمي بريطانيا الى بغداد للغرض نفسه. كما ناشدت الرئاسة المصرية اطلاق سراح المصريين الستة الذين اختطفوا في العراق فوراً، والذين لا يزال مصيرهم غامضاً حتى الآن. وفي خطابه الأسبوعي الذي تناقلته الاذاعات والتلفزيونات، قال جورج بوش امس “ان الحرب من أجل حرية العراق معركة ضد رجال هم بين الأكثر وحشية وأقل رحمة على وجه الأرض". وأقر بوش الذي كان يجادل بأن العراق على طريق الاستقرار “ان مشاكل جدية لا تزال قائمة في مدن عراقية عدة، واستراتيجية الحكومة تكمن في محاصرة العدو وعزله، وأن الحزم في المفاوضات يأتي بثماره" مؤكدا وقوف ادارته الى جانب اياد علاوي. وقال انه ورئيس الوزراء العراقي المؤقت متفقان على تسريع وتيرة اعادة الاعمار، وانه سيتم انفاق اكثر من تسعة مليارات دولار على عقود تلك المهمة خلال الأشهر المقبلة. وتطرق بوش الى الانتخابات المقبلة في العراق فقال “ان تنظيم انتخابات حرة مرحلة حاسمة، وانه يجب ان تجرى في يناير/كانون الثاني المقبل على ابعد تقدير، واللجنة الانتخابية اطلقت الاسبوع الماضي برنامجاً خاصاً لاطلاع العراقيين على العملية الانتخابية وتشجيهم على التصويت". وكشف وزير الخارجية الامريكي كولن باول امس عن ضغوط تمارسها بلاده وعلاوي لتنظيم مؤتمر دولي لدعم العملية الانتخابية يشارك فيه جميع القادة العراقيين ومجموعة الدول الصناعية الثماني ونأمل ان يعقد في شهر اكتوبر/تشرين الاول المقبل وهذه رغبة علاوي وسيكون الاجتماع له". وأوضح باول ان المؤتمر سيضم الديمقراطيات الغربية الكبرى والعديد من دول الشرق الأوسط، بما فيها ايران. وتعد تصريحات باول محاولة للتغطية على الخلافات بين كبار المسؤولين الامريكيين حول الانتخابات، فقد عارض ريتشارد ارميتاج نائب وزير الخارجية الامريكية علناً تلميح وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد الى أن التصويت في الانتخابات العراقية لن يشمل معظم المناطق المضطربة، مؤكدا ضرورة اجرائها في كل ارجاء العراق. أما علاوي فدعا من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة قبل الماضية، الى مساعدة بلاده على “إلحاق الهزيمة بكل القوى الإرهابية"، محذرا من “ان الفشل في ذلك سيشكل هزيمة للمجتمع الدولي برمته". كما صرح عقب اجتماعه بكوفي انان الامين العام للمنظمة الدولية في وقت لاحق ان الانتخابات المقبلة في بلاده “لن تكون جزئية". ميدانياً، اعترف جيش الاحتلال الامريكي امس بمقتل خمسة من جنوده اربعة منهم من قوات مشاة البحرية “المارينز" اول من امس. كما قتل جندي خامس امس بانفجار قنبلة على طريق العاصمة. ودهم الاحتلال وقوات الحرس الوطني العراقي مسجد “ابن تيمية" بزعم البحث عن اسلحة مخبأة فيه. وواصل الاحتلال قصف الفلوجة وقتل ثمانية من أبنائها امس بينهم امرأة وثلاثة اطفال من عائلة واحدة في العدوان الذي ادى الى إصابة 12 آخرين. واكتنف الغموض امس مصير الرهينة البريطاني كين بيجلي الذي أكد توني بلير في كلمة مقتضبة ان حكومته ستواصل كل ما في وسعها لإنقاذه، وذلك بعد ساعات من إعلان موقع اسلامي على شبكة الانترنت يسمي نفسه “العزة" ان جماعة ابو مصعب الزرقاوي قتلت بيجلي، وخطفت سبعة جنود بريطانيين آخرين. المصدر- الخليج
