اعتبرت المملكة العربية السعودية استخدام القوة لاخضاع المعارضة العراقية لن "يؤدي إلا الى زيادة الشقاق بين العراقيين وتعميق خلافاتهم", ودعت الى "توفير المناخ الامني والسياسي لتعميق الثقة" بين الشعب ونظامه السياسي. وأعلن الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" في رسالة صوتية امس, ان تنظيمه لا يهتم بمن فاز في الانتخابات الاميركية, واعتبر "سقوط بغداد سقوطاً لكل الأنظمة التي تخلت عن الجهاد". جنود اميركيون ينقلون رفيقهم الجريح بعد هجوم جنوب بغداد امس. (أ ف ب) وفيما يحتدم النقاش في بغداد حول تأجيل الانتخابات او اجرائها في موعدها المحدد, اكد وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان لا سبب للتأجيل, وأقر رئيس الوزراء اياد علاوي بأنها "لن تكون مثالية" لافتاً الى انها "مجرد محطة مهمة على طريق الانتخابات المقررة نهاية العام 2005". امنياً قتل امس ثلاثة جنود اميركيين واصيب 13 في هجمات متفرقة, كما قتل 12 عنصراً من الحرس الوطني بانفجار سيارة مفخخة. في غضون ذلك حمّل نائب الرئيس العراقي برهم صالح (كردي) الدول المجاورة للعراق مسؤولية تأجيج الصراع, وقال خلال مؤتمر صحافي عقده امس في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير, ان معركة الفلوجة ألقت ضوءاً جديداً على دور تلك الدول, التي لم يسمها في دعم المقاومة, وزاد ان "صبرنا بدأ ينفد مع بعض الجيران". في الرياض, أشار مجلس الوزراء السعودي في جلسته الاسبوعية التي عقدت أمس برئاسة ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز, الى مؤتمر شرم الشيخ الخاص بالعراق, وشدد على ان "توفير المناخ الامني والسياسي الملائم يعمق ثقة العراقيين في النظام السياسي ويشجعهم على المشاركة في الانتخابات العامة". واضاف ان "انتهاج منطق القوة لإخضاع العناصر المناوئة للنظام السياسي القائم لن ينجم عنه سوى زيادة الشقاق بين فئات العراقيين وتعميق الخلافات في ما بينهم". من جهته اكد علاوي ان الانتخابات "لن تكون مثالية", لافتاً الى أنها "مجرد محطة مهمة في اطار العملية السياسية". واعتبر أن "الأهم هو الانتخابات التي ستجري في نهاية العام 2005 بعد وضع الدستور الدائم وتشكيل الحكومة الدائمة". 3 قتلى من "المارينز" في بغداد, افاد ناطق باسم القوات الاميركية ان 13 عنصراً من مشاة البحرية الاميركية ومدنيين اثنين اصيبوا امس جراء سقوط قذيفة هاون على قاعدة اميركية جنوب بغداد. وكان الناطق اعلن في وقت سابق مقتل ثلاثة عناصر من "المارينز" واصابة ثلاثة آخرين في هجوم بعبوة ناسفة لدى مرور دوريتهم شمال غربي العاصمة العراقية. ولم يذكر الناطق اية تفاصيل اضافية عن موقع الهجوم بالتحديد او عن ظروفه. يشار الى ان القوات الاميركية بمساندة قوات بريطانية وعراقية بدأت في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) حملة واسعة ضد المقاتلين في منطقة أُطلق عليها "مثلث الموت" جنوب بغداد. الظواهري الى ذلك, قال الظواهري في شريط بثته قناة "الجزيرة" مساء امس: "سقوط بغداد في الحقيقة هو سقوط لكل الانظمة التي تخلت عن الجهاد واعانت على غزو العراق بل ان ما لم يسقط منها علناً قد سقط بغير ضجة ولا قعقعة سلاح ولا قصف منذ زمن طويل ومن لم تحتله القوات الصليبية اليوم فهو هدفها المنتظر غداً". واكد انه "لا حل مع اميركا سوى في إجبارها على الرضوخ للحق بالقوة". وخاطب الشعب الاميركي بقوله: "انتخبوا من تشاؤون بوش او كيري او الشيطان الرجيم نفسه فهذا امر لا يعنينا. اما ما يعنينا هو ان نطهر بلادنا من المعتدين".