قال رئيس الوزراء، توني بلير، إن بوسعه قبول إن هناك خطأ في أدلة أسلحة الدمار الشامل العراقية، لكنه لن يعتذر عن الإطاحة بصدام حسين. جاء ذلك في خطابه في مؤتمر حزب العمال الذي يعقد استعدادا للانتخابات القادمة. وفي ما يتعلق بالإرهاب قال بلير إنه يجب مواجهته وإزالة "جذوره وفروعه" ومنعه من الحصول على اسلحة دمار شامل، مضيفا أنه يجب التعامل مع الظروف التي تولد الإرهاب الذي "لا يمكن دحره بالبندقية فقط". وقال إن إحياء عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية سيتكون من أولوياته الشخصية، بعد الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وقد استهل بلير خطابه بالإعراب عن التعازي لعائلتي الجنديين البريطانيين اللذين قتلا في مدينة البصرة العراقية اليوم، وعن التعاطف مع عائلة الرهينة البريطاني، كين بيجلي، المختطف في العراق. وتحدث في البداية عن السياسة الداخلية مركزا على الوضع الاقتصادي ومساعي الحكومة لرفع المستوى المعيشي. وكان المراقبون قد توقعوا أن يسعى بلير إلى تحويل تركيز مؤتمر حزب العمال من الحرب على العراق الى القضايا الداخلية. وأشاد بوزير ماليته، جوردن براون، قائلا إنه أفضل وزير مالية رأته بريطانيا في تاريخها. وكان يتردد أن هناك خلافات بين بلير وبراون حول زعامة حزب العمال وخلاف بين وزير المالية ومسؤول الحملة الانتخابية ألن ملبورن. ويتزامن خطاب رئيس الوزراء البريطاني في المؤتمر الذي يعقد في برايتون مع احتجاج صاخب اخر لمتظاهرين مؤدين لصيد الثعالب. يذكر أن مئات من رجال الشرطة في حالة تأهب لمنع تكرار الاشتباكات التي حدثت خلال مظاهرة لمؤيدي الصيد في وقت سابق هذا الشهر في ميدان البرلمان والتي شهدت اقتحام خمسة رجال لقاعة مجلس العموم. وعلى صعيد السياسية الداخلية وجه انتقادات لحزب المعارضة الرئيسي، حزب المحافظين، وكذلك للحزب الليبرالي الديمقراطي وزعيمه تشارلز كنيدي . وشدد على عزمه خوض الانتخابات لفوز تاريخي بولاية ثالثة. وما زال الانقسام سائدا بين عدد كبير من اعضاء حزب العمال بشأن قضية العراق وقد ضغط مندبون بالفعل من اجل مناقشة استراتيجية للخروج من هناك. وقد يسعى بلير ايضا لطي صفحة قرار دخول الحرب وتركيز الانظار بدلا من ذلك على ما وصفه بالحرب "الجديدة" على الارهاب التي يعتقد انها تستعر الان في العراق.